يوميات دينا ابو الوفا … عارفين

بدأت منذ عدة أسابيع ،فى متابعة مسلسل “عروس بيروت”

وعلى ان أعلنها مدوية انه – ومن وجهة نظرى المتواضعة – مسلسل رائع بكل المقاييس …

ربما أستطعت مقاومة الكتابة عنه حتى الان الى ان يصل لنهايته ولكنى لم أستطع مقاومة الكتابة والتعقيب على مشهد -فى الحلقة الثانية والخمسين- قد استوقفني وحوار قد أبهرني بين زوجين فى المسلسل

الزوجين هما “خليل” الابن الثانى لعائلة ضاهر والذى قضى سنوات طفولته وشبابه بأكملها يهيم عشقاً وشوقاً ب”نايا” ، تلك الطفلة الوحيدة المدللة والتى نجح فى تتويج عشقه لها بالزواج منها ، رغم ان من سكن قلبها وتربع فيه ، هو أخيه الأكبر “فارس” وليس هو … ولكنه بالتأكيد لم يكن على علم بتلك الحقيقة المفجعة !!!!

أحبها “خليل”حباً بلا حدود … وكحال كل عاشق ولهان لم يشغله شئ منذ ليلة زواجه منها سوى سعادتها وبهجتها وراحتها …

ااااااااه …. مسكين هذا الذى كتب عليه العشق ، فقد يفنى عمره وهو لا يكترث لأمر سوى ارضاء من يحب ، ولا يشغله شئ سوى كيف يحقق ذلك الهدف ، مما يجعله فى كثير من الأحيان ينسى نفسه كلياً !!!!

هذا ما فعله “خليل” بالظبط حتى انى كنت أشفق عليه فى أغلب الأحيان ، بل استشيط غضباً من ضعفه …. فأنا لا ابغض شيئاً كبغضى لهذا النوع من الحب … ذاك الحب الذى يظل فيه طرف يمنح بلا توقف والآخر يأخذ بلا مقابل

ذاك الحب من طرف واحد الذى يدمر صاحبه ويمتصه ويقضى عليه …

كانت “نايا” تأمر وهو يلبى … تطلب وهو يجيب … تغضب وتثور بينما يلتزم هو الهدوء… تتعالى عليه ويستمر هو فى الخضوع لها … تقوى أمامه و يضعف هو امامها …تقسو عليه و يزداد هو حناناً عليها …

تزداد غروراً معه ويزداد هو تواضعاً معها ..

تقوده بسلاسل وهو يتبعها مغمى العينين

لم تكن تلك العلاقة فى نظرى ، سوى علاقة سامة الى أقصى الحدود … حتى انى كنت اتساءل عند مشاهدة كل حلقة “متى يفيق هذا الرجل من غفلته !؟ متى يعود الى رشده !؟ الى اى مدى سيتحمل !؟

تمنيت احيانا لو ان يداى تطوله داخل شاشة التلفاز ، فأهزه بقوة لعله يعود الى رشده !!!!

الى ان تحقق مرادى اخيراً فى تلك الحلقة …

كانت “نايا” قد أخطأت بحقه خطأ جسيماً ، وراحت تتدلل عليه فى محاولة أنثوية لاستقطابه والعبث بمشاعره …. حتى انها همت بمعانقته وتقبيله الا انه دفعها بعيداً … دفعها بعيداً وهو الذى كان لا يتمنى شيئاً من الحياة سوى ان تأخذه بين أحضانها ليشعر بحبها له !!!

وقفت مذهولة لا تصدق انه دفعها بعيداً ، وسألته

“اتدفعنى بعيداً !؟ كيف !؟ الست حبيبتك !؟ الم تعد تحبنى “

فنزلت إجابته كالصاعقة عليها … أما بالنسبة لى فقد كانت اجابة منطقية ربما تأخر فيها بعض الشئ … قال ببساطة شديدة وهدوء أشد ” بلى … لا زلت أحبك ، وفى اغلب الظن انى لن أتوقف يوماً عن حبك … فحبى لك لن ينفذ …. أما صبرى فقد نفذ !!!!!!”

يااااااااااه ….. تلك العبارة العبقرية أوجزت فأنجزت

فقصة خليل قصة تتكرر كثيرا فى الحياة ويمر بها الكثيرون منا …

نحب احدهم حباً جماً ، ونفقد فى سبيل ذلك الحب الكثير والكثير …. الا ان اثمن ما نفقد هو راحة بالنا ، سلامنا النفسي ، كرامتنا ، كبريائنا ، كينونتنا ، ذاتنا …

فيأتي السؤال الأول هنا ، هل من محبوب يستحق ان نتكبد من أجله كل تلك الخسائر وندفع من اجله هذا الثمن الباهظ !؟

والإجابة “بالطبع لا” ….

لان من يحبك حقًا لن يرتضى لك كل تلك الخسائر …

اما من يقبل ان ينتهى بك الأمر على هذا النحو فهو لم يحبك يوماً ولا يعرف للحب الصادق معنى … وعليه فهو لا يستحق منك سوى الانسحاب الفورى من تلك العلاقة غير المتكافئة … لا يستحق منك سوى إدارة ظهرك والرحيل بعيداً دون تردد ….

الأمر الذى يأخذنى للسؤال الثانى …وهو لماذا يتأخر البعض منا فى الإقدام على تلك الخطوة الجريئة !؟

لماذا يتحمل البعض منا تلك الحالة من الابتزاز العاطفي ، والإساءة النفسية !؟

والإجابة ببساطة …. من اجل الحب … من اجل قلب أحمق احب بكل ما أوتى من عاطفة ومشاعر

فيظل يتحمل ويتحمل ويتحمل … يصبر ويصبر ويصبر الى ان يأتى يوم ينفذ فيه صبره …

فلا يكون لديه سوى خيار واحد …الرحيل رغم ان الحب لم ينفذ …

دينا ابو الوفا
دينا ابو الوفا

اقرأ للكاتبة 

يوميات دينا ابو الوفا … عارفين

شكرا للتعليق على الموضوع