عبير نافع تكتب : التفاؤل نبض وعصب الحياة (4)
دعونا نستكمل في هذه الحلقة الأخيرة، جميع جوانب التفاؤل الحق باستعراض أهمية شأنه بفوائده المتعددة عند غرسه داخل النفوس، حينئذ سوف تتبدل الأحوال داخل وخارج النفوس، وتتعدى الأفاق لقوة تأثير التفاؤل الحق في الأجواء المحيطة، كانبعاث إشعاعات الضوء التي تقتحم النفوس المظلمة لتضيئها وتفض عنها غبار الاتربة الملوثة، فتستعيد النفوس بريقها ونقاءها وتنتعش وتدب فيها الحياة المشرقة الوضاءة، حتى تنسجم بتفاعلها مع كل جمال يتواجد على وجه الأرض، بل تبدع كل نفس في إبراز مواطن جمال روحها الداخلية فيتوهج الوجه والجسد بأنوار مبهجة تسر الناظرين.
وفي هذا المقام، دعونا نبدأ في التعرف على الخصائص المميزة للتفاؤل الحق، حيث إنه يتمتع بخصائص لا توجد في أي صيدلية تعج بكافة الأدوية، بل أنه يطبق مقولة 《الوقاية خير من العلاج》 وذلك من خلال إظهار فوائده التي لا حصر لها فيما يتعلق بصحة البدن وغذاء الروح، وسنكتفي بذكر بعضها:
أولاً: تقوية الجهاز المناعي مما يساعد على مقاومة الفيروسات والجرثومات والقضاء عليها.
ثانياً: الحفاظ على صحة المخ والدماغ لابتعاده عن أجواء التوتر والقلق والخوف والهلع، والتي لا توجد في قاموس التفاؤل الحق.
ثالثاً: المرونة في العلاقات الاجتماعية، وذلك بفضل راحة البال والاتزان النفسي الذي يمنحه التفاؤل الحق.
رابعاً: القدرة على مواجهة المواقف الصعبة والتعامل معها بطريقة إيجابية من خلال الثقة بالنفس والتوكل على الله، حيث إنهما يعدان القاعدة الأساسية للتفاؤل الحق.
خامساً: منح السعادة ونشرها على نطاق واسع لإنه من طبيعة التفاؤل الحق طرد الأحزان وموجات الاكتئاب، وعدم إعطاءها أي مجال للبقاء على الإطلاق، كتوزيع الابتسامات في أبسط مثال لانتشار عدوى السعادة، لذا تعد الابتسامة في وجه الأخرين نوع من أنواع الصدقة التي تضاف إلى ميزان الحسنات.
إذن، بعد أن ذكرنا سلفاً بعض هذه الفوائد وأثرها الطيب في النفوس، وجب علينا التحصن باستمرارية التفاؤل الحق بإتباع الخطوات التالية:
١-ممارسة نشاطات جديدة ومتنوعة، والبعد عن التكرار الذي يفضي إلى الملل والضجر.
٢- اتخاذ قرارات حاسمة واجتناب التردد والتذبذب في القرارات، والذي من شأنه قد يؤثر سلبياً على سلامة النفس.
٣- الابتعاد عن الأجواء السلبية والأشخاص السلبيين، حتى لا تنسحب من داخلنا الطاقة التفاؤلية.
٤- التقدم خطوة إلى الأمام دون النظر إلى الوراء مطلقاً، حتى لا ندع مجالاً للتفكير في التراجع عند كل خطوة نخطوها.
٥- البحث دائماً عن حلول كثيرة للمشكلة، وعدم الانشغال بالتركيز على المشكلة عن إيجاد حلول لها.
٦- الحرص على مداومة الشعور بالامتنان والحمد والشكر لله على نعمه التي لا تحصى مصداقاً لقوله تعالى 《لئن شكرتم لأزيدنكم》.
وفي ختام حلقات هذا مقال أود أن اشكر القراء على متابعتها، راجية من الله أن أكون قد أسهمت بطريقة مفيدة وسلسة في التعريف الشامل لكل ما يخص التفاؤل الحق مع كيفية الانتفاع والاحتفاظ به.
اقرأ للكاتبة
عبير نافع تكتب : التفاؤل نبض وعصب الحياة (3)