ناصر اللحام يكتب: رغم البث المباشر وكل هذه الأخبار.. هناك أشياء غير مفهومة

من الناحية السياسية لم يتغير موقف الرئيس الأمريكي العدائي من القضية الفلسطينية، ورغم انحيازه للاحتلال وأفكار الاستعمار الوضيعة. إلا أن ترامب هو الرئيس الوحيد في العالم الذي يتحدث يوميا عن كورونا ويفكر مع سكان الأرض بصوت عال، ويبحث عن إجابات ويرفض الاستسلام لفكرة الاختباء في البيوت.

قال (لا يمكن أن نعيش طوال حياتنا نلبس أقنعة وكمامات على وجوهنا ولا يمكن أن نحجر أنفسنا طوال العمر). وفي كل ليلة يخرج علينا وكأنما يخاطب نفسه ويخاطب العلماء والأطباء.

لا يوجد رئيس في العالم يفعل ذلك غيره، ليس الرئيس الصيني ولا الروسي ولا أي رئيس أخر.

في البداية لم نرغب في سماع السياسيين والإعلاميين والشعراء والوزراء ورجال الأعمال، وطلبنا أن نسمع من علماء البيولوجي والجراثيم، لكننا لم نفهم منهم الإجابات. شرحوا لنا عن الفيروسات والبكتيريا والفرق بين الوباء والأنفلونزا!! وتركونا نتخبط لوحدنا فوق القشرة الأرضية.

وبحثا عن المزيد من الإجابات. تركنا علماء الجراثيم والأوبئة وركضنا وراء الأطباء كما يركض الطفل وراء المعلم الصارم.. سألنا وقابلنا جميع أطباء الإنسان وعلى جميع الفضائيات الأطباء (الطب التخصصي والطب العام وحتى التمريض والأشعة والأمراض الجلدية وطب الأسنان). فشرحوا لنا طوال أسابيع عن المستشفيات وأجهزة التنفس وانهيار الرئة وجفاف الحلق.. ولم نصل معهم إلى نتيجة سوى أن المستشفيات لن تتحمل أعداد المرضى والثلاجات لن تتسع لأعداد الموتى.

ذهبنا الى علم البيطرية وسألنا عن الخفاش والفرق بين الحيوانات البرية وبين الوطواط.. صرنا نعرف تفاصيل حياة الخفاش وإذا كان تشاجر مع زوجته.. لم نصل الى نتيجة أيضا.

استهلكنا باقات الانترنت وحزم الفايبر ونحن نشاهد على اليوتيوب جميع أنواع المخلوقات البرية التي تعيش في الصين، وأنواع الأفاعي والزواحف دون جدوى.

عدنا للروحانيات، فوجدنا بعض رجال الدين قد جهّزوا أنفسهم جيدا ونشروا على جميع مواقع التواصل الاجتماعي في العالم الوصفة السحرية للخاتمة والموت الجماعي. البوذيون والصوفيون وعبدة الشمس، ومن معظم المشارب والمذاهب والطرق، صاروا يطلبون من البشرية التوبة باعتبار أن يوم القيامة بعد غد، وأنهم هم الوحيدون القادرون على ضمان نهاية مشرّفة للجنس البشري.

بعد شهر من الحجر.. عدنا لرجال الأعمال وشركات الاحتكار والجشع العالمي، نسألهم عن الدواء. فوجدناهم يصنعون المعقمات والكمامات للبيع وكأنهم يتمنون لو أن الجائحة تطول!!

لم يبق لنا سوى السياسيين المحترفين. عدنا إليهم بخجل شديد نطلب منهم الحلول وقد عرفنا قيمتهم. فوجدنا معظمهم ملتزمون بالحجر ويعقمون أياديهم وأرجلهم وأنوفهم وأذانهم خشية من الموت.

قلة منهم تحدثت إلينا وخرج على الشاشات. ومن القلة دونالد ترامب الذي قال: لا يمكن أن تقبل البشرية والحضارة الإنسانية مثل هذه النهاية. وسنعمل المستحيل لإيجاد خوارزمية الحل.

صمت الصين. قلعة روسيا. شلل أوروبا. دهشة إفريقيا. صراخ أسيا. قنوات العرب ونظرية المؤامرة. غباء العنصرية في إسرائيل. وجوم تركيا. حصار إيران… والنتيجة لم نفهم شيئا بعد.

هناك حلقة مفقودة..

ليس المرضى الذين يبحثون عن أجهزة تنفس.. بل جميع الحكومات تبحث عن جهاز تنفس.

د. ناصر اللحام

اقرأ للكاتب

ناصر اللحام يكتب :الخوف دكتور .. والرعب هو المعلم الصارم للبشرية

شكرا للتعليق على الموضوع