حسين بابان يكتب: مفلسين صامتين
رغم أنه قرار صعب ومصيري وبسببه تتغير الكثير من الأمور ، لكن صانع القرار في لبنان من صغيرهم وحتى كبيرهم أعلنوا أقلاس البلاد والشعب اللبناني يقاوم حتى يقف على قدميه وتستمر الحياة بحلوها ومرها ، عالميا لم نجد صانعي قرار يعلنون أن أوطانهم قد أفلست إلا في مرات قليلة للغاية لا تعد على أصابع اليد ، اليونان وإيطاليا وقبرص وإسبانيا أفلسوا لكن صانع القرار بقى صامتا حتى أعلنت البنوك والمصارف ووكالات التصنيف الحقيقة الصادمة ، ووجدت مناطق بأكملها تحولت إلى مناطق خاوية عندهم ليس فيها إلا المشردين الذين يفترشون الطرق” لا حول ولا قوة لهم “، والشعب خرج بمسيرات غاضبة واعتصامات عنيفة وسقطت عدة حكومات منتخبة ، ووصل الأمر ببعض الأفراد إلى إنهاء حياتهم بالانتحار فكل ما تعبوا من أجله طيلة سنوات طويلة انهار بين “ليلة وضحاها”.
دول كثيرة وخصوصا في “الشرق الأوسط” مفلسة و خزينتها خاوية وحالهم تدعوك للبكاء وشعوبها تعاني من أجل توفير أبسط مستلزمات الحياة لأن حكوماتهم عاجزة عن تقديم أي شيء يذكر من خدمات صحية أو تعليم أو توفير فرص عمل أو خدمات لتحسين الحياة أيا كانت ،والكل يعلم أن هذه الدول مفلسة لكن صانع القرار يكذب على نفسه قبل أن يكذب على الآخرين ويعطي وعود كل يوم بالمستقبل الزاهر والحياة الرغيدة ، لكن الحقائق والوقائع لا مهرب منها خصوصا أن الاقتصاد العالمي يرصد أدق التطورات مهما كانت متناهية الصغر وبسيطة.
المضحك المبكي أن صانع القرار في هذه الدول متوقع أن الحل في الاقتراض من هنا وهناك ، وأن الغد سيكون أفضل وبعد مدة سوف تعاد الأموال التي اقترضها وتنتهي المشكلة خلال فترة قصيرة وكأن شيئا لم يكن، وخبراء الاقتصاد قالوا أن العالم انهك بسبب وباء كورونا طيلة أكثر من ثلاث سنوات ، وبعدها جاءت الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا وأعلن خبراء الاقتصاد أنه غير متفائل بتاتا و ارقام التضخم أكبر دليل على صدق كلامهم .
الحل بالنسبة لي أتباع المقولة العلمية التي تقول ” أول خطوة لحل أي مشكلة الاعتراف بوجودها ” ، فهل صانع القرار لديه الشجاعة للاعتراف بأنه فاشل ،وليس في مقدوره فعل شيء، وبأنه أوصل بلاده للأفلاس..؟؟
بروفسور حسين علي غالب بابان
أكاديمي وكاتب كردي مقيم في بريطانيا
اقرأ للكاتب
حسين بابان يكتب: أدوية القنوات الفضائية