نصف التفاحة” قصة قصيرة”
الفنان والكاتب: محمد شمس الدين – العراق
مرحبا … اسمي همس، انا الان جالسة في احدى منتزهات موسكو أجلس ها هنا حيث أطالع جمال الطبيعة مع تناول فنجان من القهوة وانا على هذا الحال أحببت أن اخذ بعض الصور كذكرى لي في هذا المكان الجميل، لهذا سوف أحاول أن اطلب من أحد الأشخاص ان يأخذ لي صورة .
لقد بدأت اللوح لأحد الاشخاص الواقفين أمامي على الجانب الآخر إلا أنه يبدو غير مهتم …لكني أرى أحد الأشخاص قادم باتجاهي لقد القى التحية باللغة الإنكليزية وقد قال تفضلي حل تحتاجين شيء؟
قلت له نعم هل بالإمكان ان تأخذ لي صورة في هذا المكان قال نعم ممكن عندها اعطيته جهاز الموبايل لكي يصوروني، وقد قال استعدي…وفجأة قال أخذت لكٍ الصورة وكانت ملامحة عليها ابتسامة عريضة، لقد قدمت له تحية الشكر وعبرت عن امتناني له ، وما ان ذهب إلى المكان الذي يجلس فيه عندها احببت ان ارى الصورة التي اخذها لي وما ان فتحت الموبايل وإذ بي اصدم ؟فقد خدعني !
وقد اخذ لنفسة صورة في موبايلي ولم يأخذ صورة لي لقد كانت صورته جميله وقد عبر في ملامحه بأسلوب ساخر حيث كان يومئ إيمائه جميله وكأنه يريد أن يقول شيء ما ، لقد هممت الذهاب آلية وتوبيخه فلم أستطع السكوت على ما ارتكبه معي لذلك قررت الذهاب للحديث معه والحصول على إجابة ، وعند وصولي الية حيث كان يجلس على اريكة قباله شاطئ البحيرة قلت له مرحبا سيدي ،عندها رد علي وباللغة العربية حيث قال مبتسما ، مرحبا انستي تفضلي بالجلوس ، قبل أن توبخيني فمن المؤكد انك اتيتي بسبب اني أخذت صورة لي في موبايلك وليس لكٍ كما طلبتي مني ، قلت له نعم ، لكن هل انت عربي وأن كنت عربي لماذا لم تكلمني باللغة العربية ومن اي بلد انت ولماذا اخذت صورة لك في موبايلي دون ان تأخذ لي صورة كما طلبت منك ؟!!
ابتسم ابتسامة مميزة وقال تفضلي بالجلوس لكي يتسنى لي الإجابة على كل أسالتك المتتالية، قلت له نعم لقد جلست والان عليك الاجابة، استمر بالضحك وقال انتٍ تحملين في شخصيتك الاسلوب المباشر في الكلام ودون وجود فواصل ، قلت له بأسلوب متهكم انا هكذا ايها الحذق ليس عندي وقت لكي أضيعه مع الاخرين .
عندها وبكل برود قال لي ماذا تشربين اريد ان اضيفكٍ على شيء تشربية، قلت له لا اريد اي شيء والان عليك الاجابة عندها قال حسنا، اولا انا اسمي فارس قلت له تشرفنا قال الشرف لي ياهمس.
قلت له مندهشة وكيف عرفت اسمي؟!!
قال من خلال الوشم الذي على ساعد يدك خمنت أنه اسمك، قلت حسنا أكمل.
قال وردا على أسالتك نعم أنا عربي وعربي عراقي وقد قالها وهو يضحك كأنه يومئ الى انه عرف اني عراقية من لهجتي.
قلت له ملامحك أوربية ولم يخطر في بالي ان تكون عربي او عراقي، قال والدتي ألمانية وانا عراقي الماني غادرت العراق منذ كان عمري ١٠ اعوام وبهذا اعلمي اني اجبتك عن سؤالين .
اما سؤالك لماذا أخذت صورة لي في موبايلك من دون أن اخذ صورة لكٍ فالجواب بكل بساطة هو اني وددت ان تكلميني بصورة مباشرة من دون أن اطلب ذألك منك لأني كنت اريد محادثتك وكنت متخوف من أن ترفضي الحديث معي .
اعلمي انني كنت أنظر لكٍ عن كثب وانتي تطالعين الطبيعة في سكونك وفي هدؤك وقد وجدتك تلوحين لأحد الاشخاص وتطلبين ان يقوم بأخذ صورة لكٍ وقد وجدت في ذلك فرصة لي وقد توجهت نحوك لكي أقوم بأخذ الصورة وبسرعة البرق أخذت الصورة لي لكي تأتيني وعندها سأحظى بفرصة الكلام معكٍ .
قلت له ولما هذا الاسلوب الملتوي، قال لقد وجدتك فتاة شرقية وانا اعرف العادات والتقاليد قلت له وهل يستحق الأمر كل ما فعلت ، قال نعم لقد وجدت الشمس تمازح شعرك بخيوطها المضاءة ، وجدت إطلالتك وحضورك ساحر ، لهذا فقد انتابني الفضول بالتعرف عليكٍ .
عندها صمت كثيرا وقد أخذ مني الحزن مأخذه لذألك قلت له أنصت يا سيد فارس انا هنا لستً في نزهة أو ابتغي التعارف انا هنا من اجل أمر آخر.
قال لى أخبريني ما هو الشيء الذي جعلك تسافرين الى موسكو، قلت له حسنا انا مضطرة إلى اخبارك .
نقش على حجر… “شعر” محمد شمس الدين
قلت له وبصعوبة أنصت وأرجو أن لا تستغرب ، انا هنا من اجل البحث عن والدتي فأنا من ام روسية واب عراقي .
قال لي متعجبا ولماذا والدتك لم تترك لكٍ عنوانها ؟!
قلت له انا بالأصل لا اعرف لها عنوان او صورة بالكاد عرفت اسمها حديثا ، لكني اعرف مدينتها فهي كانت من مدينة ديمتروف إحدى الوحدات الإدارية لموسكو.
لقد بدى على ملامح فارس الاندهاش صمت برهة من الزمن حتى صرخ بصوت عال ؟ وقال يا إلهي ماهده القصة ، أرجوكٍ أخبريني بقصتك عسى ان اكون قادر على مساعدتك .
قلت له أنصت لي لقد أتيت الى روسيا بسبب ماحل بي من بعض المقربين .
فقصتي لها بدايات موجعة نتائجها تفسر لماذا كانت البدايات موجعة .
قال لي أكملي ، اني أنصت لكٍ .
قلت له كنت اعاني في منزل عائلتي منذ الصغر، لم أستطع أن أعيش طفولتي كما يجب فوالدتي كانت تفرق في تعاملها بيني وبين اخي ، لقد كانت والدتي صارمة جدا في تعاملها ، فقد كانت والدتي توبخني على ابسط الامور بسبب او دون سبب ، لم اتوصل في اي لحظة من اللحظات الى تفسير حقيقي يوضح سبب تعاملها معي ، لكن كان تعامل والدي معي هو من يصبرني على تعامل والدتي معي ، وبالرغم من ذلك كان والدي يجد المبررات لوالدتي ، حيث يقول لي اسمعي يا ابنتي ان والدتكٍ تخاف عليك لذلك توبخك بقوة حرصا منها عليك قلت له ياابتي هي امي وانا ابنتها ، لكن هل من المعقول عندما تغضب توبخني ؟!! فتقول لي تبا لك أيتها اللقيطة فهي تكرر هذه العبارة دائما .
قال لي فارس وبماذا رد والدكٍ عليكٍ ، قلت له لقد تحول وجه والدي وقد بان علية الغضب عندما عرف ان والدتي تناديني باللقيطة، لقد وعدني والدي في وقتها ان والدتي لن تكرر تلك العبارة ، لكن بعد زمن معين كررتها ، لكني لم أعد اكترث لتوبيخ والدتي وشتمها لي وقد مرت الايام .
وما ان أكملت دراستي الجامعية أتى لي والدي وقال لي همس ، يا ابنتي هل تعرفين صديقي ابا احمد ، قلت له نعم اعرفه هو ذألك الرجل صاحب النظرات الغريبة ، قال ما به ، قلت لا شيء لم أستطع أن اطلع والدي ان صديقة كان احيانا يتواجد في باب مدرستي اثناء خروج التلاميذ فهو كان يتواجد هناك وعندما يراني يذهب دون أن يكلمني عموما قلت لوالدي ما به صديقك قال لقد طلب يدك .
ابا احمد لابنة احمد ، قلت له انا غير مستعجله على الزواج ، واريد ان اكمل دراستي العليا في الجامعة .
عندها اجابني والدي وقال لي احمد هو صديق اخيك مصطفى حاولي ان تفكري بالموضوع وأسألي اخيك مصطفى عنة ، وان وجدتي انه مناسب عندها سأجعله يوافق على ان تكملي دراستكٍ .
قلت لوالدي حسنا احاول ان افكر بالموضوع ، وما ان أتى اخي مصطفى للمنزل قلت له بعد إلقاء التحية علية ، مصطفى قال نعم ، قلت له ماذا تعرف عن احمد ابن صديق والدنا ، وهل هو صديقك ، قال نعم هو صديقي لكن لماذا تسألين عنة ، قلت له احمد تقدم لخطبتي قال احمد صديقي لكن!!
هو متسرع وكثير التعصب عليك عندما يأتي الى المنزل عليك ان تحدثيه وتقرري بنفسك هل هو صالح لكٍ ام لا ، قلت له حسنا وما هي إلا أيام وقد أتى صديق والدي وعائلته وابنة احمد ومرة أخرى وجدت نظرات ابا احمد فيها شيء من التركيز فقد كانت تلك النظرات لا تفارقني وقد بدت ذاكرتي ترجعني الى الايام الخوالي ، حيث كان يتواجد بقرب باب مدرستي عموما .
اخذ الجميع بالحديث حتى أخذت فرصتي بالحديث مع احمد وقد وجدته شاب ظريف ومع قله خبرتي في الحياة لم أهتم لملاحظات اخي مصطفى التي شخصها لي في شخصية احمد ،وما ان أرادت عائله احمد الانصراف حتى تبادلنا أرقام هواتفها ، ومن بعد ذلك أخذنا نتواصل مع بعضنا البعض حتى تحولت العلاقة الى حب وبعد برهة من الزمن تزوجنا .
كانت ايام الزواج الأولى جميله جدا ومن شدة سعادتي كنت اقول في قرارة نفسي لقد وجدت الحب الذي كنت أتمناه ، كانت سعادتي مضاعفة .
فالسبب الأول هو اني تزوجت عن حب ، والسبب الثاني هو تخلصي من توبيخ والدتي ، لقد مرت الايام وما هي إلا اشهر حتى بدأ احمد يتغير ، فقد اخذ بعدم الاهتمام وكان يسهر كثيرا خارج المنزل وحينما أتحدث معة لا يرغب بالحديث معي .
لقد قررت ان اشكوا احمد الى والدته بسبب أسلوبه معي ، وما ان أخبرتها بما اعاني حتى قالت لي والدته تحمليه وعليكٍ ان لا تتذمري فالنساء في حياتهن الزوجية يمر عليهن الكثير وانتٍ في بداية طريق طويل .
عندها قررت أن اصبر لكن مع مرور الوقت كانت تصرفاته تزداد سوء الى ان وجدت نفسي غير قادرة على الاستمرار في هكذا علاقة ، كلها اهانة وهجر متعمد، وما زاد من الوضع سوء هو اني عرفت ان احمد زوجي لدية علاقة مع فتاة ووالدته كانت تعرف بتلك العلاقة وهذا الشيء اوجعني جدا عندها قررت إبلاغ عائلتي ، وقد ابلغتهم بما حدث معي لكن للأسف كان والدي مسلوب الإرادة ووالدتي هي من يتحكم في كل شيء .
وما ان طالبت عائلتي بان يحققوا لي رغبتي بالانفصال عن احمد حتى نطقت والدتي وقالت اسمعي ياهمس لقد تزوجتي وانتهى ، واياك من التذمر عودي الى منزل زوجك وتعايشي مع ما انتٍ علية …!!! .
لقد صدمت من رد والدتي عندها خرجت من المنزل وانا منهارة من شدة البكاء فجفاء والدتي قد تعدى كل الحدود ، وهذا قد ادمى قلبي كثيرا لكوني اعرف ان الفتيات هن الأقرب إلى أمهاتهن ، لكن في مثل حالتي فوالدتي دائما تبعدني عنها.
لقد رجعت الى منزل زوجي وعائلته وحين وصولي شكوت احمد الى عائلته وبينت لهم تصرفاته لقد ، وعدني والد زوجي احمد ان يقوم بمحاسبته على تصرفاته وبالفعل قام والد احمد زوجي بالدفاع عني وتنبيه احمد على تصرفاته معي ؟
لكن !! ما حدث هو ان احمد طلب من والده أن لا يتدخل وهذا الأمر كان بتأييد والدة احمد ، وما ان احتدم الموقف تجاوز احمد علي بالسب والضرب مما جعلني أغادر المنزل حيث ذهبت إلى منزل عائلتي وابلغت والدي بما حدث وقد بينت لهم قراري النهائي الا وهو الانفصال عن احمد، لقد وقف والدي الى جانبي عند اتخاذ هذا القرار لكن !! والدتي قالت لا مكان لكٍ إلا في منزل زوجك كان كلام والدتي كالصاعقة مما جعلني أغضب جدا وهذا
الغضب لم أستطع التحكم به ، فقد انفعلت كثيرا الى ان اغمي علي وما ان صحوت وجدت نفسي في غرفتي مستلقية على السرير وقد سمعت والدي يتصل على ابا احمد زوجي ويقول له على احمد ان يطلق ابنتي همس لقد تدهورت صحة ابنتي بسبب ابنك ، عندها اغلق والدي الهاتف وهو متعصب مما حدث لي ، لكن ماهي الا لحظات وقد سمعت صوت والدتي وهي تخاطب والدي دون أن تعلم اني مستيقظة .
فقد قالت لوالدي يا ابا مصطفى لقد عملنا ما علينا لم نقصر مع همس وجدناها في باب المنزل وعمرها لا يتجاوز الا ايام وقد قمنا بتربيتها واحتوائها وعاملناها كأبنتنا وأدخلناها أفضل المدارس الى ان أكملت دراستها وقد أتممن زواجها .
لذا اقول الى هنا وكفى عليها ان تحمد الله على ذألك وعلينا الالتفات الى مستقبل مصطفى ، عندها سمعت صوت والدي وهو يقول لها اخفضي صوتك … سماهر …. همس ابنتنا .
عندها ردت وقالت نعم هي أبنتنا لكن لا تنسى اننا وجدناها على باب المنزل وعمرها ايام فقط لقد عملنا ما علينا …. لم أصدق ما سمعت واخذت أبكي بكاء شديد وكنت أصرخ بصمت وقد أخذت الدنيا تقلبني يمين ويسار ولم اعرف ماذا افعل لكني اخر المطاف قررت أن لا اجعلهم يعرفون أني عرفت الحقيقة كنت اود ان أعرف اكثر .
فما تم إخفائه عني كثير جدا وما هي إلا أيام وقد سمعت والدي يصرخ على ابا احمد زوجي والذي هو كنتيجة … المفترض أن يكون والدي!!! .
هنا قال لي فارس توقفي؟؟ اذا كيف زوجك من احمد المفترض أن يكون اخيكٍ قلت له لا تستعجل ستعرف الأحداث تباعا ، قال حسنا اكملي .
القرار الأخير … “شعر” محمد شمس الدين
قلت له كان والدي يصرخ على والد احمد ويقول له لقد تخليت عن همس في أول أيامها كنت تلهث خلف نزواتك غدرت بزوجتك الروسية ( لينا ) ام همس ، وسفرتها الى بلدها وحرمتها من ابنتها ، وحرمت همس منها ولم تستطع إقناع والدك بالزواج ، ولم تبوح لوالدك بحقيقة انك متزوج وقد رزقت بأبنة.
لقد تخليت عن كل شيء وقد فعلت كل شيء من اجل ارضاء والدك حتى زواجك من ام احمد ابنة عمك كان إرضاء لوالدك، لم تنجب منها لأنها عاقر وقد قمت بتبني احمد وتربيته ، لكنك لم تفعل شيء واحد لهمس ، كل ما فعلته لهمس وامها هو الخذلان والتخلي حتى في مشكلتها كنت تتفرج .
أنصت جيدا ابا احمد همس ابنتي فأنا من ربى وتحمل ،وانا من حمل سرك ولم اكشف سرك حتى لزوجتي التي لطالما كانت تعتقد أن همس لا اهل لها، وتحملت النتائج المترتبة على صمتي وعلية الان ، كل ما ارجوه منك هو ان يتم الطلاق بهدوء ولن أسمح لأحد أن يجرح ابنتي حتى لو كنت انت .
عندها سمعت صوت أبا احمد يرد فصوته كان واضح بسبب ان سبيكر جهاز موبايل والدي كان مفتوح من دون ان ينتبة والدي .
لقد قال ابا احمد يانعيم همس ابنتي ايضا ،عندها أتى رد والدي المزلزل فقد قال ،اسمع يا مازن عن اي ابنة تتكلم هل انت تتكلم عن تلك الصغيرة التي رميتها على باب منزلي الساعة ال١٢ عشر ليلا ، التي رميتها دون رحمة ، انصت لي وأعلم اني لم اقطع علاقتي بك طول هذا الفترة الا لأني احمل مبادئ الاخلاص والوفاء ، لقد ابقيت حبل الوصل موجود الى الان لا لشيء إلا من اجل ان تكون قريب من البنت وقبلت بزواجها من احمد من اجل ان تكون قريبة منك وهكذا اكون ارجعتها لحضنك واكون بهذا قد خففت عليك عذاب تأنيب الضمير ، لكن ان تقول همس ابنتي وتستخدم معي لغة التهديد فأعلم لا انت ولا غيرك يستطيع انتزاع ابنتي مني او يؤذيها بشيء ، لذا ليس على ابنك سوى ان يتمم إجراءات الطلاق وهذا المرة عليك ان تقوم بإقناعة ،عندها ولأول مرة في حياتك ستكون قد فعلت شيء مفيد لهمس .
وبعد ان يتم الانفصال كل ما عليك فعله هو ان تقوم بالاستغفار طيلة حياتك عسى الله تعالى أن يغفر لك فما فعلته لا تصدقه العقول، وفي هذة الاثناء دخلت عليهم وانا في حاله من الانهيار ، عندها لم أستطع الوقوف على اقدامي فقد غبت عن الوعي ولم أشعر بنفسي إلا وانا داخل المستشفى حيث الجميع بقربي والدي ووالدتي ومصطفى اخي من حولي .
كانت والدتي تبكي بكاء شديد كانت تردد كلمات انتي روحي وحياتي يا ابنتي لقد اوجعتينا برقودك في المستشفى ، لقد قال لي والدي ارتاحي يا صغيرتي جميعنا معك وهذه اوراق انفصالك ، وقد بذل والدك الكثير من اجل ان يتمم احمد إجراءات الطلاق ، قلت له لا تكمل انت والدي وهذة والدتي وهذا مصطفى اخي .
اما ما يخص الرجل الذي رماني في الشارع اترك امرة لله وللزمن عسى ان يغفر الله له ، لكن كل ما اريد منة هو ان يرسل لي صورة والدتي وعنوانها .
قال والدي همس حبيبتي لقد فعلت ذألك قبل أن تطلبي ، خذي في هذا الظرف توجد صورتها وهي من موسكو مقاطعة ديمتروف ، حيث كان والدك يسكن .
قلت له وقد قاطعت كلامة انت والدي وانتم عائلتي، لذا اود ان تعرفوا شيء مهم ، لقد قررت أن اترك كل شيء فأنا احتاج الى الراحة والنسيان والابتعاد قليلا .
لذا قررت أن اسافر الى روسيا ابحث عن والدتي ،اريد ان اجد من افترقت عنها وافترقت عني ، اريد ان اجد حياة ضاعت بسبب أكاذيب وأسرار الآخرين والتي لم يكن لي ذنب فيها .
عندها قال لي والدي سافري وليكن معك اخيك مصطفى قلت مصطفى اخي لكني بحاجة في هذه الاوقات ان اكون بمفردي.
عندها سافرت وها أنا امامك الان بعدما حلقت بي الطائرة بأجنحتها، وكما هو معلوم لديك الآن اني ابحث عن يوم جديد، كما ارجوا ان تخبرني الايام القادمة عن خبر سعيد يجعلني ألتقي بوالدتي ويلتئم شملي بها .
وبهذا اكون سردت لك كل حكايتي، قال لي انصتي أيتها الجميلة، حسنا انا معك في كل خطواتك اللاحقة، ولن أفترق عنك إلا أن تكوني بين أحضان والدتك .
عندها قلت له شكرا لك سوف اجعلك تعاني معي لبعض الوقت، اخذ يضحك وقد قال لي انصتي اريد ان التقي بوالدتك، أتعلمين لماذا؟.
قلت له لماذا؟
وهل يوجد سبب غير الذي أخبرتك به؟
قال نعم.
قلت له ما هو؟
قال … وبابتسامته المعهودة عندما ستلتقين بوالدتك سأطلب يدك منها، فضحكنا معا لكني قلت له من يطلب يدي علية ان يطلبها من والدي وعائلتي في بغداد .
قال لي سأفعل حتما وقد حمل مظلته لكي يبعد المطر عني فقد بدأت الأمطار بالهطول عندها تركنا الشاطئ متجهين إلى الغد حيث اترقب اللقاء بروح الامل وكتابة يوم جديد خالي من الألم.
اقرأ للكاتب
قديسة الميلاد … “شعر” محمد شمس الدين