سامي فودة: ذكرى رحيل عاهد الهابط (1972م 1993م)

بسم الله الرحمن الرحيم

“مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا “

صدق الله العظيم

إخوتي الأماجد أخواتي الماجدات أعزائي القراء أحبتي الأفاضل فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على سيرة عطرة وذكرى طيبة لرجل من رجالات الوطن وفدائي من أبطال أبناء الفتح المغاوير القائد الصقر الشهيد عاهد الهابط أحد أبرز قادة ” صقور فتح ” الذراع العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح والمطلوب لقوات الاحتلال منذ مطلع انتفاضة الحجارة 1987م وقد نال شرف الشهادة مخضباً بدمائه الطاهرة على أيدي قوات الاحتلال الصهيوني بعد اشتباك مسلح وقع بينهم وبين دورية للاحتلال الصهيوني على مفترق النصيرات وسط قطاع غزة بتاريخ 3/5/1993م عن عمر يناهز21عاماً..

ولد الشهيد القائد الصقر/ عاهد الهابط والمكنى بـ” أبو جهاد-أمير الصقور” في مخيم الشاطئ مقر سكناه ومسقط رأسه بتاريخ 22/2/1972م فهو أعزب وعائلته المناضلة تتكون من والده المتوفي الحاج ذيب ومن الوالدة الحاجة أم ديب اطال الله في عمرها وله من الاخوة/ ديب- صابر- ماهر- عاطف- رائد – عوني- محسن, وله من الأخوات صفاء” متوفية”- صبحية- وملك, ويأتي الشهيد عاهد الهابط في الترتيب السابع من بين إخوته وأخواته سناً…

نشأ الشهيد القائد الصقر عاهد الهابط في مخيم الشاطئ وعاش في كنف أسرة فلسطينية لاجئيه مناضلة محافظة على تقاليد المجتمع الفلسطيني وملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وتعود جذور ‏عائلته إلى بلدة يافا المنشية والتي هاجروا منها عام 1948م وطردوا قسراً تحت تهديد السلاح كباقي الأسر الفلسطينية إلى قطاع غزة واستقر بهم المطاف في مخيم الشاطئ” بلوك3″ وقد تلقى تعليمه الدراسي الابتدائي والإعدادي في مدراس مخيم الشاطئ…

ومضاءات خالدة من حياة الشهيد / عاهد الهابط – أمير الصقور

اعتقل الشهيد عاهد الهابط بتاريخ 10/10/1988م في سجن النقب وحكم عامين وثلاثة شهور وبعد خروجه من السجن عاد للعمل التنظيمي في المخيم وبعد مرور شهرين أصبح مطارداً مع صقور الفتح مطلوبا وملاحقا وهدفا لقوات الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني, وقد داهم جيش الاحتلال الصهيوني منزل عائلة الشهيد فترة مطاردة وملاحقته من قبل الاحتلال على مدار الساعة بين الفنية والأخرى بحثاً عن الشهيد عاهد…

من إحدى أبرز العمليات الفدائية الجريئة التي قام بتنفيذها الشهيد عاهد الهابط هي مهاجمة نقطة لقوات الاحتلال في خط النصر أثناء عملية تبديل الدورية وقد تمكن من قتل ثلاثة جنود صهاينة وإصابة آخرين وعاد إلى قواعده بسلام..

قام الشهيد عاهد الهابط بمهاجمة مقر مركز العباس بالذخيرة الحية وتمكن من قتل جندي صهيوني وإصابة آخرين وعاد إلى قواعده بسلام..

حضر وفد كبير من أراضي ألـ 48 وعلى رأسهم عضو الكنيست العربي طلب الصانع وهاشم محاميد وقاموا بتقديم وأجب العزاء لوالد الشهيد البطل عاهد الهابط …

اتصل هاتفياً الأخ الشهيد القائد أبو عمار من خارج الوطن بوالد الشهيد عاهد وقدم له وأجب العزاء باستشهاد عاهد – أمير الصقور ووعده حين عودته إلى أرض الوطن سوف يحضر بنفسه لزيارة منزلة, وفعلاً عندما عاد الشهيد القائد المرحوم أبو عمار إلى أرض الوطن قطاع غزة جاء إلى مخيم الشاطئ لمنزل الشهيد عاهد وقدم للحاج ديب وأجب العزاء وقال له الأخ أبو عمار تفتكر لما وعدتك اني راح ازورك في بيتكم هيني موجود معكم مخيم الشاطئ وفي مقر منزلكم..

القائد الصقر الشهيد عاهد الهابط – أمير الصقور ونظرة الوداع الأخيرة …

حضرت قوة من قوات الاحتلال الصهيوني إلى منزل الشهيد عاهد الهابط في مخيم الشاطئ “بلوك 3″وقام باعتقال والدة الحاج ديب وأخوة عاطف الهابط بالسيارة العسكرية لمركز العباس وطلب ضابط المخابرات منهم بالتعرف على جثمان الشهيد عاهد الذي كان جسده مطرز بالرصاص ومخضباً بدمائه الطاهرة مع ثلاثة من الشهداء كانوا أجسادهم فوق بعضهم بعض وهم الشهيد/ محمد بهادر والشهيد أحمد أبو الصعاليك والشهيد هاني معمر وبعد التعرف على جثمان الشهيد عاهد طلب ضابط المخابرات من والدة وأخوة مغادرة المكان والتوجه إلى منزلهم وإحضار عشر أشخاص والحضور بهم إلى مقبرة الشيخ رضوان خلال نصف ساعة….

وتوجوا بالسيارة كلاً من والد الشهيد عاهد الهابط الحاج ديب وأخوة عاطف والمواطن أبو جميل الشرافي وعدد من المخاتير والوجهاء إلى مقبرة الشيخ رضوان التي كانت محاصرة من قوات الاحتلال الصهيوني وسيارة الإسعاف متواجدة في المكان وفيها جثمان الشهيد عاهد وجرت مراسم الدفن في أجواء مليئة بالحزن والأسى وتم فتح بيت عزاء للشهيد عاهد في المخيم لكن قوات الاحتلال داهمت بيت العزاء وقاموا بتكسير المعرش والكراسي أكثر من مرة وعلى أثرها اندلعت مواجهات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي، وشبان فلسطينيين قاموا برشقهم بالحجارة وقد أصيب العديد من أبناء المخيم بالرصاص والغاز المسيل للدموع في المكان…

نعم المجد للمقاومة والخلود للشهداء- والموت لأعداء الوطن والشعب – والخزي والعار للخونة القتلة المجرمين.

اقرأ للكاتب

سامي فودة :الأسير محمد الحروب يصارع المرض في سجون الاحتلال(1982م – 2020م)

شكرا للتعليق على الموضوع