فريد لفتة يكتب: سؤال بريء (4)

الخيانة الزوجية

   يعتقد الكثيرون بأن النساء غادرات وبأنهن أس الفتنة، وتؤمن كثيرات بأن الرجال عيونهم زائغة ولا امان لهم، ويؤكد الطرفان بأن الخيانة اليوم أضحت أسلوب حياة وأن الاجيال السابقة كانت أكمل ولاءاً وأتم عفةً.

   الحقيقة أنه قد يبدو للوهلةِ الاولى بأن زعمهم صادق خاصةً في ظل تزايد حالات الانفصال والطلاق وأرتفاع حدة التوتر بين الرجل والمرأة، ولك في أن تأخذ جولة خاطفة في وسائل التواصل الاجتماعي لتستشف كمية التشكي والعويل والتأنيب بسبب الخيانة في منشورات أحدهم أو أحداهن لشخصٍ ما أو لشخصةٍ ما (رغم عدم جواز التأنيث)، ومقارنة بما كان عليه الحال قبل ثلاثة عقود أو يزيد حيث كان الناس (رجالاً ونساءاً) عفيفين ومخلصين حسب ظنهم فيظهر لنا سلامة تقديرهم.

   لكني أبصر غير ذلك ، فالرجل والمرأة كائن معقد لايمكن أن نقولبهم ضمن نمطٍ واحد، فرياضياً كلما كانت متغيرات المعادلة أكبر كلما زاد تعقيدها وتعددت مخرجاتها.

   لنتصور السيناريو التالي، لنفترض بأن جزيرةً نائية يقطنها رجلٍ واحد وإمرأة واحدة وهذه الجزيرة تقع في أجواء كاريبية حيث الجمال والهدوء والخضرة والثمار والشطأن والنسيم العليل فسيكون الزوجان غايةً في السعادة والهناء لأسباب بسيطة أُجمِلُها بالاتي:

1️⃣ لايوجد مقارنات لا شكلية ولا سلوكية، أي أن الرجل لا يقارن رفيقته بأخرى فيفاضل حسنها أو أنوثتها، والمرأة لا ترى وسامةً أو رجولةً غير زوجها لتمني نفسها به

2️⃣ الاجواء الطبيعية الساحرة فلا حرٍ ولا بردٍ ولا مشقةً ولا وَصَباً فمزاجهم سلسلبيلاً

3️⃣ لا توجد لديهم خطوط حمراء (دين، قبيلة، عائلة، عرف) تحدد نوع علاقتهم

4️⃣ لا عبيء أقتصادي ومالي عندهم

5️⃣ لا منافسة في العيش فملكهم صرف لا شريك لهم في الجزيرة

6️⃣ ليسوا جزءاً من أي منظومة (فكرية، دينية، سياسية، اقتصادية … ألخ) فتمارس عليهم ضغط الانتماء

7️⃣ لا يشغلهم عن بعضهم شاغل فجل أهتمامهم إسعاد بعضهم

8️⃣ يبقى صفوهم مستمراً إن لم يمسسهم مرضاً جسدياً أو نفسياً أو ينال منهم الكبر ويشتد الألم

9️⃣ لا مرافق ترفيه أو أماكن لتستكشف ولا تقنيات تشغلهم ولا ألعاب تفصلهم عن بعض

🔟 لا أبناء لهم بعد، فيهمون بهم

   مما تقدم وبالعودة إلى المعادلات الرياضياتية تكون المعادلة بسيطة ليس فيها أي متغير كما ولا تستدعي أي أشتقاقات أو عمليات حسابية فالصورة واضحة المعالم والنتيجة لا لبس فيها فرياضياً ومنطقياً لا تقدر على أن تعقد المشهد أو تغير فيه لعدم وجود عناصر وعوامل التغيير فنستطيع التعبير عن تلكم العلاقة بالشكل الآتي:

 (١+١=١)

قد يسأل سائل لكن (١+١=٢) وهذا صحيح لما تكون العلاقة بين الطرفين نتيجتها مساكنةً لا أنصهاراً وذوباناً

   لنعود لنفس السيناريو ونبدأ بتغيير العوامل مثل أن تكون هناك بدائل متاحة أي كثير من الرجال والنساء أو تغيير في الأجواء أو يصيبهم نصباً وشقاءاً أو تكون لديهم نقص في الأموال والثمرات أو يفقدون أعزائهم أو تشغلهم السياسة والصراعات أو تمنعهم القبيلة أو …. آلاف وملاييين من المتغيرات التي تحيط بنا وتحاصرنا اليوم من كل صوب فتغير أمزجتنا وتعجن وتشكل فينا فتارةً نقاومها وتارةً أخرى نجري حيث مجراها وبين هذا وذاك ما عادت المعادلة بسيطة ونتيجتها معلومة وتكون المعادلة كالتالي:

(س + ص = ♾)

   حيث الرجل والمرأة متغيرين والنتيجة متغيرة لا نهائية، فتصبح بدل أن كانت لدينا في السيناريو الأول معادلة معلومة النتائج إلى معادلة مجهولة النتائج.

   أضف لذلك فإن مواقع التواصل الإجتماعي اليوم هي فقط أظهرت وكشفت تلك المعادلة المتغيرة ونتائجها اللانهائية وأن ما كان قبل ثلاثة عقود أو قرن أو ألف سنة هو نفس ما يحصل اليوم مع زيادة في عدد المتغيرات وتطوير في طرق تناقل نتائج تلكم المعادلات.

   الغريب في الأمر هو أعتقاد الناس بأن المعادلة هي (١ + ١ = ٢ أو ١) وعند أكتشافهم بأن المعادلة الحقيقية هي (س + ص = ♾) يبدون جامدين فاغري الفاه وكأن الصيحة أخذتهم.

🔴 السؤال:

1️⃣ أي المعادلات تؤمن بها: (١+١=١) أم (١+١=٢) أم (س + ص = ♾) ؟

2️⃣ هل كنت تعلم بوجود المعادلة ذات المتغيرات (س + ص = ♾) ؟

3️⃣ هل ترى بأن موضوع الخيانة تم أستغلاله لأغراض دعائية وتجارية وسياسية مخالفة لطبيعته وتعلقه بتركيبة البشر وتعقيد محيطه؟

4️⃣ لماذا الترويج للخيانة على أنها دخيلة ومنفصلة بدل فهمها وإماطة اللثام عنها ؟

اقرأ للكاتب

فريد لفتة يكتب: سؤال بريء (3)

شكرا للتعليق على الموضوع