حسن حمزة يكتب : كفى انتهاكاً لحقوق النازحين

منذ أن جاءت حكومات العراق وكلها تدعي حماية حقوق الانسان وهي من اولوياتها المهمة  ولا تفارق خططها الاستيراتيجية و مشاريعها المستقبلية العملاقة ، وانها جاءت لتنقذ العراقيين من ظلم الدكتاتورية السابقة التي ابتلي بها العراق .

وقد استبشر الشعب بكل اطيافه بحكومات تنشد الحرية و العدل و المساواة و ترفع الشعارات الرنانة التي تحمل في طياتها عناوين كثيرة في مقدمتها “احترام حقوق الانسان” ، وتذليل كل الصعاب التي تقف حجر عثرة في طريق تحقيق السعادة و الامن و الامان و الحياة الكريمة .

فذهبت مختلف شرائح المجتمع العراقي نحو اختيار تلك الحكومات السياسية في اولى عملية انتخابية جرت في البلاد بعد سقوط النظام السابق ،والتي على اثرها تشكلت اول حكومة منتخبة من قبل الشعب ، وقد اعلنت عن برامجها السياسية ومشاريعها المستقبلية و الاستيراتيجية المعتمدة لديها ، وبذلك تمت عملية خداع الشعب تحت حيلٍ سياسية قذرة كشفت حقيقة ما يدور خلف الكواليس من عمالة للخارج و عمليات النصب و الاحتيال و السرقات بالجملة ، فضلاً عن قتل الحريات و سلب حقوق المواطنين و بشتى الوسائل و المغريات .

فوقع الشعب ضحية المكر والخداع السياسي و الفساد المقيت و الطائفية الارهابية ، ذهبت على إثرها احلام و امنيات العراقيين سُداً حتى أصبح مقطع الاوصال ومشتتاً في البراري والقفار بين مهاجر في بلاد الغربة ، وبين نازح ومهجر في بلاده .

لا يجدون الاذن الصاغية لالامهم و الضمائر الشريفة التي تعمل على  التخفيف من معاناتهم ، فالكل يلهث خلف مصالحه الشخصية الفئوية التي جعلت اهلنا النازحين في وضع لا يسر العدو قبل الصديق فمتى يا ترى تنتهي محنهم ؟ ومتى يا ترى تنتهي معاناتهم ؟ .

فحكومات العراق كثيراً ما تصرح بوسائل الاعلام انها بصدد انهاء معاناة تلك الشريحة المضطهدة ، وانها في طور اعادة اعمار مناطق سكناهم ، وانها ناشدت المجتمع الدولي حول مد يد العون لها في سبيل مساعدة النازحين من غذاء و دواء و اموال لغرض التخفيف عن كاهلهم .

لكن الواقع المرير الذي يعيشه النازحون يعطي الصورة الحقيقة لما يمر به هؤلاء المظلومون بالاضافة إلى ذلك فإن واقعهم يكشف حقيقة المزاعم التي يتبجح بها ساسة العراق الذين اتخذوا من قضية النازحين الورقة الرابحة لهم في كل عملية انتخابية .

فمتى تصحو الضمائر السياسية و تعمل بصدق و اخلاص من اجل نجاة النازحين و اعادة حقوقهم التي انتهكت و ممتلكاتهم التي سلبت ومن جميع الكتل والاحزاب السياسية وغير السياسية التي تتصدى لحكم البلاد وتتلاعب بمقدارته المالية وغير المالية  وتهدرها عبثاً على مظاهر الفساد و الافساد في حين أن النازحين و المهجرين بأمس الحاجة إليها فكفاكم يا جبابرة العراق الفاسدين انتهاكاً لحقوق النازحين .

بقلم الكاتب العراقي : حسن حمزة العبيدي

اقرأ للكاتب : 

هل قرأ السياسيون التاريخ بإمعان ؟

شكرا للتعليق على الموضوع