كمال ازنيدر: إسرائيل.. مدرسة في فن التواصل والدعاية السياسية

علق الكاتب الإسلامي المغربي والباحث في الأداء السياسي والمؤسساتي، كمال ازنيدر، على تعبير إسرائيل عن نيتها تقديم المساعدات الإنسانية والطبية للبنان وقال: “أصفق بحرارة لإسرائيل ! هذا البلد الوضيع دائما ما يتبث أنه مدرسة في فن التواصل والدعاية السياسية. سياسيوه وكذا إداريوه، أذكياء جدا ويعرفون كيف يستغلون الأحداث لتلميع صورة كيانهم الصهيوني لدى العالم وشرعنة سياساته الاستعمارية وجرائمه ضد الإنسانية”.

وأضاف: “عرضهم تقديم المساعدة للبنان يندرج في هذا السياق. مبادرتهم هذه ما هي سوى خدعة تواصلية جديدة لإلباس إسرائيل ثوب الدولة الإنسانية وإضفاء المزيد من المصداقية على حسن نواياها ورغبتها في السلم من جهة، ومن جهة أخرى شيطنة الآخر وإظهاره في مظهر البلد المعادي للوجود الإسرائيلي والرافض للتعايش معه سلميا”.

ثم أردف خاتما: “هي إذن ضربة معلم كما نقول بالدارجة، نصر إعلامي جديد ينضاف لقائمة انتصارات إسرائيل، حققته – كما العادة – من دون مقاومة ولا رد من قبل بلداننا المفتقرة لخلايا تواصلية مشكلة من ترسانة من السياسيين والمفكرين والمحللين والإعلاميين وكذا الفنانين والرياضيين تبدع في الرد على مثل هذه الضربات الإعلامية”.

تعليق المفكر الإسلامي المغربي جاء على خلفية الانفجار المروع الذي هز مساء الثلاثاء الماضي مدينة بيروت اللبنانية والذي بموجبه عرضت إسرائيل على لبنان تقديم المساعدات الإنسانية والطبية.

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أنه صادق على تقديم مساعدات طبية وإنسانية إلى لبنان وأنه كلف بعض مسؤولي حكومته بالتواصل مع مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام بالشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، لتدارس ما يمكن لإسرائيل القيام به بغية مد المساعدة للدولة اللبنانية.

نفس الأمر أكدت عليه صفحة “إسرائيل بالعربية”، التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية، عبر حسابها في تويتر: “إسرائيل توجهت إلى لبنان عن طريق جهات أمنية وسياسية دولية وعرضت على الحكومة اللبنانية مساعدة طبية إنسانية”.

التدوينة ذاتها استنسخها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في تغريدة له على حسابه الرسمي على “تويتر”، مضيفا إليها: “تتمتع إسرائيل بخبرة كبيرة في هذه المجالات وأثبتت ذلك خلال بعثات إغاثة إنسانية عديدة في أنحاء العالم بالسنوات الأخيرة. إنه الوقت لوضع جميع الصراعات جانبا”.

وفي سياق متصل، عبر زعيم المعارضة في الكنيست الإسرائيلي، يائير لابيد، عن تقديمه لتعازيه ومواساته إلى أهالي بيروت ولبنان في هذه الساعة العصيبة.

ومن جانب آخر، تناقلت وسائل إعلام إسرائيلية تعليقا للعضو السابق في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) موشيه فيغلين قال فيه: “مسموح لنا أن نفرح بأن هذا الانفجار وقع في بيروت وليس في تل أبيب. وهذا شأن أخلاقي قبل كل شيء”.

وفي منشور آخر، كتب فيغلين: “على شرف عيد الحب اليهودي حظينا بعرض ناري مذهل في مرفأ بيروت. هل تصدقون حقا أن هذا كان مجرد مستودع عشوائي للوقود؟ ألا تدركون أن هذا الجحيم كان يفترض أن ينزل علينا في شكل زخات من الصواريخ؟”.

نفس المصدر قال في حديث له لإذاعة 103 المحلية العبرية: “إذا كنا نحن بالفعل (وراء الهجوم) وعلى فرض أننا نحن من فعل ذلك وهذا ما أتمناه، فعلينا المفاخرة بذلك وخلق ميزان ردع، لأنه حين نتهرب من قول إننا من فعل ذلك نضع أنفسنا في الجانب الظلامي من الأخلاق، لأنه ليس هناك ما هو أخلاقي أكثر من مثل هذا العمل”.

اقرأ ايضآ

الإسلام السياسي وحق الشعوب في تقرير المصير

شكرا للتعليق على الموضوع