سامي فودة يكتب: ليس هكذا تورد الإبل يا وزير العمل أبو جيش
قال تعالى:- ” إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرً” صدق الله العظيم
بأي ذنبٍ تقتلُ غزة وتذبح من الوريد الى الوريد ويستباح دمائها وتسلخ عن الوطن ويسرق حقوقها بفعل قرارات مشينة ومقيتة لا تصدر إلا عن عقلية لا تؤمن إلا بثقافة التمييز الجغرافي العنصري المقيت، في زمن شح وعز فيه الرجال ولا ترتقي بفعل مرتكبيها إلا لمستوي الجريمة الوطنية ولا تخدم سوي المتربصين بمشروعنا الوطني الفلسطيني، لقد ضاقت غزة ذرعًا وطفح الكيل وبلغ السيل الزبى ولم يبق في قوس الصبر منزع من مسلسل التمييز الجغرافي البغيض بحق أبناء الوطن.
غزة المحاصرة منذ أَرَبَعَة عَشَرَ عَاماً وهي تعيش حالة من التيه والتوهان والعزلة الظالمة وتغلق أبواب المعابر والمطارات في وجه أهلها على مدار سنوات العجاف والقحط والَمّحَقَّ مع غياب أبسط مقومات الحياة عنها والتي أصبحت معدومة بفعل من حكموا غزة بالحديد والنار وغيرهم من شغلوا مواقع حكومية لم يكونوا أمناء ومؤتمنين في مواقع عملهم وظلموا أهلها بقراراتهم الجائرة المجحفة والغير مسؤولة بداً من خصم رواتبهم وقف علاواتهم واستحقاقاتهم واحالة الالاف من العسكريين والمدنيين للتقاعد المبكر الاجباري ولكن لا حياة لمن تُنادي أمام من يصمون آذانهم ويغمضون أعينهم عن تنفيذ حكومة اشتية من قرارات صدرت بحق غزة حتى هذه اللحظة من كتابة مقالي.
هؤلاء من أجرموا بحق غزة وانضموا بفعل إجرامهم إلى القوائم السوداء واخيراً منهم وزير العمل أبو جيش والذي آبى إلا أن يكون من ضمن الذين ظلموا غزة ليواصل بكل استهتار وعدم مبالاة مسلسل التمييز الجغرافي بين أبناء الوطن الواحد بحجب منحة مساعدة العمال عن قطاع غزة وصرفها في المحافظات الشمالية ضارباً بعرض الحائط الحقوق المشروعة للمحافظات الجنوبية، كل هذا يأتي في ظل غياب الحكومة الفلسطينية وتخلفها عن القيام بمهامها ودرورها المناط بها تجاه شريحة العمال البواسل، ما هذا التميز العنصري البغيض يا وزير العمل ليس هكذا تورد الإبل شيء من الخجل.
غزة الشامخة والكاظمة على غيظها والقابضة على الجمر هي أيقونة النضال ورمانة الميزان وخزّان حقيقي للثورة الفلسطينية وجزء أصيل من الوطن دفعت فاتورة الدم وقدمت تضحيات جسام وهي من تمنح الشرعيات ولن تكون على هامش الفعل الوطني وخارج حسابات المخبولين ليتم تهميشها فهي كباقي محافظات الوطن وهذه أموال شعبنا الفلسطيني وليست منة من أحد ، فهذه حصتها من ميزانية الحكومة والتي تقدر بـ 40% .
لا لسياسية التمييز الجغرافي والمحاصصة والحزبية ، نعم لصمود وتعزيز عمالنا المغاوير ، عاشت الطبقة العاملة وعموم الكادحين .
اقرأ للكاتب
سامي فودة يكتب: غزة الموبوءة هل قادرة على التعايش مع كورونا؟!!