مجدى قاعود يكتب: أُحب اشيائي وتُحبني

كثيراً ما سألت نفسي، لماذا أُحب اشيائي؟، وهل هذه عادة حسنه ام عادة وشعور سيء؟

هل تطبعت على هذا الحب من صغري ام أنى شعرت به عند كبري وهرمي؟

استرجعت ما يمكن استرجاعه من ذاكرتي، استوقفتني واقعة حدثت لي في صغري، مازلت اتذكرها كأنها حدثت بالأمس القريب، أحببت من تلك الواقعة ذلك المخلوق الجميل الصبور المتحمل لكل رزالأت البشر، والراضي بما سخره الله في خدمتهم، ذلك المخلوق هو (الحمار)، احبه من قبل تلك الواقعة وزاد حبي له من بعدها.

فقد كنت معتاد في صغري وعندما تبدأ الإجازة – أي إجازة – الذهاب الي قريتنا التي اعشقها وأحبها لعدة أسباب واهداف منها حبي ل(الحمار) المتواجد ببيت جدي، فقد كان في نظري ذو هيبه ويطلق علية (حمار حصاوي).

في احدى الزيارات قلت لجدتي اريد ان اركب الحمار، قالت لي خذ الغذاء واذهب به الى الغيط – الحقل – تقصد بالطبع الغذاء لابن العم الذي يرعي الزراعة ومن معه من المعاونين، فقلت لها لكنى لا أعرف مكان الحقل واظن انه بعيد عن الدار والقرية عموماً.

قالت لي الجدة، لا تشغل بالك اركب الحمار وامسك بالغداء وهو (الحمار) سيذهب بك الى الحقل.

فعلا ركبت (الحمار) وامسكت بالغداء وبراديو ترانسيستور كنت أحب الاستماع اليه، وسار دون أي تدخل مني، وانا استمع الى الأغنيات من هذا الترانسيستور الصغير الي ان وصلنا للحقل، اخذوا مني الغداء، وانا استرحت ولعبت قليلا ثم طلبت منهم العودة، قالوا نفس ما قالته لي جدتي، اركب (الحمار) واستمتع بالاستماع للراديو وهو (الحمار) سيأخذني الي الدار.

عندما دخلنا للبلدة كان امامي اتجاهين، أحدهما لليمين باتجاه بيت جدي والأخر لليسار باتجاه بيت خالي، وانا ارغب في الذهاب لبيت خالي لان أبناء خالي في سني وأريد ان العب معهم.

فجاه توقف (الحمار) وكأنه تسمر في الأرض، ولا يريد الأ ان يتجه نحو بيت جدي الذى اخذني منه، اضرب فيه اشده، لأحياه لمن تنادى، ينظر الي وعينه تقول لي – انت مش فاهم بيت جدك من هذا الاتجاه، انت تريد ان تسير خطاً – لم افهم لغة عينة لكني اتذكرها جيداً حتي الأن.

عندما يئست من التعامل معه، سار الي حيث أخذني ونظر الي نظرة ثانية معناها – هذا هو الاتجاه الصحيح -.

وصلنا الى دار جدي وانا مستاء من تصرفات (الحمار) وقصصت ما حدث لجدتي، اخذت في الضحك وقالت: هو الي حمار؟!!، هو خدك من هنا ولأزم يرجعك هنا.

الأن هل تعرف كيف تذهب لبيت خالك؟، قلت لها نعم، قالت اركب سيطاوعك فيما ترغب فيه.

بالفعل ركبت مرة اخري بدون تقوس الغداء، سار معي على هوايا، ذهبنا وعدنا في سلام وامان.

لكني لم أجد الجواب لسؤال جدتي حتى الأن: هو الي حمار؟!!!

للحديث بقية

اقرأ للكاتب

مجدى قاعود يكتب : الى متى ؟!!

شكرا للتعليق على الموضوع