محمد قادوس يكتب : مرسي جانى ام مجنى عليه ؟!
بعد اربعه سنوات من ازاحه الرئيس السابق محمد مرسي من سده حكم مصر واعتقاله وتولى وزير دفاعه المشير عبد الفتاح السيسي اداره البلاد ، وبعد ان اشرفت فتره حكمه الاولى على الانقضاء وظهرت كثيرا من المقارنات بينه وبينه سلفه الاسبق محمد حسنى مبارك وكلها للاسف تصُف لصالح مبارك المتنحى بعد ثوره شعبيه فى ينار 2011 بجملته الشهيره والتى سبقت التنحى بترك الامور للتاريخ للحكم بما سيكون له او عليه ، يصبح ايضا من العدل ان ننحى العواطف والاتجاهات جانبا لننظر الى الامور بهدوء ومن زاويه اقل انفعالا وهو الامر الذى يحدث الان بالشارع المصري الذى بدء فى التساؤل : هل تم ظلم مرسي وهل كانت ثوره يونيو انقلابا على ثوره يناير وارجعت الامور لاسوء مما كانت عليه ام انها كانت تصحيح لخطأ واقع وكان لا بد من القيام بها ؟ .
مرسي الذى اتى مرشحا لجماعه الاخوان المسلمين بعد واقعه حل مجلس الشعب الذى سيطروا على معظم مقاعده فى انتخابات سبقت سباق الرئاسه وكان احدهم يريد ان يدفعهم لهذه الخطوة لحمايه مكتسباتهم التى حلموا بتحقيقها بعد الثوره بعد ان ظلوا طويلا مجرد ورقه ، تلك الورقه التى طالما كانت الورقه المفزعه التى لوح بها كل اسلافه من رؤساء العسكر فى وجه الشعب المصري محزرون اياه من مغبه ان يكونوا البديل في حالة ترجلهم من كرسى الحكم كان بديلا لمرشح رفض للجماعه وهو رجل الاعمال خيرت الشاطر ، وهو الرجل القوى للجماعه ونعت وقتها بلقب “الاستبن” اشاره لذلك ، واصبح موصوم بها قبل ان يبقى رئيس ، وهو الامر الذى لم يحدث من قبل .
فالمتعارف بمصر ان من سيجلس على عرشها يسبق جلوسه حاله عامه بموجبها يسخر لصالحه كل وسائل التلميع المتاحه وهو الامر الذى لم يحدث فى حاله مرسي والذى وصل للحكم بعد تغلبه على شفيق المحسوب على النظام الساقط فى حينها ، وهى نتيجه كانت شبه طبيعيه وقتها ، ولكن كان خطأ لا يغتفر للجماعه التى زجت بنفسها فى سباق الرئاسه رغم ان كل المعطيات كانت تقول انها لا تملك المقومات اللازمه لذلك .
وبدأ مرسي حكمه وهو منعوت بلقب “الاستبن” وكان لهذا دلاله كبيره جدا للقراءه المتأنيه فى الحكم على مستقبل هذا الرجل فى الحكم .
وبالفعل بدأ الهجوم على مرسي مبكرا جدا، فصُنعت البرامج التلفزيونيه المخصصه للسخريه منه ومن افراد الجماعه ، وتصيد الجميع كل شارده او وراده فى حديث الرجل ، واصبح اى لفظ يصرح به هو مجال سخريه منه مع سيل كبير من التكهنات التى تحذر من افعال لا احد حتى الان يعلم هل كان يخطط لها مرسى بالفعل ام لا ؟ .
ولكنها جميعا انحصرت فى خانه التوقعات ولم تظهر فعليا على صوره قرارات مؤثره واصبح مرسي بالفعل مجرم مهدر دمه وهو على راس الدوله فى سابقه لم تحدث ايضا على مدار تاريخ مصر خاصه ان هذا حدث بعد شهور قليله جدا من توليه المسئوليه .
وللحق لم ينعم الرجل باى من فترات الهدوء للقيام بما هو منوط به ولم يتوفر له اى معاونه من الجهات المنوط بها ان تتعاون معه فى القيام بما يجب عليه .
فالاعلام بكل صوره كانت ضده وبكل القوة والجراه ، ووصل الامر مرار بتحديه وتهديده ، والشرطه توانت بالكامل عن القيام بمهامها واصبحت كانها باجازة مفتوحه لحين اشعار اخر ، والقضاء عصفت احكامه بكل القرارات التى يتخذها الرجل بلا هواده ، وحتى الموظفين والعمال لم يبخلوا عليه بالاعتصامات والمطالب الفئويه ووصل الامر لاعلان العصيان العام .
كل هذا حدث والرجل لم يكمل بعد شهوره الاولى ووضح جليا ان مرسي امتطى لعبه الثور الهائج بملاهى مصر ، ولم يمتطى فعليا كرسي الحكم ، وان وجوده اصبح تمثيليه هزليه اكثر بكثير من كونه رئيس فعليا منتخب .
واستكمالا لغباء محكم من الجماعه لم يقم الرجل بالقيام بما يفرضه العقل وقتها قراءه للواقع المفروض وهو التنحى ، واعاده الامور للشعب لاستدراج الوضع ، وكان ذلك سيكفل له وحتى للجماعه الخروج من هذا المازق باقل الخسائر حيث كانت الخساره فرض يستحال فيه تحقيق اى نجاح .
ولكن ادى الاخوان دورهم الكامل لحرق انفسهم كالعاده مع انى اشك ان تكون الاخيره و تشبث مرسي ببقاؤه للحظه الاخيره متحججا بالشرعيه لينتهى حكمه سريعا قبل سنه واحده من انتخابه باعتقاله ومحاكمته .
من كل ذلك نصل لنقاط هامه ومحددة .
اولها ان مرسي فعليا لم يحكم مصر ولم يكن له اى قرار اثر فعليا على تاريخها ، وان كل الاتهامات اليه كانت مجرد مخاوف لم ترقى لافعال ، وان الاخوان كانوا مجرد ورق للعب رغم احتراقها عشرات المرات ، الا انها تعود وتصبح جاهزة للعب والاحتراق مره اخري ، وان ارادوا انهاء هذه البلاهه منهم فلا مناص من اعلان حل الجماعه وعدم التطلع لاى دور مره اخرى او باقل تقدير فى المرحله القادمه ، عسي ان يغيب ذلك ظهورهم كاوراق لعبه ويحميهم من احتراق جديد .
وقتها سيرىء التاريخ مرسي بانه كان ضحيه لجماعه بلهاء ليس اكثر ولم يكن له او عليه فهو والعدم اثناء حكمه سواء .
حيث انه جلس ولم يحكم فعليا ، ومحاكمته مع ترك الاخرين هو عبث ، هذا فى حاله اختفاء الجماعه نهائيا من على الساحه ، اما فى حاله الاصرار على عوده الوضع على ما كان عليه من عبث فيجب ان يحاكموا شعبيا بتصنيفهم كجماعه بلهاء خطره حيث انهم سيستمروا كورق لعب مسلط على رقاب هذا الشعب .
ورغم احتراقهم كل مره فاصبحوا مثل “امنا الغوله” التى تخيف الشعوب مع انها فى الحقيقه امراه بائسه لا ضر ولا نفع منها ، ولكنها سعيده بسمعتها السيئه ورغم ان من يستخدمها يحقق من وراء دورها كل المنافع وهى لا تحقق الا الاحتراق لنفسها الا انها سعيده .
هل هناك غباء اكثر من ذلك ؟!!
يتبع الحلقه القادمه
مبارك مرسي السيسي دوامه دوله
اقرأ للكاتب :