سامي فودة يكتب: فرسان نفق جلبوع أتسع فيهم النفق وضاقت بهم البلاد

“وَلَا تَهِنُواْ وَلَا تَحْزَنُواْ وَأَنتُمُ ٱلْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ” صدق الله العظيم

رجالٌ تجرعوا الظلم صغاراً,وتمردوا على ظلم السجن,وبطش السجان وجبروت المحتل الغاشم, رغم الظلم والقهر وعنجهية الاحتلال الصهيوني, وما يتعرضون له من وحشية هذا السجان, وسياساته القمعية والتعسفية والإجرامية بحقهم, في هذا الزمن الغابر الذي ساد فيه خذلان القريب والبعيد, وتآمر العملاء المتساقطين عليهم,رجالٌ أشداء أفذاذ آمنوا بعدالة قضيتهم وصلابة موقفهم بأن الحرية تنتزع ولا تعطى.

فنحتوا وحفر الصخر بأيديهم وشقوا دروب الأرض وقبضوا على قرص الشمس المتوهجة, وامتطوا صهوة الجواد وانطلقوا في فضاء الوطن ليستنشقوا عبير الحرية الذي حرموا منه لسنوات طويلة خلف قضبان الأسر, ليمرغوا أنف قادة الاحتلال في التراب ويحطموا المنظومة الأمنية الصهيونية وأكذوبة أسطورة الجيش الذي لا يقهر.

أمسينا على خبر مفجع وصادم شل معه تفكيرنا وهز كياننا وتصدعت منه رؤوسنا وقبضت صدورنا واحتبست أنفاسنا وتوقفت نبضات دقات قلوبنا وسلت منا أرواحنا وأصحبنا على غصة عميقة في القلب وجرح غائر بالنفس على رجال من خير رجال الوطن تحرروا من سجن جلبوع “الخزنة الحديدية” أو” غوانتنامو إسرائيل” شديد الحراسة في عملية وصفت بالهلودية أرعبوا دويلة عصابات الكياني الصهيوني المسخ  وأقضوا مضاجعهم وحطموا عنجهية الاحتلال وإجراءاته وأجهزته الأمنية وأربكوا كل حسابتهم ووضعتهم بمأزق حقيقي أمام العالم بأسرة.

وسجلوا في عملية تحررهم من براثن الاحتلال انتصاراً عظيماً بعبورهم الكبير نفق الحرية رغم المشككين الذين شاهت وجوههم وراء تحررهم من الأسر والطعن في وطنيتهم, وقع منهم أربع أسرى في قبض الاحتلال في قرية أم الغنم بالداخل المحتل وهم الأسير زكريا الزبيدي والأسير محمد عارضة والأسير يعقوب القادرى والأسير محمود عارضة, يكفيهم هؤلاء الأبطال الأسود شرف المحاولة فإن التاريخ سجل في صفحاته المشرقة بحروف من نور ونار عمليتهم البطولية التي كسرت هيبة الاحتلال ومنظومته الأمنية.

اعتقال الأسرى الصناديد لا يقلل من الانجاز البطولي وقيمة العمل الأسطوري الذي تحقق في عملية تحررهم من سجن جلبوع عبر نفق الحرية ولن يثبط من هممهم وعزيمتهم وكسر شوكتهم وإنما سيلهب حماسهم ويشد أزرهم ويقوي إرادتهم علي دحر هذا الإرهاب الجبان طال الزمن أم قصر وسيبقي هؤلاء الأسري الأبطال أيقونة الحرية وأتواج على رؤوسنا نستلهم منهم العبر والدروس الكفاحية والنضالية الطويلة فهم أيقونة الحرية وروح الأرض والثبات والصمود والنضال في وجه إرهاب الاحتلال الصهيوني.

في حوالي الساعة 05:00 صباحاً جاء اعتقال الأسير البطل زكريا زبيدي ومحمد العارضة الليلة الماضية في ساحة انتظار الشاحنات الواقع بين قريتي الشبلي وأم الغنم في أطراف مدينة الناصرة قبل أن تصل أعداد كبيرة من القوات الخاصة التابعة للشرطة الإسرائيلية وتنفذ عملية الاعتقال ,حيث تمكنوا من تحديد مكان الزبيدي والعارضة بينما كان العارضة نائما في شاحنة كان الزبيدي يسير مرهقًا وهو يعرج وغير مسلح باتجاه مخبأ يبعد حوالي 15 مترًا عن الشاحنة, وكان مكان تواجدهم يبعد عن سجن جلبوع 15 كيلومتر.

قام الثلاثة بالاتصال بجيش الاحتلال والشاباك وأدرك الثلاثة أن الزبيدي قد لاحظهم على ما يبدو وسرعان ما  استدعوا وحدة اليمام التي كانت خلفهم وجرى اعتقلهم بعد ان اشتبك الأسير زكريا الزبيدي مع الجنود بالأيدي وحاول الهرب فاعتدوا عليه بالضرب المبرح على نحاه جسده ومازال الأسرى المحررين الخامس والسادس يتجولان حاليا كل بمفرده.

الحرية كل الحرية لأسرانا واسيراتنا الماجدات في سجون الاحتلال

الخزي والعار للخونة والعملاء المتساقطين.

اقرأ للكاتب

سامي فودة يكتب: تحرر الأسرى من سجن جلبوع إخفاق أمني إسرائيلي وانتصار للأسرى

شكرا للتعليق على الموضوع