“الإنسان بين الوعي واللاوعي”بقلم د. جوزيف مجدلاني
تقلا ابراهيم – بيروت – التلغراف: قدّم الدكتور جوزيف ب. مجدلاني (ج ب م) للمكتبة العربية، كي لا نقول للعالم، ثروة معرفية-إنسانية غير مسبوقة من خلال مؤلفاته في سلسلة علم الإيزوتيريك. فقلمه المعطاء لا يلبث أن يفاجئ مريدي المعرفة بجديده، أيًّا كان الظرف، وعطاؤه معرفة إنسانية تطبيقية، قدّمها ويقدّمها لكل زمن.
جديد الدكتور مجدلاني اليوم “الإنسان بين الوعي واللاوعي”، وهو الكتاب التاسع والخمسون باللغة العربية الذي يحمل توقيعه بالأحرف الثلاثة الأولى من اسمه، ج ب م. يقع هذا الإصدار النوعي في 144 صفحة من الحجم الوسط، سلسلة علم الوعي – الإيزوتيريك، منشورات أصدقاء المعرفة البيضاء، بيروت – لبنان.
يتألّف “الإنسان بين الوعي واللاوعي” من ثلاثة أجزاء تشرح الدرب الحياتي ومراحله من الوعي إلى اللاوعي، من النفس البشرية إلى الذات الإنسانية وما وراء الذات، مرورًا بدرجات الوعي المختلفة ودرجات اللاوعي المتعددة، متوجة “الإنسان حكمة الغد” في سعيه لبلوغ كمال الوعي.
يستهل الكاتب شروحاته في موضوع الوعي واللاوعي قائلًا:
“يَعتبر علم باطن الإنسان – الإيزوتيريك – أنّ المفردات التجريدية كافة تسميات – إذا جاز التعبير لتوضيح المعنى – لطبقات روحية سامية، تختلف عن بعضها باختلاف مكنوناتها، أو درجة سموها… إنّما هي غير منفصلة، بل متّحدة مع بعضها في وحدة مصيرها في الأوحد، في وجود مجهول منتهاه في المطلق!”، ويتابع المجدلاني موضحًا:
“رأينا من الواجب تقديم الشرح والتفسير المتميز لبعض المفردات التجريدية، التي تفسرها معاجم اللغة وقواميسها على أنّها أشبه بمرادفات لبعضها… بينما هي في الواقع ذات مدلول خفي بعيد، يسترسل عميقًا في صلب المعنى الباطني لها، بل يشير إلى المدى غير المألوف في سياق سردها الوارد في الكتاب”.
والمفردات المقصودة هي: “سرمد، أزل، أبد، خلود، أو السرمدية، الأزلية، الأبدية!”.
يشرح الكاتب بأنّ هذه المفردات هي في حقيقتها مستويات مختلفة تتدرّج من أسمى معاني الألوهة إلى الإنسان، ومن مطلق الوجود وصولًا إلى الأرض، بحيث تتتالى في هذا التدرج طبقات الوعي واللاوعي في لحمة مسار التطور السرمدي. فالكتاب يرسم بحبر الكلمات دوائر الوعي واللاوعي اللامتناهية في الكون، يرسمها كسلسلة متكاملة من البدايات والنهايات، متصلة بعضها ببعض كوحدة لا تتجزّأ، مكونة في كليّتها ما يعرّفه المجدلاني بـ”اللابداية” و”اللانهاية”.
سبق أن قدّم الكاتب في عدد من مؤلفاته رحلات باطنية صالت وجالت في أبعاد الكيان الإنساني والوجود الذي يحويه، رحلات ألقت الضوء على خفايا هذا الكيان وارتباطه بأبعاد الوجود. وها هو اليوم يقدّم من خلال إصداره الجديد رحلات تكشف عن خفايا تجوال الإنسان في الأكوان، في رحلة واحدة متماسكة عنوانها “الإنسان بين الوعي واللاوعي”، رحلات يشعر معها القارئ بأنّه يجوب “عُباب” الأكوان والمجرات… يعبر محطات نورانية كبرى من السرمد إلى الأزل فالأبد، ومن الخلود إلى الأرض والحياة والطبيعة، فيكتشف بأنّه الربان والسائح والمركبة في آن… يكتشف القارئ في هذا التجوال بأنّ اختبار طبقات الوعي في تدرجاتها المختلفة ممكن، ويكتشف أيضًا كيف آل الوعي لاوعيًا فانطوى في أعماق كيانه… فالإنسان “بدأ ذرة وعي واعية نفسها في محيط ذاتها، ولكن غير واعية محيط وجودها”… “انحدرت هذه الذرّة على سلّم الوعي، وتحدّرت حتى انتهت إلى أدنى درجات الوعي المادي. ثمّ بدأت تلك الانطلاقة العكسية الكبرى، في سبيل توعية ذرّة الوعي الروحي الخالص لما حولها”.
“الإنسان بين الوعي واللاوعي” هو تعمق غير مسبوق في ماهية الوعي واللاوعي، مذكرًا الإنسان بأنّ “هدف الإنسانية منذ تواجدها في الكون وقدومها إلى الأرض، كان وما زال اكتساب الوعي”، حيث الإنسان هو المحور دائمًا وأبدًا.
اقرأ ايضاً
الشبكة الخفيّة… إصدار جديد للمهندس بول أبي درغام