تَلَاقَتْ عُيُونُ الرَّبِيعِ بِأُمِّي… “شعر” محسن عبد المعطي
الشاعر الدكتور والروائي المصري: محسن عبد المعطي
إِلَيْكَ يَا أُمِّي إِلَى رُوحِكِ الطَّاهِرَةِ أُهْدِي هَذِهِ الْقَصِيدَةْ مُهْدَاةً إِلَى أُمِّي الْفَاضِلَةِ الْحَاجَّةِ / صباح شحاتة علام إِلَى نَفْسِهَا الْمُطْمَئِنَّةِ الرَّاضِيَةِ الْمَرْضِيَّةِ عِنْدَ رَبِّهَا الَّتِي تُرَفْرِفُ فِي قٌلُوبِنَا وَتُحَلِّقُ فِي سَمَاءِ دُنْيَانَا.
تَــلَاقَـتْ عُــيُـونُ الـرَّبِـيـعِ بِــأُمِّـي … فَـنَـفَّضَتِ الْـقَـلْبَ مِــنْ كُــلِّ هَـمِّ
وَقَـالَتْ : ” أُحِـبُّكِ مِـنْ كُـلِّ قَلْبِي … سَـكَـنْتِ بِـدَاخِـلِهِ فِــي الْأَهَـمِّ “
وَقَـالَتْ : ” فَـدَيْتُكِ يَـا رُوحَ عُمْرِي … أَتَـسْـرِينَ فِـعْـلاً بِـرُوحِـي وَدَمِّـي
فَـدَيْـتُـكِ يَـــا قِـبْـلَـةَ الْـعَـاشِـقِينَ … تُـرِيحِينَ نَـفْسِي وَتُـجْلِينَ غَـمِّي
فَــأَنْــتِ فَــخَــارٌ لِــكُــلِّ الــزُّهُـورِ … بِـطِـيبِ الْـمُـرُورِ عَـلَى مَـاءِ يَـمِّي
وَأَنْــــتِ سَــمَـاءٌ لِــكُـلِّ الْـعُـصُـورِ … وَأَنْـــتِ الْـبَـرَاحُ إِذَا ضَــاقَ كَـمِّـي
وَأَنْـــــتِ الْــوِسَــادَةُ لِـلْـمُـتْـعَبِينَ … وَصَـــدْرُكِ مُــلْـكٌ لِــهَـذَا الْـخِـضَمِّ
تَـبَـارَكْـتَ يَـــا رَبُّ تُـثْـنِـي عَـلَـيْهَا … بِــقُـرْآنِـكَ الْـمُـسْـتَـبِينِ الْأَشَـــمِّ
وَتُـعْـلِي مِـنَ الـشَّأْنِ بَـيْنَ الْأَنَـامِ … ذَكَـــرْتَ الْـعِـبَادَةَ تُـوصِـي بِـأُمِّـي
وَفَــصَّـلْـتَ فِــيـهَـا بِــآيَـاتِ حَـــقٍّ … تُـعَـظِّـمُـهَا فِــــي دَلَالَـــةِ عِــلْـمِ
فَــبِــالْأُمِّ تُــبْـنَـى صُـــرُوحٌ كِــبَـارٌ … وَبِـــالْأُمِّ تَـعْـلُـو مَــدَائِـنُ حُـلْـمِي
أَغَـالِـيَـتِـي كَـــمْ حَـنَـنْـتُ إِلَــيْـكِ … بِـشَـوْقِ الْـكَـبِيرِ وَأَشْـجَارِ كَـرْمِي
كَـمِ اشْـتَاقَ قَلْبِي وَكَمْ ثَارَ حُبِّي … يُـوَفِّـي الْـجَـمِيلَ وَحَـفْـلُكِ قِـمِّي
تَـبَـاعَـدْتِ عَـنِّـي وَتَـوَّجْـتِ فَـنِّـي … بِــتَـاجِ الْـجَـلَالَـةِ مُــبْـرِي الْأَصَــمِّ
وَرَفْــرَفْـتُ بَـيْـنَ الـسَّـمَاءِ كَـحُـلْم … دُعَــــاؤُكِ حَـقَّـقَـهُ فِـــي الْـمُـلِـمِّ
أَيَـــا رَبِّ فَـاغْـفِرْ لِأُمِّــي الـذُّنُـوبَ … بِـفَـضْـلِكَ يَـــا مَـاحِـيـاً كُــلَّ إِثْــمِ
أَيَـــا رَبِّ وَارْحَــمْ حَـبِـيبَةَ نَـبْـضِي … وَلَا تَـنْـسَـهَا فِـــي قَـلِـيـلٍ وَجَــمِّ
أَيَـــا رَبِّ عَـــافِ الْـكَـرِيـمَةَ أُمِّــي … فَـفَـضْلُكَ يَـا رَبِّ حُـلْمِي وَغُـنْمِي
أَيَــا سَـابِلَ الـسِّتْرِ حَـقِّقْ رَجَـاهَا … وَعَــفْـوُ الْـكَـرِيـمِ بِـأَجْـمَـلِ حُـكْـمِ
جِــنَـانَ الْـخُـلُـودِ بِـفَـضْـلِكَ رَبِّــي … لِأُمِّـــي بِــجَـاهِ الْـكَـرِيـمِ الْأَعَـــمِّ
بِفِرْدَوْسِكَ الْأَعْلَى طَالَ اشْتِيَاقِي … وَأُمِّــــي تُــطِــلُّ بِـأَفْـضَـلِ دَعْـــمِ
فَـــيَـــارَبِّ بَــشِّــرْنَـهَـا بِــنَــعِـيـمٍ … يَــفُـوقُ خَــيَـالَاتِ حِــبٍّ وَخَـصْـمِ
مَـلَاكِـي الْـجَـمِيلَ تَــزُورُ الْـخَمِيلَ … وَقَـلْـبِي يُـحَـلِّقُ فِـي كُـلِّ قِـسْمِ
وَيُـزْهَـى بِـأُمِّـي وَقَــدْ زَالَ غَـمِّي … بِـفَـضْلِ الْـحَـبِيبَةِ فِــي كُـلِّ كَـلْمِ
جِــرَاحِـي أَلِـيـمٌ وَحُـزْنِـي مُـقِـيمٌ … وَلِــكِـنَّ رَبِّـــي حَـفِـيظٌ لِـسِـلْمِي
أَدِمْ حُــبَّ أُمِّــي أَدِمْ فَـضْلَ أُمِّـي … وَعَـيْـنَ الْـحَـسُودِ بِـفَـضْلِكَ أَعْــمِ
وَوَفِّـــقْ فُــؤَادِي وَبَــارِكْ مِــدَادِي … بِـفَـضْلِ دُعَـاهَـا الْـجَـمِيلِ وَسَــمِّ
تَـجَـاوَزْتُ حَــدِّي وَفَـضْلُكَ يُـجْدِي … فُـــؤَادِي الْـمُـتَـيَّمَ أَعْـــلِ وَأَسْــمِ
وَحَــقِّـقْ سَـبِـيلَ الــرَّوَاجِ لِأُمِّــي … بِـمَـا عَـلَّـمَتْنِي صَـغِـيراً بِـحَجْمِي
بِــمَـا أَنْـجَـبَـتْنِي بِـمَـا أَرْضَـعَـتْنِي … وَقَـامَـتْ حَـبِـيبَةُ قَـلْبِي بِـفَطْمِي
أَلَـيْـسَـتْ تُـرَبِّـي حَـبِـيبَ الْـفُـؤَادِ … تُـوعِّـيهِ يَـبْعُدُ عَـنْ كُـلِّ جُـرْمِ ؟!!!
فَــأَهْـلاً حَـبِـيبَةَ قَـلْـبِي الــدَّؤُوبِ … يُــوَفِّـي جَـمِـيـلَ صَـبُـورٍ وَشَـهْـمِ
فُــــؤَادُكِ يَــــا أُمُّ أَبْــهَــى فُـــؤَادٍ … تَــخَـيَّـلْـتُـهُ فِـــــي مَـــدِيــحٍ وَذَمِّ
وَقَـلْـبُـكِ أَصْـفَـى وَحُـبُّـكِ أَغْـلَـى … حَـبَـانِي بِـهِ الـلَّهُ مَـا بَـيْنَ قَـوْمِي
وَأَمْـشِي الْـمُبَارَكَ مَـا بَيْنَ قَوْمِي … وَمَــا بَـيْـنَ أَغْــرَابِ كَــدْحٍ وَصَــرْمِ
أُلَاقِـي الْـغَرِيبَ بَـشُوشاً بِوَجْهِي … يُـقَـابِلُنِي فِـي ابْـتِسَامَةِ حِـلْمِي
لِأَنَّــــكِ تَـدْعِـيـنَ رَبِّـــي لِـقَـلْـبِي … تُـرَجِّـيـنَـهُ فِـــي صَـــلَاةٍ وَصَـــوْمِ
وَمَـــا دَامَ حُــبُّـكِ بَـيْـنَ ضُـلُـوعِي … أُلَاقِـي الـصَّعَابَ بِـلَا خَـوْفِ غُشْمِ
وَمَــا دُمْــتِ أَنْــتِ تُـزَكِّينَ عُـمْرِي … فَـمَا زِلْـتُ فَـذّاً بِشِعْرِي وَرَسْمِي
وَمَــا زِلْــتُ أُسْـطُـورَةَ الْـحَـالِمِينَ … أُغَـــرِّدُ مَـــا بَــيْـنَ غُـصْـنٍ وَأَجْــمِ
فَــأَنْـتِ الـــدَّوَاءُ وَأَنْـــتِ الـشِّـفَاءُ … وَأَنْــتِ الْأَمِـيـرَةُ فِــي كُــلِّ غُــرْمِ
تَـحَـدَّيْتُ أَعْـتَـى صِـعَـابِ الْـحَـيَاةِ … بِـفَـضْلِكِ يُـغْرَسُ مَـا بَـيْنَ لَـحْمِي
فَــأَنْــتِ مُــنَـايَ وَأَنْـــتِ نَـجَـاتِـي … وَأَنْــتِ غِـذَائِي وَأَكْـلِي وَهَـضْمِي
وَهَـبْـتِ لِـقَـلْبِي سُـمُـوَّ الـشُّعُورِ … أُفَــصِّـلُـهُ بَــيْــنَ رُمْـــحٍ وَسَــهْـمِ
وَسَــيْـفٍ جَـسُـورٍ وَقَـلْـبٍ طَـهُـورٍ … وُحُــــبٍّ لِــرَبِّــي إِذَا رَامَ أَرْمِــــي
فَـشُكْراً لِأُمِّـي وَغَـوْصِي بِحُلْمِي … وَلُـؤُلُـؤُهَا بَـيْـنَ أَمْـسِـي وَيَـوْمِـي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه المعلقة من بحر المتقارب التام
أول المتقارب
العروض تام صحيح والضرب تام صحيح
ووزنه :
فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولُنْ = فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولُنْ
مثل :
تَــلَاقَـتْ عُــيُـونُ الـرَّبِـيـعِ بِــأُمِّـي … فَـنَـفَّضَتِ الْـقَـلْبَ مِــنْ كُــلِّ هَـمِّ
وَقَـالَتْ : ” أُحِـبُّكِ مِـنْ كُـلِّ قَلْبِي … سَـكَـنْتِ بِـدَاخِـلِهِ فِــي الْأَهَـمِّ “
وَقَـالَتْ : ” فَـدَيْتُكِ يَـا رُوحَ عُمْرِي … أَتَـسْـرِينَ فِـعْـلاً بِـرُوحِـي وَدَمِّـي
فَـدَيْـتُـكِ يَـــا قِـبْـلَـةَ الْـعَـاشِـقِينَ … تُـرِيحِينَ نَـفْسِي وَتُـجْلِينَ غَـمِّي
فَــأَنْــتِ فَــخَــارٌ لِــكُــلِّ الــزُّهُـورِ … بِـطِـيبِ الْـمُـرُورِ عَـلَى مَـاءِ يَـمِّي
وَأَنْــــتِ سَــمَـاءٌ لِــكُـلِّ الْـعُـصُـورِ … وَأَنْـــتِ الْـبَـرَاحُ إِذَا ضَــاقَ كَـمِّـي
وَأَنْـــــتِ الْــوِسَــادَةُ لِـلْـمُـتْـعَبِينَ … وَصَـــدْرُكِ مُــلْـكٌ لِــهَـذَا الْـخِـضَمِّ
اقرأ للشاعر
حَبِيبَتِي الْبِرِنْسِيسَةْ وَشكوت للقمر المنير صبابتي… قصيدتي محسن عبد المعطي ومريم محمد ياسين