مصطفى التوني يكتب: قراءة في حاله ترند (محمد وكشري التحرير)
انتشرت في الفترة الأخيرة في بلدنا الحبيب مصر وفي أغلب بلدان العالم فكرة ما يسمى بالترند أو (ركوب الترند) واجتهد الكثيرون من محبي الشهرة في التفنن في إتقان هذه المهنة ، وقد تحدثت في مقال سابق عن هذه المسألة وكيف أنها قديمة ، وأن هناك من الناس من كانت لديه فكرة أن يكون من المذكورين بين الناس حتى ولو باللعنات ،ومن أشهر القصص قصة الأعرابي الذى بال في بئر زمزم في أيام الحجاج ، وحينما سأله الحجاج عن سبب ذلك قال له : أردت” أن يذكرني الناس ولو باللعنات” وكثيرٌ من الناس الآن ، سواء كانوا مشهورين وطوتهم ذاكرة النسيان، أو ممن يبحثون عن الشهرة ،هذه هي طريقتهم في الوصول لها “يريدون أن يذكروا ولو باللعنات” .
ربما تختلف قصة محمد عامل كشري التحرير في أنه لم يكن يسعى لذلك، ولكن الظروف هي التي وضعته في هذا الموقف، وكثيرٌ من الناس يحدث لهم مثل هذه المواقف، ولكن لا يجدون أحدً من صناع الترند في مصر ليحوِّلوه من صاحب موقف يحدث كثيراً إلى ترند يتصدر كل صفحات المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي.
المتابع للموضوع بكل تفاصيله يشعر أن الموضوع لا يسير في مساره الطبيعي حتى وإن أخذ شكل الترند، فقد ينتهي عند عزومه “أحمد العوضي”، أما المراحل المتتالية من الأحداث تشعرك أن الموضوع أخذ مسارًا آخر، وراءه سبب أو عدة أسباب حتى الأن لم يقف أحد من مروجي الموضوع عندها.
تحدثت مع مدير أحد فروع محلات كشري التحرير عن سبب طرد محمد، فأخبرني قائلاً: هو ليس طردًا بالمعنى الذي تم تداول الموضوع به، إنما هو إبعاد، لأن لائحة العمل بالمحلات تقول إن الذي يشتري بنظام “التيك أوي” لا يجلس ويأكل داخل المحل، أي إن كان هذا هو ما حدث بالفعل مع محمد وكان يمكن أن يحدث مع أي عميل آخر. فالعميل يختار عند طلب الأور در إذا كان تيك آوي أو بالصالة.
أي إن كان الموقف الذي حدث سواء تم طرد العامل أو إبعاده حسب التعليمات المعمول بها في هذه الأماكن، كان يجب أن ينتهي الموقف عند اعتذار إدارة المحل أو توضيح الموقف مع تعاطف بعض فئات الشعب مع العامل. وأعتقد أن العامل كان سيكتفي بذلك، لكن ما حدث هو تعدي لكل مراحل التعاطف، بجانب تحركات العامل التي تدل على أنها بتوجيه، ومدروسة ومرتبة ، من حضور عزاء فريد الديب إلى الظهور مع الفنانين وحضور تصوير أعمالهم وإعلان مذيعة خطبته لها ، والتصريحات التي تصدر منه ،كل هذا يشير بل يؤكد أن الموضوع مفبرك أو في حاجة مش طبيعية.
أتمنى أن يعود شعب مصر إلى رشده، وأن يعرف كيف يوظف صفة التعاطف مع الاخرين التوظيف الصحيح، فهناك مئات من المرضى الذين لا يجدون ثمن الأدوية وتكاليف العلاج، ومئات ممن لا يستطيعون توفير الطعام والشراب لمن يعولون، هؤلاء هم الأولى أن يقدم لهم الشعب و الفنانون وغيرهم كل وسائل العطف والدعم …….
ولا هو الموضوع بالنسبة لكم شو وخلاص!!!
“استقيموا يرحمكم الله”
اقرأ للكاتب
مصطفى التوني يكتب: حوادث الهجرة غير الشرعية لن تنتهي