عبد الحميد الفولي يكتب: الكانولا محصول المستقبل
تعانى مصر من فجوه غذائية هائلة من المحاصيل الزيتية حيث أن الإنتاج المحلى يمثل اقل من١٠% من احتياجاتنا وتستورد حوالي ٩٠% من الخارج وزادت المعاناة في الفترة الأخيرة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية هذا وتبذل وزارة الزراعة مجهودا عظيما في التوسع في زراعة المحاصيل الزيتية في الأراضي المستصلحة حديثا والأراضي التي تحتوى على نسبه عالية من الملوحة والت يصعب معها زراعه المحاصيل التقليدية.
وقد نجحت وزارة الزراعة في تجربة زراعة محصول الكانولا سنه١٩٩٥ والذي يعتبر مصدر هام من مصادر استخلاص الزيوت النباتية المخصصة لطعام الإنسان ويأتي في المرتبة الثالثة عالميا بعد زيت النخيل وزيت فول الصويا، وترجع أهمية زيت الكانولا كزيت طعام في انه يحتوى على نسبه٩٤%من الأحماض الدهنية الغير مشبعه مثل حامض الاوليك٦١%وحامض اللينونيك٢١%وحامض البالمتيك٤% وهى أحماض هامة لصحة الإنسان بالإضافة إلى احتواءه على اوميجا٣ واوميجا٦ اللذان يعملان على خفض نسبه الكوليسترول الضار من جسم الإنسان وبالتالي تقي الإنسان من أمراض القلب والشرايين متفوقا في ذلك على غيره من الزيوت النباتية الأخرى، مثل زيت الذرة الذي يحتوى على٢٧% وزيت القطن الذي يحتوى على١٧%فقط من الأحماض الدهنية الغير مشبعة وعدم احتواءهما على اوميجا٣ اواوميجا٦ هذا وكانت مشكلة ارتفاع نسبه حامض الايروسيك قديما قبل أن يتمكن علماء البحث العلمي في كندا من تحسين صفات بذور الشلجم الذي سمي بعد ذلك بالكانولا من إنتاج أصناف تحتوى على نسبة ضئيلة منه فأصبح صالح لأكل الإنسان، كما تخلصوا من مادة الجليكوستيولات وأصبح الكسب المتبقي من عملية الاستخلاص صالحة لتغذية الماشية وكان ذلك في عام ١٩٧٩ وأطلقت كندا اسم الكانولا على هذا المحصول الجديد بعد التحسين الوراثي الذي طرأ عليه وقد حصل على تصريح هيئة الأدوية والأغذية الأمريكية والعديد من الهيئات الدولية في الاتحاد الأوربي واليابان وانتشرت زراعته في كندا وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية واليابان.
وقد تمكن الباحثون في مركز البحوث الزراعية ومركز بحوث الصحراء من إنتاج أصناف محلية مثل سرو٣ وإدخال صنف باكتول وهذه الأصناف تمتاز بوفرة المحصول وارتفاع نسبه الزيت حيث يبلغ محصول البذو ١٥٠٠كيلو وتبلغ نسبة الزيت ما يقرب من٥٠% ،هذا ولزيت الكانولا العديد من الاستخدامات الأخرى مثل الوقود الحيوي وصناعات الشحوم البويات والورنيش وأحبار الطباعة وبمزيد من الجهد نستطيع أن نتوسع في زراعته في مشروعات الاستصلاح الجديدة مثل توشكى وشرق العوينات وغرب المنيا ومشروع مستقبل مصر والذي تبلغ مساحته ١،٥مليون فدان وتكون تلك المشاريع سبيلنا لتحقيق الاكتفاء الذاتي من زيت الطعام بالإضافة إلى توفير علف الماشية.
اقرأ ايضاً
مصطفى التوني يكتب: المقاطعة ليست الحل الأفضل يا صديقي!