مصطفى التوني يكتب: المقاطعة ليست الحل الأفضل يا صديقي!

أرسل إليَّ أحد أصدقائي – ممن يتابعون مقالتي- رسالة متبوعة برابط لمقال سابق لي كان تحت عنوان #إذا حل الغلاء فلا حل إلا المقاطعة وقال لي: انظر يا صديقي؛ أي شيء نقاطع ؟!! اللحمة أم الأرز أم الفاكهة أم أم أم أم، فقد عم الغلاء كل شيء.

ولأني دائما في كتاباتي أحرص على التحدث بلسان الناس ونقل ما يشعرون به وأشعر به أنا أيضاً؛ توقفت عند هذه الرسالة.

 وأعدتُ قراءة مقالي مرة أخرى بعين القارئ لا بعين الكاتب، وبالنظر في وجوه الناس والحيرة التي تنتابهم مما يحدث حولهم من جنون في الأسعار وعدم قدرتهم علي كفاية ذويهم من حاجاتهم الأساسية؛ وجدت أن ما يحدث حقا هو فوق طاقة البشر.

فلك أن تتخيل أنك رب أسرة ولا تستطيع أن توفر لأسرتك أساسيات العيش ليس الترفيه، بل الأساسيات؛ وإن تمكنت من الحصول على المال الذي يوفر بعض هذه الأساسيات؛ فأين هي في ظل اختفاء أغلب السلع من الأسواق؟!!

لقد قلت في مقالي الذي تحدثت فيه عن أن المقاطعة هي الحل الأول لخفض الأسعار، ثم يليها حلان آخران هما: رقابة الحكومة ثم معالجة جشع التجار.

هذا كان على أساس أن الغلاء عم أشياء يمكن لنا أن نستغني عنها؛ كبعض أنواع اللحوم والسيارات وغيرها مما لا يضر الإنسان إذا تركها؛ لكن حينما يصل الغلاء والاحتكار لكل شيء بدءًا من رغيف الخبز إلى الدجاج واللحوم والأسماك، والبقوليات، والخضروات، والفاكهة. إذا فالمقاطعة لن تكون الحل الأول؛ وسيكون الحل الأول هو الرقابة المشددة على الأسواق، وتفعيل كل القوانين التي تنص على عدم الاحتكار، وملاحقة التجار المحتكرين مهما كان وضعهم. فالحكومة التي أرهقت الشعب تحت مسمى الإصلاح الاقتصادي هي من عليها الدور الأكبر في إزالة مرارة هذا الإصلاح المزعوم من حلوق الشعب؛ الذي صبر كثيراً محاولا الوقوف خلف القيادة محتملاً مرارة الصبر على ما تسمونه إصلاح اقتصادي. لم يشعر المواطن بأي بوادر إصلاح فيه حتى الآن.

 لن أقول إن الحل الثاني هم التجار ولن أوجه لهم النصح لكي يتقوا الله في تجارتهم. فالتاجر الذي لا يخاف الله ويريد أن يجمع أمواله من دماء الناس لن يجدي معه نصح أو إرشاد، فهو يخاف رقابة الدولة ولا يخاف رقابة المولى. فيصبح الحل الأول هو الأهم.

 أما الحل الثالث وهو المقاطعة؛ قاطعوا ما تستطيعون أن تقاطعوه من المنتجات فهي سلاح مهم يأتي في المقدمة إذا كان لدينا رقابة صارمة من الحكومة.

 صديقي العزيز أعتقد أن الصياغة الآن صارت مقبولة، وأن الرقابة على الأسواق وتحمل الحكومة تبعات الإصلاح الاقتصادي التي أثرت أكثر ما أثرت على الطبقات الفقيرة والمتوسطة من الشعب هو المطلب الأهم الآن ٠

 وعلى الحكومة أن تتحمل تلك التبعات كما تحمل الشعب مرارة الإصلاح الاقتصادي المزعوم ٠

 شكراً لك على لفت الانتباه.

اقرأ للكاتب

مصطفى التوني يكتب: هو في إيه بالضبط؟ “كله ضرب ضرب مفيش شتيمة”

شكرا للتعليق على الموضوع