غواي ورحلة البحث عن الحقيقة
ثقافة – التلغراف: رواية غواي والصادرة عن مجموعة النيل العربية للنشر والتوزيع بالقاهرة هي الرواية العاشرة لكاتبتها الإعلامية وفاء شهاب الدين.. وهي رواية تخترق عالم البدو الغامض رواية تخترق النفس البشرية من ناحية البحث عن الخالق، نوع رواية متغير بين النفسي الفلسفي الرومانسي واخيرا الجريمة! .
الكتاب محير في الكثير من المراحل حيث تشعر أنه كتاب رومانسي، ولكنها رومانسية من نوع خاص. ليست الكلمات التي ننتظرها والمشاعر التي نتخيلها، ولكن أكتشف أن الرواية ليست رومانسية ولكنها مزيج من الكثير من الأشياء، الكثير من المشاعر المتفرقة و المتضاربة.
الرواية بها الكثير من التفكير والتأمل.. كيف يكون لديك كل شيء وتشعر أنك رغم كل شيء لا تملك أي شئ .. أو الشيء الوحيد الذي ينقصك يشعرك بأنك شخص خاو.. كأنك لم تحقق أي شئ .. التردد، الخوف، المغامرة، الكبرياء، البحث عن الذات، أعراف وتقاليد، العشق والخيانة، الدماء والأحباب هي الكلمات التي تصف تلك الرواية.
التفاصيل هي أهم ما يميز تلك الرواية، اهتمت الكاتبة بأدق التفاصيل، من الاهتمام بألوان الملابس لتفاصيل الأفكار، المشاعر و تفاصيل العلاقات و ما يجمع و يفرق بين أبطال الرواية و بعضهم .
جدير بالذكر أن رواية “غواي. تصريح للجنة” هي آخر ما كتبت وفاء شهاب الدين “رواية غواي ” هي رحلة شيقة إلى عالم البدو الغامض والذي لم يسبق كشف عاداته وتقاليده في عمل أدبي يكتبه كاتب غير بدوي من قبل.
كان الأدب دائما هو المرآة الصادقة للمجتمع لكل المجتمعات وطبعا نجحت أعمال كثيرة فى رصد كل الظواهر المجتمعية السيئة والجيدة لذا قررت الكاتبة رصد ظواهر الحياة البدوية والتركيز على ترابط المجتمع وصغر نسب الجريمة التي تكاد غير موجودة بسبب القوانين البدوية الصارمة التي تنفذ على الكبير والصغير.
احتوت الرواية على عدد مهم من المحاور وأهمها رصد مشاعر الشخص المتشكك والذي قرر البحث عن الخالق بطريقة منهجية.
نتجت الرواية عن تعايش قوي بين الكاتبة والمجتمع البدوي حتى أنها صارت ملمة بكثير من عاداته وقوانينه ومرجعياته الدينية والقانونية وظهر ذلك جلياً في الأحداث التي أتت غريبة أحياناً وصادمة أحيان أخرى ومثيرة للإعجاب ايضاً.
أثارت الكاتبة نقاطا هامة ناقشتها بحياد وموضوعية ومنها وضع المرأة في الأعراف وطريقة التعامل معها ومقارنة قوية بين وضع المرأة في نجوع العرب في الماضي والآن في محاولة لفهم طبيعة المجتمع المختلف والتغيرات التي طرأت عليه على مدى سنوات طويلة من الرصد والمتابعة.
قدمت الكاتبة للمكتبة العربية عشر كتب تتنوع بين الرواية والمجموعة القصصية منها طوفان اللوتس وأورجانزا، تاج الجنيات، رجال للحب فقط، سندريللا حافية، تذكر دوما أنني أحبك، مهرة بلا فارس، شانيل، نصف خائنة وأخيراً “غواي.
اقرأ ايضاً
التلغراف تحاور الكاتبة المصرية وفاء شهاب الدين