مجدى قاعود يكتب : المدنى بعشرة والعسكرى بواحد




أشياء غريبة اراها فى بلدى ولا أجد لها مايبررها ، تكاد تلك الاشياء تنفرد بها بلدى عن سائر بلاد العالم، لم اشاهدها او الحظها فى أى بلد ممن زرتهم، قد تكون موجودة لا أعلم لكنها على الاقل غير ملحوظة.

اسير فى شوارع بلدى فاجد سيارة موشحة بالسواد لاتعرف من بداخلها، وحتى زجاجها الامامى موشح بالسواد لا أعرف كيف يرى مستخدمها الاشياء، وسيارة اخرى تسير بلا أرقام لا أمامية ولا خلفية، وسيارة تسير عكس الاتجاه فى تحد سافر لكل قوانين الدنيا او حتى مايعرف بالذوق العام، وشخص يقطع الاشارة، واشياء واشياء تخص مايمكن ان نطلق عليه (انعدام لعدالة الشارع)، وعندما تتحمس لتطبيق القانون بالكلام او الاشارة او حتى إبلاغ مسئولي النظام والقانون فى الشارع يكون الجواب وبكل استخفاف.

الباشا ضابط زميل، او عضو مجلس محترم، او رجل دولة مهم!!!

ولا أعرف تعريفا فى القانون الانسانى البشرى الوضعى او السماوى لمعانى الكلمات (زميل – محترم – دولة).

 ناهيك عن مخالفات مايمكن ان نطلق عليهم البسطاء من الشعب سواء اطلق عليهم (بلطجية او متهاونون او مخالفون).

اما عن الاستثناءت فى بلدى فحدث ولا حرج، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، تعين فلان معيدا بالجامعة ليس لتفوقة العلمى ولكن لانه بن فلان او قريب علان، وقس على ذلك فى كل مناحى الحياة (بنوك وبترول والخ …).

فى احدى الجامعات التى درست بها وهى جامعة حكومية، مازال الجيل الاول يُدرس بالجامعة والجيل الثانى والثالث هم ابنائهم واحفادهم، وكأنها وسية ورثوها عن اجدادهم الأولون.

فى الأندية الرياضية نجد من يدفع بالآلاف من الجنيهات ليلتحق بعضوية النادى واخرون لايدفعون مليما واحدا ويتمتع بنفس المميزات لمجرد انه ينتمى لفئه بذاتها مستثناه بلا اى حق او هدف.

لو استعرضت الإستثناءات فى بلدى فلن انتهى من مقالى إلى يوم القيامة.

لكن الذى يستفزنى وينغص علي معيشتى وافكر فيه منذ نعومة اظافرى ولا أجد له مايبرره، عند مداخل ومخارج الطرق السريعة التى ندفع بها رسوما للعبور  تجد طريقا جانبيا يقف عليه جندى يقول ان هذا الممر خاص بالفئات المستثناة، ولا أعرف سببا لهذا الاستثناء، فالطريق طريق نستخدمه جميعا، تجمع رسومه لصيانته وتوفير الخدمات عليه، اذا كلنا متساوون عليه، نحافظ عليه، نسدد رسومه لنتمتع به.

اعلم أن يستثنى من رسومة سيارة اسعاف – مطافى، لكن شخص ذاهب لقضاء وقت يتمتع به، او قاصدا منتج او مصيف، يركب سيارته الفارهة، يحمل اسرته او حتى اسرته بدونة، فلما الاستثناء!! ولماذا يسير بالطريق ويتمتع بخدماته دون سداده رسومه مثله مثل غيره؟!!

ثم اين الدولة التى سمحت أن يكون هناك طريق خاص دون رقابته او تحصيل رسومه؟!!

والدولة هنا هى الدولة بكل معانى الكلمة والتى لا تحمل على احد وتترك أخر.

حاول الرئيس وهو متجه لافتتاح مشروع توسعة قناة السويس أن يعطى مثلا لسداد الرسوم، رغم انه فى مهمة رسمية يمثل فيها الدولة، وبالطبع رغم انه من تلك الفئات المستثناة طيلة خدمته.

لكن يبدو أن الرسالة لم تصل لاحد، او إن احدآ لم يعيرها اهتمام.

ولكن سؤال القارئ ستكون لماذا اخترت هذا العنوان للمقال وانا لم اتطرق له.

دعيت  لعرس صديق، كان فى احدى دور القوات المسلحة، فندق بداخل تلك الدار، يحمل اسمآ عالميا لشركة ادارة فنادق، وعندما سألت عن مكان الفرح، سألنى المسئول سؤلا غريبا، بالطبع غير اسم العروسين، انت مدنى ولا عسكرى؟

لماذا؟

لان كل منهم بسعر مختلف .

سالته ولماذا؟ أليست تلك ارض الدولة؟ وهذه المبانى اقيمت من مال الدولة؟ وانا فرد سواء مدنى او عسكرى فى هذه الدولة؟

ابتسم وقال انا مقتنع لكنى عبد المأمور.

سألته لما هذا التميز والاستثناء؟  رد بابتسامة ولم يعلق.

وعندما لم أجد بد من تنفيذ تعليمات الاستثناء الغير مبررة.

سألته كام؟

قال: المدنى بعشرة والعسكرى بواحد.

اقر للكاتب :

مجدى قاعود يكتب : الى متى ؟!!

شكرا للتعليق على الموضوع

مجدى قاعود

رئيس مجلس الإدارة مستشار قانوني صاحب مكتب قاعود للاستشارات القانونية وأعمال المحاماة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *