حمدي حسن يكتب: انيس منصور فيلسوف الصحافة‎

حفظ أنيس منصور القرآن الكريم في سن صغيرة في كُتّاب القرية وكان له في ذلك الكُتّاب حكايات عديدة حكى عن بعضها في كتابه عاشوا في حياتي، وفي دراسته الثانوية كان الأول على كل طلبة مصر حينها، وهذا تتمة تفوقه في السنين السابقة، التي أتشهر فيها بالنباهة والتفوق حتى أنه إذا جاءت حصص اللياقة البدنية كان المدرسون يقولون له – كما ذكر هو في كتابه عاشوا في حياتي – : “بلاش كلام فارغ، انتبه لدروسك ومذاكرتك، الأولاد دول بايظين”، لأنهم كانوا يرون فيه مستقبل باهر وشخصية فريدة.

التحق بكلية الآداب جامعة القاهرة برغبته الشخصية، دخل قسم الفلسفة الذي تفوق فيه، وحصل على ليسانس آداب عام 1947، وعمل أستاذا في القسم ذاته، لكن في جامعة عين شمس لفترة، ثم تفرغ للكتابة والعمل الصحفي في مؤسسة أخبار اليوم والإبداع الأدبي في شتى صوره.

يجيد أنيس منصور عدة لغات منها: العربية، والإنجليزية، والألمانية، والإيطالية. اطلع أنيس منصور على كتب عديدة في هذه اللغات وترجم بعضا من الكتب والمسرحيات نذكر منها:

سافر أنيس منصور ودار الدنيا في كل اتجاه، فكتب الكثير في أدب الرحلات، وربما كان الأول في أدب الرحلات، وألف كتبا عديدة نذكر منها:

حول العالم في 200 يوم.

بلاد الله لخلق الله – غريب في بلاد غريبة.

اليمن ذلك المجهول.

أنت في اليابان وبلاد أخرى.

أطيب تحياتي من موسكو.

أعجب الرحلات في التاريخ.

وكتابه حول العالم في 200 يوم هو الأكثر انتشارا باللغة العربية.

وفي فترة من الفترات كانت كتابات أنيس منصور في ما وراء الطبيعة هي الكتابات المنتشرة بين القراء والمثقفين، ومن أشهر كتبه في هذا المجال الذين هبطوا من السماء، الذين عادوا إلى السماء، لعنة الفراعنة.

رئيس تحرير العديد من المجلات منها: الجيل، هي، آخر ساعة، أكتوبر، العروة الوثقى، مايو، كاريكاتير، الكاتب.

عمل مدرسا للفلسفة الحديثة بكلية الآداب، جامعة عين شمس من عام 1954 حتى عام 1963، وعاد للتدريس مرة أخرى عام 1975.

كان يكتب في جريدة الأهرام المقال اليومي الأكثر قراءة: مواقف، ويكتب آيضا في جريدة الشرق الأوسط مقال يومي معنون.

أسس مجله أكتوبر 31 أكتوبر 1976م وهي مجله عربيه سياسية اجتماعيه شامله. ونقلت مقالاته التي كان يكتبها قديما الي صحيفة ((آخر لحظه)).

كانت بداية أنيس منصور في عالم الصحافة في مؤسسة أخبار اليوم إحدى أكبر المؤسسات الصحفية المصرية حينما انتقل إليها مع كامل الشناوي، ثم ما لبث أن تركها وتوجه إلى مؤسسة الأهرام في مايو عام 1950 حتى عام 1952، ثم سافر أنيس منصور وكامل الشناوي إلى أوروبا، وفي ذلك الوقت قامت ثورة 23 يوليو 1952، وقام أنيس منصور بإرسال أول مواضيعه إلى أخبار اليوم وهو نفسه كان يقول: “كانت بدايتي في العمل الصحفي في أخبار اليوم، وهذا بالضبط ما لا أحب ولا أريد، فأنا أريد أن أكتب أدبا وفلسفة، فأنا لا أحب العمل الصحفي البحت، فأنا أديب كنت وسأظل أعمل في الصحافة”.

ظل يعمل في أخبار اليوم حتى تركها في عام 1976 ليكون رئيسا لمجلس إدارة دار المعارف، وثم أصدر مجلة الكواكب. عاصر فترة جمال عبد الناصر وكان صديقا مقربا لـمحمد أنور السادات، وكلاهما من رؤساء مصر في القرن العشرين.

عرف أنيس منصور بأن له عادات خاصة، فهو يقوم ليكتب في الرابعة صباحاً ولا يكتب نهارا، ومن عاداته أيضا أن يكون حافي القدمين ومرتدي البيجاما وهو يكتب. أيضا مما يعرف عنه انه لا ينام الا ساعات قليله جدا ويعاني من الارق. يخشى الإصابة بالبرد دائما.

مؤلفاته

دعوة للابتسام

إنها كرة الندم

نحن أولاد الغجر

كل شيء نسبي

أرواح وأشباح

حول العالم في 200 يوم

أعجب الرحلات في التاريخ

الخالدون مائة أعظمهم محمد (مترجم)

معنى الكلام

كما أنه له العديد من الاعمال الدرامية التي تحولت إلى مسلسلات تليفزيونية منها:

من الذى لايحب فاطمة

حقنة بنج

إتنين.. إتنين

عريس فاطمة

غاضبون وغاضبات

هي وغيرها

هي وعشاقها

العبقري

القلب ابدا يدق

يعود الماضى يعود

وبجانب تأليفه باللغة العربيّة ترجم أنيس منصور العديد من الكتب والأعمال الأدبية إلى العربيّة. فقد ترجم أكثر من 9 مسرحيات بلغات مختلفة وحوالى 5 روايات مترجمة، وتقريبا 12 كتاب لفلاسفة أوروبيين. كما ألف أكثر من 13 مسرحية باللغة العربية.

بعض من الجوائز التي حصل عليها

الدكتوراه الفخرية من جامعة المنصورة.

جائزة الفارس الذهبى من التليفزيون المصري أربع سنوات متتالية.

جائزة كاتب الأدب العلمي الأول من أكاديمية البحث العلمى.

فاز بلقب الشخصية الفكرية العربية الأولى من مؤسسة السوق العربية في لندن.

حصل على لقب كاتب المقال اليومى الأول في أربعين عاما ماضية.

جائزة الدولة التشجيعية في الآداب من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، عام 1963.

جائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة، عام 1981.

جائزة الإبداع الفكرى لدول العالم الثالث، عام 1981.

جائزة مبارك في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة، عام 2001.

وله الآن تمثال في مدينة المنصورة.

توفي انيس منصور صباح يوم الجمعة الموافق لـ 21 اكتوبر 2011 عن عمر يناهز 87 عاما بمستشفى الصفا وذلك بعد تدهور حالته الصحية على إثر إصابته بإلتهاب رئوي.

اقرأ للكاتب

حمدي حسن يكتب: هيئة اليونسكو وانقاذ اثار النوبة‎‎

شكرا للتعليق على الموضوع