عادل رضا يكتب: السيناريوهات المفتوحة في فلسطين

احتمال امتداد الصراع العسكري من داخل فلسطين الى مناطق أخرى هو امر وارد ونقل هكذا قتال قد يتم استغلاله لكي يتم افتعال معركة مع سوريا ولبنان امتدادا للجمهورية الإسلامية الايرانية وهذا الامر خطير لأنه سيكون ك “كرة الثلج” ضمن مرحلة حساسة في العالم تشترك فيها روسيا والصين ودول البريكس ك “اقطاب دولية جديدة”.

ان جمهورية روسيا الاتحادية لديها حالة فريدة في علاقتها الدولية لأنها ضمن حلف مع الجمهورية العربية السورية وفي نفس الوقت لديها “علاقات” مع الكيان الصهيوني نتيجة لتواجد أكثر من مليونين من اليهود الروس داخل فلسطين وأيضا وجود تأييد للكيان الصهيوني داخل بعض مؤسسات الدولة الروسية، والتي أيضا يتواجد فيها عدد كبير اخر من المؤيدين للقضايا العربية، ولكن في المجمل علينا ان نعرف ان الجمهورية الروسية لديها أيضا حرب عسكرية تخوضها وصراع دولي شامل تعيشه في الموقع الاوكراني.

ان المصلحة الروسية القومية هي الحاكمة في الموضوع بكل الأحوال , ولكن ضمن الحرب الاجرامية التي يقوم بها الصهاينة ضد المدنيين في فلسطين المحتلة انتقاما لأذلاهم و هزيمتهم الاستراتيجية في عملية طوفان القدس , هناك مسألة “السيناريوهات المفتوحة” و توقع الغير المتوقع , وخاصة ان هناك مشاكل صهيونية “داخلية” عميقة و صراعات  قد تؤدي الى حرب برية و تهجير للفلسطينيين خارج قطاع غزة , ليس لأهداف عسكرية  بل هي لنقل المشكل الداخلي الصهيوني بما يتعلق بتهديدات ادخال رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو السجن بعد فقدان حصانته , و هو ما يتوقعه اغلب المراقبين.

اذن ماذا سيحدث للقوى الإقليمية المجاورة لفلسطين؟ ماذا سيكون ردات فعلهم؟ ماذا ستقوم به الجمهورية الإسلامية الايرانية إذا تم استهدافها عسكريا؟ هذه كلها سيناريوهات مطروحة؟ والأخطر أيضا هو السؤال الكبير الذي يقول ” هل سيستغل الكيان الصهيوني كل ما يجري لتدمير المسجد الأقصى تطبيقا لخزعبلاتهم الدينية اليهودية بشأن، بناء الهيكل وتهويد مدينة القدس؟ ماذا ستكون ردود الفعل للعرب وباقي الدول الإسلامية؟

رغم الضوضاء الدعائية في الغرب ضد الفلسطينيين و تزوير حقيقة ما يجري إعلاميا هناك ولكن أتصور ان هناك نية غربية في تهدئة الأمور عسكريا في فلسطين المحتلة لأن “الغرب” يتحرك وهو يغرق في المستنقع الاوكراني مع كل ما ترتب عليه من مشاكل عسكرية وصعوبات اقتصادية على مجمل الواقع الغربي الحكومي و الشعبي ، ولكن واضح ان هناك داخل الكيان الصهيوني أكثر من خط داخلي يريد ان ينفذ اجندات شخصية او حزبية او دينية خاصة بكل خط من هذه الخطوط المتواجدة داخل مركز القرار في الكيان , تريد استغلال هذه الضوضاء الإعلامية في الغرب لتنفيذ اجندات كل خط من هذه الخطوط الصهيونية الداخلية.

للأسف الشديد ان العرب متفرقين ولا يعيشون وحدة او تضامن شامل وتنسيق عسكري أمنى استخباراتي اقتصادي يصنع منهم “قطبا” دوليا كبيرا صاحب مشروع قومي خاص في مصالحهم، لذلك لن يهتم العالم في العرب “متفرقين”، وخاصة ان الحرب في غزة تأتي في ظروف مرحلة انتقالية يزداد فيها قوة التعدد القطبي الدولي وتراجع عالم القطب الواحد.

د.عادل رضا

طبيب استشاري باطنية وغدد صماء وسكري 

كاتب كويتي في الشئوون العربية والاسلامية

اقرأ للكاتب

عادل رضا يكتب: طوفان القدس انتصار لذهنية جديدة

شكرا للتعليق على الموضوع