معتصم الشوا يكتب : ميركل .. نحن العرب سنخبر أطفالنا
تناقلت شبكات التواصل الاجتماعي عن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قولها: “غداً سنخبر أطفالنا بأنَّ لاجئي سوريا هربوا من بلادهم ولجئوا لبلادنا وكانت مكة أقرب اليهم”…
ونحن العرب سنخبر أطفالنا أن بلادكم تسببت في أكثر الصراعات العسكرية دمويةً على مرّ التاريخ وهي الحرب العالمية الثانية، والتي راح ضحيتها أكثر من 60 مليون قتيل، وسنقول لهم أن بلادكم شاركت بشكلٍ مباشر في الظلم التاريخي الذي وقع على الشعب الفلسطيني باقامة دولة الاحتلال الاسرائيلي على أرضه التاريخية من خلال تلاقي أهداف النازية والصهيونية وتوقيع اتفاقية “الهاعفراه-النقل” عام 1933 والتي هاجر بموجبها 52،300 مُهاجر يهودي ألماني في الفترة من عام 1933-1941 للاستيطان في فلسطين، تلك الفترة التي تُعدّ أهم فترة في تاريخ المُستوطن الذي تم تزويده بعدد كبير من أعضاء المادة البشرية المطلوبة وبرأس المال اللازم للبنية التحتية التي مكنّته من ارتكاب الجرائم والمجازر بحق الأبرياء وأصحاب الأرض الأصليين (العرب الفلسطينيين) ومارس بحقهم جريمة تطهير عرقي مكتملة الأركان، هؤلاء المستوطنين الذين تستمر جرائهم وليس آخرها حرق الطفل الفلسطيني الرضيع “علي الدوابشة”.
نحن العرب سنخبر أطفالنا أن بلادكم هي ثاني أكبر حليف استراتيجي للاحتلال الاسرائيلي، وأن اسرائيل تتصدر قائمة المُتلقين للتكنولوجيا الألمانية في المجالين الدفاعي والعسكري والتي تستخدمها ضد الأبرياء في الأراضي الفلسطينية والعربية المُحتلة، وأن بلادكم تُزوّد الاحتلال بغوّاصات “الدولفين” القادرة على حمل رؤوس نووية والتي صُنّعت خصيصاً لبحرية الاحتلال، وتشكّل تهديداً للأمن القومي العربي.
لتُخبر المستشارة الألمانية أبناءها ما تشاء، ولنخبر نحن أبناءنا ما يجب أن يعرفوه، من أن الماضي الأوروبي الاستعماري وما خلّفه من دمار وما ترتّب عليه من مشكلات وأزمات لاتزال تواجه أمّتنا العربية والاسلامية حتى الآن يُمثّل أحدى فواتير التاريخ، وان تجاهلنا العوامل الانسانية التي تفرض على الشعوب تقديم الدعم والمساندة والاحتواء لضحايا الحروب والنزاعات المسلحة والاضطرابات، فالتاريخ لن يغفل عمّا ورد في صفحاته وعن المُتسبّب الرئيسي في كل ضرر يلحق بوطننا العربي.