حمدي حسن يكتب: القضية الفلسطينية الابية (الفصل الاخير)
تكملة للحديث عن ارض كنعان وبعد ان اتفقت انجلترا وفرنسا لتقسيم منطقة الشرق الأوسط دخلت الجيوش البريطانية في 11 ديسمبر 1917 بقيادة «الجنرال النبى» القدس ودعت إلى إقامة وصاية بريطانية لتنفيذ وعد بلفور، وكانت الحكومة البريطانية قد عرضت نص «وعد بلفور» على الرئيس الأمريكي ولسون، ووافق على محتواه قبل نشره، ووافقت عليه فرنسا وإيطاليا رسميا عام 1918، ثم تبعها الرئيس الأميركي ولسون رسميا وعلنيا عام 1919 وكذلك اليابان.
وفي 25 إبريل سنة 1920 وافق المجلس الأعلى لقوات الحلفاء في مؤتمر سان ريمو على أن يعهد إلى بريطانيا بالانتداب على فلسطين، وأن يوضع وعد بلفور موضع التنفيذ حسب ما ورد في المادة الثانية من صك الانتداب، وفي 24 يوليو عام 1922 وافقت عصبة الأمم على مشروع الانتداب الذي دخل حيز التنفيذ في 29 سبتمبر 1923 حيث بدأ الاستيطان اليهودي في فلسطين بشكل علني بعد استيلاء الإنجليز على فلسطين وبدأ نقل اليهود إليها وتوطينهم في مستعمرات وقد استمر هذا الحال حتى اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939 إذ بدأت ألمانيا بحصر اليهود في أوروبا وإرسالهم إلى معسكرات الاعتقال وبعد الحرب العالمية الثانية تم إرسال هؤلاء الجنود المدربين إلى فلسطين ليشكلوا عصابات صهيونية مدربة ومسلحة تسليحًا عصريًا عاليًا بغية احتلال فلسطين وتجريدها من أهلها إثر اكتسابهم تأييد دول العالم التي تعاطفت مع اليهود إثر محارق الهولوكوست الألمانية ومنذ قدوم العصابات اليهودية إلى فلسطين بدأوا بمهاجمة القرى العربية لتعجيل انسحابهم وإثارة الرعب لدى جنودهم، وقد بقيت القوات البريطانية تمنع دخول الجيوش العربية ريثما وتسليم الاسلحة الثقيلة للعصابات الصهيونية التي نجحت بفضل هذا السلاح بالتغلب على الجيوش العربية النظامية مجتمعة في عام 1948م.
وبعد اعلان قيام دولة إسرائيل رسميا في 14 مايو 1948 خاضت خمس دول عربية نشبت الحرب على أرض فلسطين وهي المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة المصرية ومملكة العراق وسوريا ولبنان والمملكة العربية السعودية ضد المليشيات الصهيونية المسلحة في فلسطين والتي تشكّلت من البالماخ و الأرجون و الهاجاناه والشتيرن والمتطوعون اليهود من خارج حدود الانتداب البريطاني على فلسطين بالإضافة إلي السكان العرب الحرب مع الدولة المنشأة حديثا .
ونتج عن هذا الحرب 1948 تقُسيم القدس إلي شطرين: الجزء الغربي الخاضع لإسرائيل، والجزء الشرقي الخاضع للأردن وفي شهر نوڤمبر من نفس السنة أقيمت منطقة عازلة بين الجزءين، ونجم عن هذا رسم خريطة لحدود غير رسميّة بين الطرفين المتحاربين، لكنها أخذت بعين الاعتبار عند توقيع اتفاقية الهدنة عام 1949 بين إسرائيل وكل من لبنان ومصر والأردن وسوريا، والتي اتفقت فيها تلك الدول علي وقف إطلاق النار.
واحتلال أجزاءٍ من فلسطين مستندين في ذلك على قرار التقسيم الذي أقرته الأمم المتحدة رقم 181 لعام 1947م الذي نص على إعطاء اليهود مساحة 55% من فلسطين، لذلك وقفت دول العالم في صمتٍ مخزٍ أمام ما جرى للشعب الفلسطيني من مآسٍ واضحة تمثلت في المذابح والقتل والتفجير والتهجير. وقد نتج عن هذا الحرب تقُسيم القدس إلي شطرين: الجزء الغربي الخاضع لإسرائيل، والجزء الشرقي الخاضع للأردن وفي شهر نوڤمبر من نفس السنة أقيمت منطقة عازلة بين الجزءين، ونجم عن هذا رسم خريطة لحدود غير رسميّة بين الطرفين المتحاربين، لكنها أخذت بعين الاعتبار عند توقيع اتفاقية الهدنة عام 1949 بين إسرائيل وكل من لبنان ومصر والأردن وسوريا، والتي اتفقت فيها تلك الدول علي وقف إطلاق النار.وتهجير اكثر من 750 ألف فلسطيني ليصبحوا لاجئين ومنذ ذلك الحين، تخضع فلسطين الاحتلال وحشي استيطاني عنصري لم يشهد التاريخ مثيلًا لها . وفي 3 ديسمبر 1948 أعلن ديڤيد بن جوريون رئيس وزراء إسرائيل أن القدس الغربية عاصمة للدولة الإسرائيلية الوليدة وفي سنة 1950 أعلن الأردن رسميًا خضوع القدس الشرقية للسيادة الأردنية.
وبعد احتلال القوات الإسرائيلية القدس الشرقية بعد حرب نكسة 1967 التي كانت تتبع مملكة الأردن واعتبرتها جزءاً لا يتجزأ منها، إلا أن المجتمع الدولي بأغلبيته، لم يعترف بهذا الضم وما زال ينظر إلي القدس الشرقية علي أنها منطقة متنازع عليها ويدعو إلي حل هذه القضية عن طريق إجراء مفاوضات سلميّة، لذا فإن معظم السفارات والقنصليات الأجنبية تقع في مدينة تل أبيب الى اليوم حيث مازالت القضية الفلسطينية صامدة أبية تنتظر الحل .
اقرأ للكاتب
حمدي حسن يكتب: القضية الفلسطينية الأبية (الفصل الثاني)