حمدي حسن يكتب: القضية الفلسطينية الأبية (الفصل الثاني)
تكملة عن حديثا عن ارض كنعان في يناير عام 1916 قام الدبلوماسي الفرنسي فرانسوا جورج بيكو والبريطاني مارك سايكس بالوصول إلى اتفاقية سرية بعد مفاوضات بينهما وكانت عبارة عن تبادل وثائق تفاهم بين وزارات خارجية فرنسا وبريطانيا وروسيا القيصرية آنذاك.
حيث اعتمدت الاتفاقية على اقتسام فرنسا وبريطانيا وروسيا مناطق غرب آسيا من الدولة العثمانية ( الحجاز والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين والاردن) التي كانت تحت سيطرة الدولة العثمانية قبل الحرب العالمية الأولى. واعتمدت الاتفاقية على فرضية أن الوفاق الثلاثي سينجح في هزيمة الدولة العثمانية وقد جرت المفاوضات الأولية التي أدت إلى تقسيم الولايات العربية العثمانية خارج شبه الجزيرة العربية إلى مناطق تسيطر عليها بريطانيا وفرنسا أو تحت نفوذها فخصصت الاتفاقية لبريطانيا فلسطين والأردن وجنوب العراق ومنطقة صغيرة إضافية تشمل موانئ حيفا عكا للسماح بالوصول إلى البحر الأبيض المتوسط.
اما فرنسا تسيطر على جنوب شرق تركيا وشمال العراق وسوريا وتحصل روسيا على أرمينيا الغربية بالإضافة إلى القسطنطينية والمضائق التركية الموعودة بالفعل بموجب اتفاقية القسطنطينية 1915.
ووافقت إيطاليا على هذا الاتفاق سنة 1917 عبر اتفاقية سانت جان دي مورين بحيث يكون لها جنوب الأناضول. أما منطقة فلسطين ذات الحدود الأصغر من فلسطين المنتدبة اللاحقة فإنها ستكون تحت إدارة دولية.
وكانت الاتفاقية والتي سميت باتفاقية سيكس بيكو نسبتا لوزراء خارجية فرنسا وبريطانيا مهندسي هذه الاتفاقية والتي كانت نقطة تحول في العلاقات الغربية العربية. فقد ألغت المملكة المتحدة وعودها للعرب بوطن قومي عربي في منطقة الشام مقابل دعمهم لبريطانيا ضد الدولة العثمانية.
وبعد إخماد الثورات في فلسطين وسوريا والعراق صادقت عصبة الأمم على وضع هذه المناطق تحت الانتداب الفرنسي والبريطاني بعث وزير الخارجية البريطاني آرثر جيمس بلفور إلى اللورد روتشيلد أحد زعماء الحركة الصهيونية عام 1917 برسالة عرفت فيما بعد باسم وعد بلفور والثى كانت أول خطوة يتخذها الغرب لإقامة كيان لليهود على تراب فلسطين وتعهدت فيها الحكومة البريطانية بإقامة دولة لليهود في فلسطين.
وعن كيفية تنفيذ بريطانية لوعدها بإقامة الدولة الصهيونية سيكون حديث فصلنا القادم بإذن الله.
اقرأ للكاتب
حمدي حسن يكتب: القضية الفلسطينية الأبية (الفصل الاول)