سعاد ياسين تكتب: رحلة الحج

منذ بداية موسم الحج هذا العام اتجهت أنظار أكثر من مليار مسلم حول العالم نحو المملكة العربية السعودية وقيادتها التي تحمل على عاتقها توفير الراحة والأمان لحجاج بيت الله الحرام، فهي الأرض المباركة التي بها أول بيت وضع للناس، ومقام إبراهيم في مكة ، ومسجد الرسول الكريم محمد (ص) بالمدنية المنورة، وما تشد الرحال إلا إليهم فضلاً عن المسجد الأقصى المبارك.

 وقد مَنَّ الله علينا هذا العام برحلة الحج إلى بيته الحرام ، وهي رحلة إيمانية تبدأ نفحاتها العطرة منذ ميلاد النية في القلب وتوجه البصر صوب بيت الله الحرام الذي أعاد بنائه نبي الله إبراهيم عليه السلام وساعده فيه أبنه إسماعيل عليه السلام الذي كان سبباً لوجود شعيرتين من شعائر الحج الصفا والمروة والنحر، فضلاً عن ماء زمزم المبارك ، ومنذ أن وطأت قدمي أرض جدة وصولاً إلى مكة لمست حجم التطور الكبير في مجال الخدمات والتسهيلات المقدمة لضيوف الرحمن، وبخاصة ما يتعلق بالتنظيم الدقيق والاستعانة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي سواء في المجال الطبي أو تقديم مسارات ملاحية لضيوف الرحمن تجنباً للزحام.

 وكان من أبرز تلك الاستخدامات بطاقة الشعائر الذكية (نسك) التي أطلقتها السلطات السعودية لتمييز الحجاج المنتظمين الحاصلين على تأشيرة الحج، عن غيرهم ، ولا شك أن الدول التي تعاونت مع المملكة في التقيد بالتصاريح الرسمية ساهمت بدورها في نجاح تجربة الحج هذا العام ، ومن بين أهم ما شاهدناه من تطوير توسعه الحرمين وهو ما زاد من الطاقة الاستيعابية لأعداد الحجاج ، وتطوير الإسكان الفندقي، وتحسين وسائل النقل واستخدام تقنيات التواصل والمعلومات في التوجيه ، ودخول خدمات ذكية في النقل من قبيل التاكسي الطائر، والإسفلت المطاطي، وهي خطوات كبيرة تعكس التطور التكنولوجي وتوفير أعلى مستويات الراحة والأمان.

 وعلى مستوي الخدمات خلال رحلة الحج المباركة كانت هناك منظومة صحية متكاملة بدأت بالانتشار الكثيف للمستشفيات والعيادات المتنقلة ، والمركز الصحية التي تستوعب ما يزيد عن 6500 سرير بكوادر طبية وفنية وإدارية ومتطوعين يتجاوز عددهم عن 40 ألف فضلاً عن وجود أكثر من 370 سيارة وسبع طائرات مجهزة للإسعاف، ووجود مختبرات وشاحنات أخري كلها تعمل على تقديم كافة أوجه الرعاية الصحية لحجاج بيت الله.

 وعلى مستوي الخدمات الدينية كانت تجربة الإرشاد والتوجيه تقوم بتوجيه والرد على كافة الاستفسارات، وكان الانتشار المكثف من قبل رجال الأمن في كافة المناسك سواء لتوجيه الحجاج أو التخفيف عنهم بأحدث الطرق المبكرة كرش الرذاذ لتخفيف حرارة الجو له دور كبير في نشر الطمأنينة بين الحجاج.

 أدام الله المملكة العربية السعودية وادام الله قيادتها الحكيمة بقيادة خادم الحرمين الشريفين جلاله الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان وتقبل منها وكتبها الله لكل مشتاق.  

اقرأ للكاتبة

سعاد ياسين تكتب: العفو الملكي … واحتضان الوطن

شكرا للتعليق على الموضوع