وسيم وني يكتب: عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة بين المساومة الإسرائيلية الأمريكية
حرب مستمرة على قطاع غزة استخدمت فيها كافة أنواع الإجرام وإرهاب الدولة المنظم وتحت غطاء أمريكي على مدار الساعة وسط اصرار إسرائيلي واضح على تنفيذ هذه الجرائم وتهجير شعبنا الفلسطيني خارج الوطن باستخدام النهج العسكري في التعامل مع شعبنا الصامد في فلسطين.
ويعود عدم استجابة العدو الإسرائيلي للمطالب الدولية بوقف الحرب على غزة هو رغبة العدو الإسرائيلي الواضحة بالسيطرة على قطاع غزة ويبدو ذلك جلياً بالمجازر اليومية التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة ضارباً بعرض الحائط كل المواثيق والمعاهدات الدولية التي من شأنها حماية شعبنا الفلسطيني من آلة القتل الإسرائيلية.
أما المساومة الأمريكية الإسرائيلية على دماء شعبنا الفلسطيني تأتي من خلال اشتراط الإدارة الأمريكية على نتنياهو بعدم توجيه ضربة عسكرية لإيران مقابل إعطائه الضوء الاخضر لدخول رفح وهذا ما ترجمه الاجتماع الذي عُقد أمس بين الإدارة الأمريكية والإسرائيلية لوضع اللمسات الأخيرة لعدوان مُحتم على رفح بغطاء أمريكي وتآمر دولي ورغم هذا التآمر إلا أنه مصير الفشل أمام صمود وتضحيات شعبنا الفلسطيني في وجه عدو لا يمكن وصف إجرامه وحقده الدفين على شعبنا الفلسطيني وحتى العربي.
هذه المساومة البشعة والمضرجة بالدماء في تبادل المنافع واقتسام الغنائم بين العدو الإسرائيلي والادارة الأمريكية بدون النظر إلى المبادئ الأخلاقية والإنسانية أو حتى حقوق شعبنا الفلسطيني بإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف تأتي في وقت حساس وسط مطالبات عربية ودولية بالاعتراف في جلسات مجلس الأمن بالدولة الفلسطينية وسط إصرار إسرائيلي أمريكي برفض إقامة دولة فلسطين والاعتراف بها ، كونه من شأن منح دولة فلسطين العضوية الكاملة بأن يرفع الظلم والقهر التاريخي منذ اغتصاب فلسطين إلى يومنا هذا عن شعبنا ، وقبول فلسطين عضو كامل العضوية في المنظمة، ولكن الإدارة الأمريكية ومن خلفه العدو الإسرائيلي يسعى دائما بتعطيل صدور هذا القرار باستخدام حق النقض “الفيتو” تحت ذرائع وحجج واهية ، لا تساعد في منح الاستقرار وتحقيق السلام في الشرق الأوسط وحتى في العالم .
كما أن إعاقة إقرار حق شعبنا الفلسطيني في الاعتراف بدولته لا يتماشى مع المسؤولية القانونية والتاريخية الملقاة على عاتق المجتمع الدولي تجاه إنهاء الاحتلال، والتوصل إلى حل نهائي وعادل للقضية الفلسطينية.
وأخيراً ألا يستحق شعبنا الفلسطيني الحياة الكريمة ضمن دولة فلسطين المستقلة بعد سنين عجاف ذاق فيها شعبنا الأمرين جراء ممارسات الاحتلال الهمجية من تهجير وقتل وإجرام لم يسجل بالتاريخ مثيل له على أيدي قتلة الأنبياء؟
المسؤولية كبيرة على الدول العربية بشكل عام وعلى مجلس الأمن بشكل خاص وذلك بإجبار إسرائيل بالانصياع للقانون الدولي ومحاسبتها على كل الجرائم التي مارستها بحق شعبنا الفلسطيني من قتل وتهجير وتشريد بدلاً من تلك المقايضات والمساومات، والكف عن التلاعب بدم شعبنا الفلسطيني واضطلاع المجتمع الدولي بمسؤوليته تجاه وقف اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المدنيّين في قطاع غزة، ودعم حق شعبنا الفلسطيني في تقرير مصيره وعودة اللاجئين وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
اقرأ للكاتب
وسيم وني يكتب: العميل الصامت… في عصر الذكاء الاصطناعي