التلغراف تحاور رئيس هيئة الطاقة المتجددة
تم تعيين المهندس شعبان خلف رئيسًا لهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة في أبريل 2013
. قبل هذا المنصب، كان يشغل منصب رئيس شركة الوجه القبلي لإنتاج الكهرباء، وتم تعيينه خلفًا للمهندسة ليلى جورجي التي بلغت سن المعاش.
تاريخ التعيين: أبريل 2013
المنصب السابق: رئيس شركة الوجه القبلي لإنتاج الكهرباء
السلف: المهندسة ليلى جورجي
الخلف: لم يتم الإشارة إلى منصب رئيس هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة بعد شعبان خلف في الأخبار الحديثة المتوفرة.
تم هذا الحوار بمقر وزارة الكهرباء في العام 2013م
عرفنا بنفسك؟
مهندس شعبان خلف رئيس هيئة الطاقة الجديدة المتجددة والرئيس التنفيذى وهي إحدي الهيئات التابعة لوزارة الكهرباء ويرأس مجلس ادارتها معالي وزير الكهرباء.
عرفنا ما هي الطاقة المتجددة ؟
هي كل الطاقات التي لا تعتمد علي الوقود الاحفوري او ما يطلق عليه المحروفات كالغاز الطبيعي أو المازوت أو السولار وبالاجمالي كل مشتقات البترول .
أما الطاقة المتجددة والتي توجد لدينا بمصر وقطعنا شوطا كبيرا في استخدامها طاقة الرياح والطاقة الشمسية وهناك بعض الطاقات المتجددة الاخري مثل طاقة باطن الارض والوقود الحيوي وهي مازالت في مصر طور الدراسات والابحاث .
لماذا تأخرنا في استخدامات الطاقة المتجددة رغم ماحبانا الله فيها ؟
أولا بالنسبة للمسمي لدينا أطلس شمسى لمصر ولدينا بالهيئة أيضا أطلس للرياح ، وبالنسبة للرياح لدينا أعلي معدلات سرعات للرياح في العالم في منطقة البحر الأحمر ، خليج السويس ، جبل الزيت تمتد جنوبا حتي الغردقة ولدينا بالفعل مزارع للرياح تعمل منذ التسعينات ولدينا اكبر مزرعة رياح في الشرق الأوسط وافريقيا في منطقة الزعفرانة ونحن نولد منه 550 ميجا من مكان واحد ، وبدأنا العمل بعد الزعفرانة في منطقة جبل الزيت وهي منطقة حباها الله بسرعات رياح تصل الي 15 متر/ ثانية وتكاد هذه السرعات لا تكون موجودة في العالم الا في مناطق داخل البحر وبالطبع تكلفة استخدامات الرياح علي الارض أقل كلفة من تكلفتها داخل البحار ، فمثلا في اليابان وبعض الدول الأوروبية تنفق الأموال لإقامة مناطق داخل البحار لإيجاد سرعات رياح تتقارب مع السرعات المتوفرة لدينا علي الأرض ، ولدينا أيضا في شرق وغرب النيل سرعات تعطي حسب دراسات الجدوي توريد اقتصادي للطاقة حيث تصل الي 7 متر/الثانية وهي تعد سرعات موائمة لتوليد طاقة اقتصادية منافسة .
أما عن الطاقة الشمسية فكما قلت لدينا أطلس شمسى لربوع مصر بالكامل وهي صالحة للاستخدام في اي منطقة في مصر ،
فالسطوع الشمسى علي مصر هو من أعلي معدلات السطوع الشمسى في العالم ويزداد كلما اتجهنا جنوبا لكن إجمالا في اقصى نقطة في الشمال تحقق سطوعا اعلي من اوروبا واليابان .
هناك دراسات قام بها الاتحاد الاوروبي لاستغلال منطقة الشرق الاوسط وخاصة مصر في توريد الطاقة الشمسية
لدينا هذه المعلومة ولم نفصل عنها مطلقا فنحن دائما نحضر معهم المؤتمرات الدولية ونحن اعضاء في منظمة أرينا وهي المختصة بالطاقة المتجددة ومقرها أبوظبي وكل الدول الاوروبية أعصاء بتلك المنظمة ونحن كمصر عضو مؤسس في هذه المنظمة وغالبا ما نحضر اجتماعها من ثلاث الي اربع مرات كل سنة ، وكل المشروعات تعرض في هذه الاجتماعات ، ونجن نعمل في مبادرات كثيرة في الاتحاد الاوروبي وهذا العمل بدء منذ التسعينات ولدينا كل المعلومات والدراسات .
إذا لما تأخرنا عن الدخول في هذا المجال رغم العجز الهائل في كميات الطاقة في مصر ؟
استطيع ان اقول للأسف إنه سوء تقدير أو سوء استغلال ، فلا يوجد مكان في العالم يبيع الكهرباء للمستهلك تقريبا بالمجان إلا في مصر وكان ذلك بالتأكيد سبب في التأخر في الدخول في هذا المجال ,
فنحن للأسف كدولة قاطعين الطريق علي اي مستثمر يعمل في هذا المجال ، لأن أنا كدولة غالق علي السوق ،فكما قلت أنا كدولة أبيع الكهرباء بالمجان مع كل ما يترتب علي ذلك من عوائق من ديون تتحملها شركات انتاج ونقل وتوزيع الكهرباء لأن كل هذه الشركات مملوكة للدولة وتبيع إنتاجها بأقل من ربع التكلفة والحجة أننا نقول العبارة الشهيرة ( المواطن محدود الدخل ) وهذا المواطن برئ تماما من هذه الحجة ويزايد باسمه ،ولكن هناك الجهات كثيفة الاستغلال للطاقة تستنفزف موارد البلد وطاقاتها وتستنزف محدودى الدخل ، وأكاد أجزم أنها تستنزف كل ثروات البلد ، لأنها تأخذ الكهرباء بأقل من سعر تكلفتها .
ومع كل هذا الوضع إذا قارنا ما بين الطاقة المتجددة والطاقة التقليدية التي تسير عليها الأن ستجدها أقل تكلفة بمراحل طبقا لأسعار السوق وأريد أن اوضح أن كل من يتكلم عن الطاقة يتكلم فقط عن سعر البيع ولم يتطرق احد لسعر التكلفة ، وسعر البيع البيع عبارة عن كلام علي الورق فالموضوع بحكمه تشابكات بين المنتج والناقل والموزع والمستهلك ولا علاقة بسعر البيع بهذا الموضوع ، ورغم أن المشكلة أساسا تنبع من سعر البيع والمفروض علينا ان نوعي كل الاطراف في هذا الموضوع ( بسعر التكلفة ) ، فسعر التكلفة مثلا في الطاقة التقليدية الان يتعدي مائة وثلاثون قرشا ، اما في الطاقة المتجددة فهو يعطي رقما أفل من ذلك بكثير .
فالقضية إذا وسبب تأخيرنا إني كي أنتج طاقة متجددة فإني محتاج لمستهلك ، خاصة و أن تخزينها يكلف الكثير ، فأنا في حاجة لانتاجها واستهلاكها حتي تعطي عائد و تكلفة أقل .
وبما أن الدولة والحكومة تعطي كل المستهلكين بأسعار أقل من التكلفة ، فما الذي يجعل المستهلك يبحث عن طاقة أخري أو بديلة .
لأجل ذلك هناك جهود حقيقية من معالي وزير الكهرباء تفرض علي مجلس الوزراء لوضع ضوابط لشراء مخرجات الطاقة المتجددة حتي من الافراد ، و لو توصلنا الي تعريفة عادلة لاستهلاك الكهرباء فهذا سيشجع الجميع وحتي الافراد لاستخدام الطاقات المتجددة وبيع الفائض من الدولة .
هل تضع لنا تصور عن المشكلة التي نعاني منها حاليا ؟
المشكلة أن الحكومات السابقة لم ترد أن تأخذ علي عاتقها أن نضع حلا جذريا لمشكلة الطاقة .
ما هي تحديدا تلك الحكومات السابقة وعن أي مدي نتحدث ؟
منذ حوالي خمسة وثلاثون عاما ، وكل حكومة تأتي وتنظر فقط للفترة التي يتولي فيها ذمام الأمور ، ولا أحد ينظر نظرة مستقبلية ، ولكني أستطيع أن اقول ان الفترة الحالية والمستقبلية لابد وان تكون هناك حلولا جذرية لهذه المشكلة ، فلا مناص من مواجهتها والعمل علي حلها وإلا سيحدث ما لا يحمد عقباه ، فشركات الكهرباء تتحمل ديونا وأعباء لا طاقة لها بها ، فالبيع بربع التكلفة تعني أنها تتحمل ديونا تعادل ثلاث ارباع التكلفة منذ اكثر من خمسة وثلاثون عامل وللاسف في النهاية الحكومة هي الضامن لهذه الديون.
هل تعد الطاقة النووية جزء من الطاقة المتجددة ؟
الطاقة النووية في التصنيف تعد من الطاقات المتجددة لكن لأن قلبى وعقلى يميل أكثر للطاقات الأخري لكن لا أحد ينكر أنها مصدر من مصادر الطاقة الهامة ونحن في احتياج اليها ، لكني أري أنه أسهل بكثير ان نذهب للطاقات المتجددة الاخري العديدة والمتوفرة لدينا ، فالحل علي الدي القصير والمتوسط يجب ان يبدأ بالطاقات المتجددة وبسعات وقدرات كبيرة .
ما هي كمية العجز في الطاقة في مصر تقريبا ؟
هناك نوعين من العجز ، عحز نتيجة لعدم توافر الوقود ، عجز لأن الاحمال المطلوبة والاستهلاك المطلوب خاصة في اوقات الذروة صيفا مثلا تتراوح من 2000 الي 3000 ميجا وات .
هل يمثل استهلاك المنازل عبئ علي الشبكة ؟
استهلاك المنازل في مصر يزيد في نسبته عن استهلاك المنازل عالميا فتقريبا نصف ما ينتج من الطاقة يستهلك في المنازل ، وعايز اقول أننا تأخرنا كثيرا في قصة الترشيد وطبعا لأن الكهرباء سلعة تباع بثمن بخس يجعل الاستهلاك عليها بنسب مرتفعة جدا .
ما هي خطط هيئة الطاقة المتجددة الحالية المستقبلية في هذا الشأن ؟
أطلقنا من فترة مبادرة بناء وحدات إنتاج طاقة كهربائية من الشمس علي اسطح المباني العامة والمنازل وبدأنا في وزارة الكهرباء بتنفيذ هذه المبادرة قلدينا اعلي مبنى الوزارة وحدات تنتج 40 كيلو وات ، وعلي كل الشركات التابعة لوزارة الكهرباء ، كشركات التوزيع وخلافه ، اضافة الي ترشيد استهلاك الكهرباء لاستخدام لمبات واجهزة موفرة للطاقة تقريبا تستهلك عشر ما كانت تستهلكه اللمبات والاجهزة القديمة وهناك بعضها يستهلك أقل من هذه النسبة ، وما يزيد عن حاجاتنا يدخل الشبكة الرئيسية .
هل يوجد لدينا عدادات تعمل في الاتجاهين ؟
نعم إذا كان لديك وحدة طاقة شمسية مثلا ومع ذلك تستخدم الكهرباء المعتادة من الشبكة فإننا نقوم بتركيب عداد يسمح بالقراءة في الاتجاهين استهلاكك للكهرباء ، وما يدخل للشبكة من وحدتك من كهرباء وبالتالي فالعداد يتعامل مع الشخص او المنشأة كأنه مستهلك ومنتج في نفس الوقت .
لدينا ورشة عمل يوم 18 مايو مع كافة الشركات العاملة في هذا المجال ، فالهيئة اسمها الكامل هيئة تنمية واستخدام الطاقة المتجددة ، وهدف هذه الورشة أننا نريد ان تكون تجربة استخدام الطاقة الشمسية عالمنازل تجربة ناجحة ، نحاول أن نساعد كل الأطراف في هذه العملية لإنجاحها رغبة في انتشارها .
ما هي نظرتك للطاقة في مصر للمستقبل القريب والبعيد ؟
بالنسبة للمستقبل القريب إن الرئيس القادم سيطلب منا خطط العمل المستقبلية لأن للاسف الخطط الموضوعة سابقا لم تكن بالطموح الذي يحقق وفرا لمستقبل مصر ، المرحلة القادمة لدينا مشاكل في الوقود ، ولدينا وقود طبيعي منحه لنا الله ويجب علينا استخدامه ، عندنا معدلات قوية لاستخدامات الشمس والرياح ، لدينا خطط لنشر الوعي وتعريف المواطن المصري وتغيير ثقافة مستهلك الكهرباء بأهمية الطاقة المتجددة ، وبالطبع نحن بدأنا في تجارب جيدة بالمدن الجديدة والمناطق النائية ولدينا برتوكول مع وزارة التربية والتعليم لإقامة محطات علي اسطح كل المدارس مع وزارة الصحة للمستشفيات مع وزارة البيئة ، وهناك قرار صادر لدراسة تمويل وزارة المالية لأقامة تلك المحطات ، وعلينا أن نضع فاعدة علي الكل ( من يستهلك سلعة علي أن يقوم بسداد ثمنها وتكلفتها ) وأؤكد أن الدعم الذي يتحاكون عنه هو سبب كل المشاكل وسبب في عدم التحديث أو التطوير أو دخول المستثمرين في مجال الطاقة ، فدعم الطاقة هو سبب رئيسى في أن اعتمادات التعليم والصحة والبحث العلمي لا تكفي لأي منهما مثلا .
تلغراف تحب ترسله لمن ؟
أوجه تلغراف لكل المسؤلين وكل الاطراف المعنية بالطاقة الكهربائية والحكومة والمنتج والموزع والمستهلك ، لابد ان تراعي أنك المستفيد أولا وأخيرا من هذه السلعة فالأفضل لك أن تدفع وتجد الكهرباء أفضل من أن تدفع قليل ولا تجدها فالطاقة تعني كل شئ ، وبالنسبة لأصحاب الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة راعوا الله في مصر وأدفعوا سعر تكلفة الطاقة ، ولا تفرحوا بالمكاسب التي تتحقق من وراء انخفاض أسعار الطاقة لأان هذه المكاسب لن تجدوها علي المدي البعيد عندما لا تتوافر الطاقة .
اقرأ ايضاً
التلغراف تحاور المخرج الدكتور “مصطفى الشوكي”

