مجدى قاعود يكتب : القاهرة – الرياض .. تحيا حياة البدو

هذه مقالاتى من سلسلة ( القاهرة – الرياض ) والتى طلب منى العديد من القراء الاعزاء الاستمرار فى كتابة باقى اجزائها، وتعاود ” التلغراف” اليوم نشر ماصدر منها ونشر بالموقع قبل التحديث لنذكر القاري العزيز بمضمونها، على امل اللقاء الاسبوعى فى استكمال السلسلة.

منذ اكثر من عشرين عاما لم تطا قدمى الرياض لكنى عشت فيها قبلها حوالى عشرة اعوام هى سنوات الشباب.

تغيرت الرياض لكن الى الافضل والاجمل، اتسعت بشكل مزهل، تغير فيها الشكل والمضمون، وحتى الجو اصبح بديعا.

تذكرت تلك الايام الخوالى التى عشتها هنا، تعلمت منها الكثير، ففى اعتقادى ان للسفر فوائد، واخرها بالنسبة لى هى المادة.

عشت قصص بالرياض مختلفة تماما عما عشتها بالقاهرة، وفى مقالات متعددة ساحاول ان اتذكر بعضها.

كنت اجلس بمكتب نائب مدير مرور الرياض، والمكتب مزدحم رغم كبر حجمه، فطلب الرجل سكرتير مكتبة، وبكل ادب طلب منه غلق الباب لحين خروج اى شخص ممن هم متواجدين بمكتبة، لانه لايريد ان يقف احد، خرج السكرتير واغلق الباب، ولم تمر ثانية، واذ بشخص يصيح بالخارج ويفتح الباب ويوجه حديثة للنائب امام كل الجالسين بمكتبة.

“انت ليش مسكر الباب، هو مكتب ابوك، لما يبقى مكتب ابوك ابقى سكره، عيال عبد العزيز مجلسينك هنا علشان تخدمنا “

اردت ان انقل العبارات كما سمعتها، لم يستنفر الرجل الحديث، ولم يتحدث احد من الجالسين بمكتب النائب، ولم يعلق حتى السكرتير، كل ماحدث ان النائب قام من مكتبة، توجة لهذا الرجل، وبكل ادب افهمه ان غلق الباب لراحه المراجعين وليس حبا منه فى ذلك، وانه يجلس هنا فى خدمته، وامر بالاسراع فى انهاء معاملته.

وعاد الرجل بكل اتزان وثقه فى النفس الى مكتبة ليكمل عمله، وكآن شيئا لم يحدث.

نوضح ماجاء على لسان الرجل باللهجة المصرية ( لية غالق الباب ،ده مش المكتب الى عاملهولك ابوك، – عيال عبد العزيز- هم ابناء الملك عبد العزيز مؤسس المملكة ، كان حينها الملك فهد رحمه الله – وهو لفظ متداول بالمملكة ويدلل على قرب هذه العائلة من الشعب –.

اخيرا هذا الرجل الذى اقتحم الباب ( من البدو ) ثيابة رثه، لم يعبا من المكان او المنصب، وطالب بحقه، وفى نفس الوقت، تعامل معه المسئول بكل الادب والاحترام والتوازن النفسى.

انه ( عبد الرحمن سنبل ) نائب مدير مرور الرياض فى نهاية تسعينيات القرن الماضى اشكره على حسن تصرفة وادارته.

وتحيا حياة البدو

شكرا للتعليق على الموضوع

مجدى قاعود

رئيس مجلس الإدارة مستشار قانوني صاحب مكتب قاعود للاستشارات القانونية وأعمال المحاماة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *