اشرف ابو عابد يكتب :رسائل …. نتنياهو:حالة تأهب قصوى…. مستوطن: لسنا أبقار

إن الوضع الملتهب الذي يعم الاراضي الفلسطينية سواء في الضفة الفلسطينية أو الأراضي المحتلة عام ١٩٤٨، وعلى مايبدوا اتسع ليشمل نقاط التماس على أطراف قطاع غزة، على إثر الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين ومقدساتهم سواء من المستوطنين أو جنود الاحتلال.

دفع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزراءه في توجيه التهديدات وإصدار القرارات، وهنا، هل هذه الاجراءات يمكن لها أن توقف تلك الهبه الجماهيريه وحماية الصهاينة من الغضب الشعبي؟

 يمكن القول أن المجتمع الاسرائيلي بكل مكوناته سواء على المستوى السياسي أو المدني، من رئيس ورئيس وزراء ووزراء وأعضاء كنيست، يسوده القلق والهلع عقب الغضب الشعبي الفلسطيني وردة فعله على اعتداءات المستوطنين والجيش على الاقصى والمواطنين في القدس، والمتمثل في المواجهات والخروج الى الشارع وإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة أو استخدام الألات الحادة في عمليات الطعن والتي اتسعت دائرة استخدامها في الضفة الغربية والأراضي المحتلة عام ١٩٤٨، وصلت الى “تل ابيب”، وخروج التظاهرات في كل فلسطين المحتلة، مما شكل تحديا حقيقيا للاحتلال ومؤسساته الأمنيه.

هذا القلق دفع برئيس وزراء الاحتلال اتخاذ عدة اجراءات، لمحاولة حماية المستوطنين، مثل تعطيل الدراسة في عدة مناطق من الأراضي المحتلة؛ وكذلك منع الوزراء وأعضاء الكنيست من زيارة القدس.

وأصدر رئيس الوزراء أمراً بتكثيف متابعة حسابات التواصل الإجتماعي ووسائل الاعلام ، في محاولة للاستدلال على التوجهات العامة للغضب الفلسطيني، لكن الواقع يؤكد أن المنظومة الأمنية تتعقد أمام هذه الظاهرة ولا تجد شكلا للتعاطي معها، والدليل على ذلك أنه حصلت تسع عمليات طعن في يوم واحد دون إنذار مسبق، وذلك لأن هذه العمليات تتم بشكل فردي؛ أي قرار منفرد إنتصار للقدس، وإنعدام الثقة في الفصائل الفلسطينية التي اكتفت بالحديث على شاشات التلفاز وامام الكاميرات.

وقامت دولة الاحتلال،أيضاً، بتركيب كاميرات على الطرق العامة في محاولة لإحباط أي عملية من الممكن أن تحدث، وكذلك لمحاولة منع الشباب من الاقدام على تنفيذ عمليات الطعن والدفاع عن القدس.

بالاضافة الى ذلك، أعطت الضوء الأخضر للمستوطنين بحمل السلاح للإعتداء على الفلسطينيين متخفية خلف هدف الدفاع عن النفس، فهي دولة ترعى الإرهاب بكل ماتعنيه الكلمه.

واتخذت قرار بهدم بيوت من يقوم بهذه العمليات، لردع المواطن الفلسطيني عن الاقدام على هذا الفعل، وهو أمر غير مجدي في ظل الاحداث والعمليات التي تشهدها فلسطين، وهي في تزايد.

أدى الى استدعاء جزء من قوات الاحتياط.

ومن قبل كل تلك القرارات والاجراءات قرار اطلاق النار بشكل مباشر على المتظاهرين، والاعتقالات حتى لو كانوا أطفال.

وفي ظل هذه الحالة المطربه يخرج رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحوله رؤساء مؤسساته الامنية في مؤتمر صحفي موجهاً رسالة الى الاسرائيليين مفادها” ان يكونوا في حالة تأهب قصوى حيال أعمال العنف التي تهز القدس والضفة والداخل المحتل …..شهدنا فترات أصعب وهذه الموجة الجديدة سنتخطاها ” ولقاءه هذا يؤكد انه امام امر غير طبيعي، أي امام حالة حرب أو انتفاضة شعبية ثالثة، وهي رسالة تظهر مدى تخبط رئيس وزراء الاحتلال وأن المنظومة الامنية لا يمكنها السيطرة واحتواء الحالة والاحداث الجارية ومن خلال كلمته يؤكد أن الاحداث اتسعت رقعتها لتشمل كل أراضي فلسطين المحتلة، وصولاً الى غزة، وقد تغير مسار الاحداث إن إستمرت على طول حدود غزة وتزايد اعداد الشهداء.

وهو يحاول في كلمته طمأنة شعبه بأن هذه الحالة ستنتهي مع مرور الوقت. ومما يظهر القلق والارباك لدى الاحتلال، دعوة زعيم المعارضه يتسحاق هرتسوغ الى فرض إغلاق كامل على الضفة وغزة.

وفي رسالة من مستوطن صهيوني لحكومته ” لا نعرف من أين يخرجون لنا بالسكاكين …. ويجب على الحكومة أن تنتبه أننا لسنا أبقار فى مزارع″ وهو بذلك يظهر مدى الخوف الذي ينتاب المجتمع المدني للإحتلال، وحجم الضغط على الحكومة المرتبكة التي تعيش حالة من التخبط سواء من هذا الضغط او من الهبة الشعبية الأخذة في الاتساع.

ويقول عاموس هارئيل في صحيفة هارتس ” نعرف كيف بدات موجة العمليات، لكن لا أحد يعرف متى تنتهي” ، مما يؤكد الحالة.

 وهنا يمكن القول أنه لا يمكن لرسائل وتهديدلت الحكومة الاسرائيلية ومنظومتها الأمنية أن توقف غضب الشارع الفلسطيني مهما اتخذت من قرارات أو ادوات لقمع الشباب الذي لم يعاصر إنتفاضة الحجارة عام ١٩٨٧، ولم يدرك إنتفاضة الأقصى عام ٢٠٠٠، وعلى الفصائل الفلسطينية الحاق بصفوف الشعب قبل فوات الأوان.

شكرا للتعليق على الموضوع

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *