“سوريون”.. فيلم أبكى كوليت خوري وهاجمه النقاد

دافع المخرج باسل الخطيب، عن الاسم الذي وضعه لفيلمه “سوريون” من خلال قوله إن هناك كثيراً من الأفلام الأجنبية حملت اسم بلادها، معتبراً أن وضع اسم “سوريون” للفيلم هو أمرٌ يتّسم بالجرأة والمعالجة المباشرة لموضوع العمل.

ولفت في هذا السياق أن المخرج الذي يعتبر فيلمه الجديد “سوريون” متمماً لثلاثية بدأت بـ”مريم” ثم “الأم” اعترف بأزمة قائمة في كتابة النصوص، بل إنه “اضطر” لكتابة سيناريو على الرغم مما تحمله من “عذاب”. ليجد نفسه، على حد قوله، مجبراً على كتابة سيناريو فيلم “سوريون”، بعد أن “بحث كثيراً في النصوص” ولم يجد ما يريده.

سيناريو مفكك لصورة فازت وقصة هُزِمَت

ويبدو أن إشارة المخرج إلى “أزمة النصوص في السينما” التي مهّد بها لعرض فيلمه الذي سيبدأ بتاريخ اليوم الاثنين، في دمشق، قد وجدت ضالّتها في رأي بعض النقاد الذين تمكّنوا من مشاهدة عرض خاص للفيلم، فعبّروا عن انتقادهم لما سمّوه “غياب النص” المحترف، وأن المخرج باسل الخطيب “يربَح مخرِجاً” إلا أنه، على حد رأيهم، يخسر بغياب سيناريست “محترف”. فظهر السيناريو “مفككاً” و”متعثراً”. كما ورد في بعض ردود الأفعال النقدية على فيلم “سوريون”.

الروائية كوليت خوري اكتفت بالبكاء وطالبت بعرض عالمي

نقّاد آخرون علّقوا على الحوار الذي رأوه “أقلّ” من الصورة. إلا أن الروائية السورية كوليت خوري، اكتفت بما دفعها الفيلم لذرفه من دموع “كثيرة” كما قالت مؤكدة أنه يكفي أن يدفعها أي فيلم لتذرف الدموع ليكون عملاً ناجحاً، مستندة على رأي لأحد النقاد الغربيين في ذلك.

وقامت خوري بمحاولة لتوظيف الفيلم لصالح الدعاية السياسية للنظام في سوريا، من خلال قولها إنها تود عرض الفيلم “في كل دول العالم” من أجل كشف “كذب الإعلام الخارجي” على حد قولها.

وعلى العكس مما ذهب إليه بعض النقاد في إشارتهم إلى “ضعف” نصّه في مقابل قوة صورته، قال محمد الأحمد مدير مؤسسة السينما في سوريا إن المرء يجد نفسه “أسير حالة شعرية وبناء درامي غريب يؤطر حكاية ربما شاهدناها مرات ومرات”.

إعلام الأسد يعتبر الفيلم تجسيداً “لبطولات” جيش النظام

إلا أن صحفاً قريبة من النظام السوري وجدت العمل “ممتعاً” في لغته “البصرية العالية”. لكنها لم تغفل الإشارة إلى أن بعض ممثلي الفيلم “غلب عليهم المبالغة والبكائية”. الى حد ذهبت فيه بعض الآراء الى اعتبار السيناريو “مشتتاً بأماكن كثيرة” وأن بعض أبطال الفيلم فشلوا بالظهور “كأشخاص حقيقيين يعيشون بيننا” خصوصا بعدما نجح العمل “بالصورة” أكثر مما نجح “بالسيناريو” الأخير الذي لم يحمل “حميمية وقرباً من الواقع”. على حد ما نقلته “الوطن” السورية التي رأت أن الفيلم “يجسّد بطولات الجيش السوري في تحرير الأراضي السورية من الإرهاب”.

وربما كان التعريف الأخير للفيلم الذي نقلته صحيفة قريبة من نظام الأسد، هو الذي دفع بأحد النقاد للقول إن العمل قدّم “دروساً وطنية مباشرة” ونأى بنفسه عن “تفكيك خطاب الخصم” وأن العمل في النهاية، قدّم “رؤية مجتزأة للجحيم السوري” على حد قوله.

مؤسسة حكومية أنتجت العمل ولم تحذف منه أي كلمة

ويشار الى أن حصيلة الآراء النقدية حول فيلم “سوريون” تراوحت ما بين الإشادة بلغة الصورة التي ظهرت في الفيلم، وانتقاد “الحبكة” أو “الحوار” أو “السيناريو” بصفة عامة. وألمح البعض الى “أكشن أميركي” في بعض مشاهد الفيلم. مع إضافة نقدية تمثّلت بالإشارة الى المبالغة في الأداء، ربما لأن المخرج أراده فيلما عاطفياً، كما قال في مؤتمره الصحافي والذي طلب فيه من النقاد الإشارة الى “مواطن الضعف” في عمله، من وجهة نظرهم.

يذكر أن الفيلم الذي سيبدأ عرضه العام بدءاً من اليوم الاثنين وأنتجته جهة حكومية تابعة لنظام الأسد وهي المؤسسة العامة للسينما، ولم تقم “بحذف أي كلمة منه” وقام بكتابته “بمطلق حريته” كما قال مخرج الفيلم وكاتب نصّه باسل الخطيب، ضم مجموعة من الفنانين السوريين المعروفين، كالفنان رفيق السبيعي، والفنانة كاريس بشار، والفنانة ميسون أبو أسعد، والفنان محمد حداقي، وسواهم.

العربية نت

شكرا للتعليق على الموضوع