صحرا كريمي في حوارها مع التلغراف: نعاني من قلة صالات العرض.. ولا يوجد لدينا سوى ثلاث صالات

التلغراف – طهران – أحمد حيدري

حوار مع المخرجة الأفغانية صحرا كريمي 

مهرجان فجر السينمائي من أقدم المهرجانات السينمائية

كنت أعيش في إيران حتى السابعة عشر من عمري

النظرة النسائية للسينما مختلفة

السينما في أفغانستان ليس لها متابعين

الدعم الحكومي غير ممكن في الظروف الراهنة

قالت المخرجة الأفغانية و العضو في لجنة تحكيم مهرجان فجر السينمائي العالمي “صحرا كريمي”  بأن مهرجان فجر السينمائي العالمي جزء لا يتجزأ من الثقافة و الفن في ايران.

وفي حوار لها مع “التلغراف” أكدت السيدة كريمي على أن السينما في أفغانستان ليس لها متابعين و أغلب الناس يبحثون عن أفلام التسلية و التشويق.

“صحرا كريمي” حصلت على شهادة الدكتوراه في السينما من كلية السينما والتلفزيون في جامعة براتيسلاوا الاسلواكية. وحصل فيلمها “المرأة الأفغانية خلف مقود السيارة” على أكثر من 25 جائزة في المهرجانات العالمية، و حصل فيلمها القصير “النسيم العليل” على جائزة أفضل فلم قصير من الاكاديمية الاسلواكية. والآن تقوم بإخراج فيلمها الجديد ” عازف بيانو من كابول”.

ـ هل هذه أول مرة تشاركين فيها في مهرجان فجر السينمائي العالمي؟ هل كنت تعرفين هذا المهرجان؟

صحرا كريمي: مهرجان فجر السينمائي من أقدم المهرجانات السينمائية، و أنا كنت أعيش في ايران حتى السابعة عشر من عمري، و لهذا أتذكر بأن المهرجان كان يقام أثناء احتفالات انتصار الثورة الإسلامية في إيران. لكن في السنتين الماضيتين انفصل القسم العالمي للمهرجان من مهرجان الأفلام الإيرانية. مهرجان فجر السينمائي العالمي جزء لا يتجزأ من الثقافة و الفن في ايران، لكني لم أحضر المهرجان و هذه هي المرة الأولى.

ـ كيف اقتنعتي بقبول مهمة التحكيم في هذا المهرجان؟

صحرا كريمي: لأني كنت أتذكرها من أيام المراهقة و هذا الشعور دفعني للحضور.

علاوة على ذلك لمهرجان فجر السينمائي العالمي مكانة مرموقة بين المهرجانات العالمية.

ومن جانب آخر أنا أتكلم بالفارسية و اللغة و الثقافة المشتركة من العوامل التي جعلتني أتشوق للحضور بهذا المهرجان، و أنا متأكدة بأني سأشاهد أفلاماً رائعة و سأتعرف على السينما في باقي البلدان.

ـ إلى أي حد تعرفين السينما الإيرانية؟

صحرا كريمي: أنا اعرف السينما الإيراني حق المعرفة، لأني أتابعها باستمرار.

 أنا كتبت رسالتي في مقطع الدكتوراه حول أفلام المخرج الكبير “داريوش مهرجوئي”، لا سيما أفلامه التي تتمحور فيها النساء، والتي تأثر بها من الموجة الجديدة في السينما الفرنسية. في المجموع أعتقد بأن السينما الإيرانية لديها الكثير لتقدمه للعالم.

ـ كيف تقيمين حضور المرأة في الأفلام الإيرانية؟ ما هو رأيك بالصورة التي تنقلها الأفلام الإيرانية عن المرأة و قضاياها؟

صحرا كريمي: تغير توجه السينما الإيرانية بالنسبة للنساء في السنوات الماضية.

 في السابق كانت أكثر الأفلام الإيرانية ذات طابع اجتماعي. في الماضي كانت القصص تدور في هوامش المدن أو بعيداً عن المجتمع.

لكن الآن تركز الأفلام على الحياة الحديثة في المدن.

 كلما زاد الاهتمام بالقضايا الاجتماعية، سيكون حضور المرأة أبرز.

 الآن تعمل الكثير من المخرجات في ايران، و النظرة النسائية حاضرة بقوة.

 النظرة النسائية للسينما مختلفة

عندما تريد المرأة أن تسرد حكاية ما، ترويها بتفاصيل مختلفة و الشخصيات أيضاً تعالج بشكل مختلف في السينما النسائية.

البعض يعتقد بأن في السينما لا يوجد فرق بين النساء و الرجال.

لكني بصفتي مخرجة تركز على قضية المرأة، أعتقد بأن المخرجات لديهن نظرة مختلفة و هواجس مختلفة. النظرة النسائية تكشف جوانب جديدة من الحياة و المجتمع. في سبيل المثال أفلام المخرجة الإيرانية “رخشان بني اعتماد” تكشف عن جوانب مغفولة و هذا ما يميز أفلامها عن أفلام الرجال.

ـ ما هو وجه التشابه بين السينما الإيرانية و السينما الأفغانية؟

صحرا كريمي: لا يمكن أن نتكلم عن وجه التشابه، لأن السينما الإيرانية أصبحت جزء لا يتجزأ من الثقافة و الفن في إيران، و لها بعد إقتصادي قوي. لكن أفغانستان مازالت تعاني من الحرب و آثاره، و لا يوجد أي دعم حكومي كالدعم الذي تقدمه المؤسسات السينمائية في ايران لمنجي الأفلام و المخرجين. نحن نعاني من قلة صالات العرض، و لا يوجد عندنا سوى ثلاث صالات و هذه الصالات أيضاً ليست متاحة إلا الأفلام الهندية.

 لهذا كل الأفلام التي يتم انتاجها في أفغانستان، هي بدعم من الدول الأجنبية.

لا يوجد لدينا متابعين في أفغانستان

السينما في أفغانستان ليس لها متابعين و أغلب الناس يبحثون عن أفلام التسلية و التشويق.

 هذا لا يعني بأن أفغانستان خالية من المواهب في مجال  السينما، لكن نحتاج الى دعم حكومي.

والدعم الحكومي غير ممكن في الظروف الراهنة لأن الحكومة منشغلة بقضايا الحرب و الأمن ، لم يخصص فلس واحد للسينما في ميزانية الحكومة.

اجرى الحوار : أحمد حيدري

شكرا للتعليق على الموضوع