خالد على يكتب: لن تحيا مصر قبل أن احيا أنا..
تحيا مصر { حلم } رددناه عندما كنا اطفال فى المدرسه الابتدائيه ونحن ننظر الى علم بلدنا بكل فخر واعتزاز.
تحيا مصر( هتاف) صرخت به الجماهير تشجيعا لوطنها متشدقة لفرحة الانتصار ولو كانت فى كرة القدم .
تحيا مصر {أمل} يسعى اليه إناس بسطاء يحلمون بوطن يصون كرامتهم ويحفظ لهم معيشة كريمة.
تحيا مصر*** تحيا مصر***تحيا مصر
تحيا مصر شعاراً نردده كثيراً ونسمعه اكثر ولكن وقفت مع نفسى لكي أسألها هل ستحيا مصر قبل أن احيا انا؟!
أنا الطفل الصغير الذى يحلم بان يطير بجناحيه ليعالج مرضانا ويحرر اقصانا ولم يجد حظة فى دولة تنمى احلامه!!
انا الشاب الذى داهمتنى قسوة الحياة فلا اجد فرصة عمل مناسبة او مسكن ملائم ابدأ بهما تكوين اسرة سعيدة، بل لا اجد حتى من يعطنى مساحة من الحرية لاعبر عما في نفسى من مشاعر مكبوتة واحلام مدفونة!!
انا تلك الفتاة التى تدفن ابتسامتها كرهاً كى تمشى فى طريقاً وتشعر بالامان مع كل خطوه تخطوها تخشى ذلك الشاب الذى تحول الى كائن منزوع المعنى عندما نضب اخر ما تبقى من احلامه فحول كل طاقاته الى تصرفات سلبية!!
انا ذلك العامل الذى تدمع عينيه كل يوما خوفاً من أن يعجز عن العمل يوما فيبقى اطفاله جوعى او يمرض طفله يوما فلا يجد ثمن العلاج!!
انا ذلك المسن الذى يبكى على حال هؤلاء كل يوما ويتمنى أن يمد الله له فى عمره لكى يرى طفلاً سعيداً وشاب ينعم بالحرية وفتاة تمشى فى الشارع مبتسمة تطوى خطاها ارض الطريق بغير خوف او فزع وعاملا يحظى بمعيشة كريمة وتامين صحى يواجه به المرض!!
وأجابتني نفسي سريعاً وهي تشعر باليأس (بالطبع لا)!!
وكيف ستحيا مصر واكثر من نصف المصريين يعيشون تحت خط الفقر محرومين من المستوى الأدنى من الخدمات التعليمية والصحية والمجتمعية يعيش معظمهم فى مساكن غير آدمية تخلو من كافة وسائل المعيشة الكريمه؟!!
كيف ستحيا مصر فى ظل تدنى المستوى التعليمى فمدارسنا عبارة عن فصول مكتظة ومناهج قديمة ومبانى متهالكه وذلك ما جعل مصر تحتل المرتبة الاخيرة فى تقرير التنافسية العالمية الصادر عن المنتدى الاقتصادى العالمي؟!!
كيف ستحيا مصر فى ظل انتشار الفساد والمحسوبية حتى اصبحت الوظائف العامة حكراً على ابناء طبقة معينة وتتناقل هذه الوظائف بالوراثة لا بالخبرة والمهارة.
ومع ازدياد الفساد الاقتصادى اصبحت ثروات الافراد تتكون بالفساد لا بالاجتهاد؟!!
كيف ستحيا مصر وهى شبه منعزلة عن امتها العربية لا تتفاعل الا مع اصحاب الاموال وتركت جيرانها واشقاء محنتها؟!!
بل كيف ستحيا مصر فى ظل حاله من التعصب والكراهية وعدم قبول الاخر واتباع سياسه التخوين وتهميش الاخر والبعد عن ثقافة الحوار حتى تحولنا من الاختلاف الى التخلف؟!!
كيف ستحيا مصر في ظل غياب دولة القانون وانهيار منظومه العداله وما يحدث من اساليب فوضوية وغياب حقيقى لتطبيق القانون واستمرار حالات القبض التعسفى والاختفاء القسري والقتل خارج القانون؟!!
وفى النهاية قالت لى نفسي انا لا اعجزك ولكنى احفزك كي تنهض الى الامام وتغضب على ما تعيش فيه من حالة بائسة وتثور على الجهل والتخلف والتعصب والكراهية والفساد والاستبداد.
فالجهل يفيض والتعصب يفيض والارهاب يفيض والتخلف يفيض
فلنسرع قبل أن يجرفنا الفيضان؟؟
فحينها ستحيا انت وتحيا مصر………
بقلم : خالد على