إيمان الحملي تكتب : أكتوبر والنصر
لحظات النجاح والنصر لحظات لاتنسى من تاريخ الأفراد أو الجماعات والمجتمعات والدول ، وهي لحظات مفيدة ومهمة للغاية إذا ما استطاع الإنسان أن يستفيد منها .
ولايزال انتصار أكتوبر علامة فارقة ونجمة يزداد ضياؤها عاما بعد عام ، ونحتاج أن نفسر أسرار هذا الضياء ، فهذه ملحمة انتصار كان بطلها شعب وجيش ، حيث كان الشعب المصري يعيش أقوى لحظات الصمود ، فكانت الجبهة الداخلية متماسكة للغاية ، ولم يكن أحد يسمح للإشاعات أن تنال من وحدة الشعب ، وقد حاول الاستعمار الصهيوني زعزعة هذه الجبهة بمحاولات عديدة ، ولكن الشعب المصري كان في منتهى اليقظة .
وقد حاول الجيش الإسرائيلي تصدير تأثيرات نفسية ومعنوية على الجيش المصري ، من خلال التأثير على معنويات المقاتلين ، فقالوا عن الجيش الإسرائيلي ( الجيش الذي لايقهر ) ، وقالوا عن سد بارليف إنه سد منيع ولا تستطيع أية عسكرية في الوجود أن تحطم حصونه ، وقالوا عن أسلحة العدو ماقالوا من قوة ودقة وسرعة وتفوق ، بينما كان رجال القوات المسلحة المصرية تعمل في صمت ، وتعد للحظة النصر في سرية تامة ، وبخطوات واثقة .
فكان يوم العاشر من رمضان الموافق ليوم السادس من أكتوبر عام 1973 م هو موعد الأمة العربية مع النصر .
وكما وصف الشاعر المصري العظيم / علي عيسى لحظة انطلاق المعركة :
طرنا بأجنحة من الأقدارِ
كالموجِ كالطوفانِ كالإعصارِ
طرنا جميعا للجهاد كأننا
جنٌّ أغار بمارجٍ من نارِ
الأرض فيها من جهنم لحفةٌ
والبحر يقذف باللظى الموارِ
وكذا قال عبدالعزيز المقالح شاعر اليمن العظيم :
لا الليل في الضفة الأخرى ولا النذرُ
ولا الدماء كما الأنهار تنهمرُ
لا كل هذا ولا الدنيا بقادرةٍ
تصد جيشا دعاهُ الزحف والظفرُ
انطلقت الطائرات المصرية في تمام الساعة الثانية وخمس دقائق بعد الظهر ، ودمرت الأهداف كاملة في مفاجئة لم تعرفها العسكريات الحديثة حتى اللحظة .
واندفعت قوات الجيش المصري من غرب القناة لتعبر القناة في لحظات معدودة ، وبعد أقل من ثلاث ساعات كانت القوات المصرية بالآلاف على الضفة الشرقية لقناة السويس ، وكان صوت الجنود المنتصرين أعلى من صوت القنابل والمدافع ، وهم يرددون جميعا ( الله أكبر الله أكبر )
نعم كان إيمان الجيش بالله وبحقه في استرداد أرضه أقوى من كل أسلحة العالم .
كل أكتوبر ومصر منتصرة ورايتها أعلى الرايات .
اقرأ للكاتبة
إيمان الحملي تكتب : التطبيق لا الاستماع