سعيد العراقي يكتب : فتاوى السيستاني تمهد الطريق لبقاء السياسيين الفاسدين
مَنْ لا ينتخب القوائم الكبيرة لا ينصر الدين ، لا صوم و لا صلاة لمَنْ لا ينتخب القوائم الكبيرة ، زوجته تصير اخته مَنْ لا ينتخب القوائم الكبيرة ، هذه هي أبرز فتاوى السيستاني التي كانت وما تزال تصب في صالح السياسيين الفاسدين و قد حققت الأهداف المتوخاة من ورائها وهي تسلط السياسيين الفاسدين في حكم العراق و التلاعب بمقدرات العراق .
فبسبب الدور الكبير الذي لعبه الاعلام المنبطح للدولار و الدرهم و المسي في الوقت نفسه ، فكما صنع الاعلام من النملة ديناصوراً ، أيضاً صنع من السيستاني مرجعاً كبيراً رغم عدم امتلاكه مقومات المرجعية العلمية ذات الأسس الرصينة و الدعامات الفكرية و المعرفية .
فقد غرر الاعلام الفاقد لابسط مقومات المهنية و أسس المصداقية بالملايين من العراقيين و استخف بعقولهم و ضحك على ذقونهم فجعل من السيستاني فارس احلامهم المنتظر على أحر من الجمر ، والخيمة التي يستظل بفيئها جميع العراقيين ، مكر و خداع و كذب و افتراء صنعها الاعلام المغرض و نشرها في الوسط العراقي لكي تكتمل خيوط اللعبة فتنطلي شبهاتها على عقول السذج ، و المغرر بهم .
هكذا هي حقيقة مرجعية السيستاني التي تعمل بدهاء على حماية مصالحها و تنامي ثرواتها السحت الحرام .
فقد وجدت ضالتها في عقد التحالفات و البروتوكولات السرية تارة مع قادة الاحتلال ، و تارة أخرى مع كبار رموز الفساد في العراق ، وبعد مخاض عسير بين جميع الأطراف صدرت الأوامر من البيت الأبيض للسيستاني بضرورة دعم السياسيين الفاسدين في كل عملية انتخابية تجري في البلاد عبر اطلاق الفتاوى التي ظاهرها لمحاربة الفساد و الاقتصاص من الفاسدين و أما جوهرها لدعم الطبقة السياسية المفسدة .
و لكي تتم العملية بسلاسة و شفافية أكثر فقد جاءت اليوم فتوى المجرب لا يجرب وهنا توجد عدة استفهامات منها مَنْ جاء بالمجرب أصلاً حتى لا يُجرب ؟ .
مَنْ قدم الدعم اللوجستي للمجرب حتى مكنه من الوصول إلى دفة الحكم ؟ .
أليس السيستاني بفتاويه التي ما انزل الله تعالى بها من سلطان التي جلبت الخراب و الدمار و القتل و الهلاك لمختلف الشرائح الاجتماعية في العراق ، وبعد انتهاء مفعولها و كشف زيفها فقد لجأ السيستاني بمساعدة حلفائه الغربيين إلى كتابة قانون جديد لمفوضية الانتخابات الانتهازية يلعب دوراً مهماً في بقاء رموز الفساد في مناصبهم ، و يضمن لهم الفوز بهذه الدورة الانتخابية المقبلة بل وفي كل دورة انتخابية تشهدها البلاد مستقبلاً .
فهذا القانون يقضي بأن أصوات القوائم التي لم تتمكن من حصد الأصوات المطلوبة في سباق الانتخابات فإن أصواتها تمنح تلقائياً إلى القوائم الكبيرة التي استطاعت بلوغ العتبة الانتخابية فيقيناً أن أكثر من 40% من فوز القوائم تلك لم يكن بمجهودها بل يعود الفضل بفوزها إلى القوائم التي لم تتمكن من بلوغ تلك العتبة فخرجت من السباق خالية الوفاق و ساهمت بفوز غيرها وهذا ما يريده السيستاني من وراء قانونه الجديد الخاص بالانتخابات البرلمانية وهذا ما يحمل السيستاني المسؤولية الكاملة عما حلَّ بالعراق ، فبقانونه المجحف هذا فقد مهد الطريق لبقاء السياسيين الفاسدين في الحكم مدة أطول من خلال فتاويه المفخخة .
بقلم الكاتب و المحلل السياسي سعيد العراقي
اقرأ للكاتب :
سعيد العراقي يكتب : ماذا يريد المالكي من وراء زيارته للسيستاني و الفياض ؟