صيحات الحجاب.. حقيقة ضائعة ما بين الإسلام واليهودية

شيريهان أشرف -التلغراف : مخطئ من يعتقد أن الحجاب أمر مرتبط بالإسلام فقط، فعلى الرغم من وجوده في كافة العقائد والأديان السماوية، إلا أن التركيز على الحجاب يكون في المجتمعات الإسلامية أكثر من اليهودية والمسيحية، إلا مؤخرًا مع أعياد اليهود الأخيرة انتشرت العديد من الصور في المواقع العربية والإسرائيلية وعبر صفحات التواصل الاجتماعي لنساء يرتدين النقاب أو البرقع ويغطين جسدهن بالكامل في ملابس بيضاء أو سوداء وكأنها عربية مسلمة، ولكن الحقيقة أن تشابه الحجاب بين الإسلام واليهودية أمر قديم ذكر في العهد القديم مثلما ذكر في التوراة والقرآن.

وتناقلت بعض الآراء التي تفسر انه مع انتعاش سوق الموضة العالمية بعدة عواصم أوروبية وانتشار صيحات لنساء المحجبات العرب رسخ عدد من مصممي الأزياء ربطات طرح بشكل خاص تتماشي مع إسرائيل ورغبتها في السيطرة والتخلل في عقول العرب والمسلمين أجمع، وتناقلت اراء أخرى تناقض تلك السابقة، لتظل الحقيقة أمر ضائع لدى الكثيرون.

«النقاب.. زي اليهود المتدنيين والنساء في الجزيرة العربية»

10435110

 ولكن حيثما يكن اليهود «الحريديم»، تطبق الشريعة اليهودية بدقة بالغة، فالمرأة التي تمشي دون حجاب تتعرض للرمي بالحجارة، وتتشابه ملابس نساء تلك الطائفة مع نساء الدول الإسلامية المتشددة، بل إنهن يغالين في ارتداء الكثير من الملابس، أسفل النقاب، بدعوى عدم إظهار أي من تفاصيل الجسد.

أما التفسير الإسلامي للتشابه النقاب بين اليهود والمسلمين، فيأتي بسبب تعايش القبائل اليهودية في شبه الجزيرة العربية إلى ان جاء الإسلام وبدأ نقضهم للعهود و المواثيق مع الرسول عليه الصلاة والسلام و الحروب التي شنوها على النبس والصحابة فغادروا الجزيرة العربية وبقيت العادات التي اشتركت فيها المرأة العربية في الجاهلية مع المرأة اليهودية وبقيت بعض هذه العادات مشتركة ولم تتركها المرأة العربية وعلى رأسها النقاب .

«الاسبانش .. موضة الأفغان التي دخلت مصر وحجاب اليهود ف المعابد”

13450043_10206888847286398_806142073650560008_n 13506995_10206888838846187_8641963961728930667_n

اما عن الربطات التي انتشرت مؤخرًا في مصر ولدى الكثير من المحجبات والتي تعرف بـ “سبانيش” هي في الحقيقة ليس لها أي علاقة بإسبانيا لكنها ربطة يهودية قديمة، فقد كان اليهود في البداية جميعهم حريديم ومن ثم خرج الكثير من تلك الطبقة المتشددة وانتمى البعض منهم إلى الصهيونية والى تيارات يهودية أخرى، فكانت المرأة في ذلك الوقت تقوم بقلع الحجاب بشكل تدريجي فبعد ان كانت ترتدي النقاب ترتدي تلك الربطة التي تربط بيها الطرحة إلى الخلف ويغطي بجزء صغير منها الرقبة.

وتظل النساء اليهوديات في المعابد اليهودية لوقتنا الحالي يرتدين تلك الربطة، والتي تدعى لديهم بغطاء الشعر للمعبد، فالنساء غير المحجبات واللاتي يعملن في المعبد لا يجوز لهم الدخول دون ان يكون هناك تلك الربطة عليهم.

ويعود سبب انتشارها في مصر في السنوات الأخيرة الماضية إلى دخول الموضة الأفغانية الإسلامية إلى مصر والتي تتميز بالزي المطرز التقليدي لديهم بالإضافة إلى ارتداء عقد للرقبة وربط الطرحة الإسلامية بشكل طبيعي ولكن إلى الخلف حتي تستطيع المرأة ان تظهر ما لديها من مجوهرات، وفسرت تلك الظاهرة في مصر على ان خطوط الموضة الصهيونية بدأت ان تخلل في عقول الفتيات المصريات، على الرغم من ان الصهاينة المتشددين لا يشاركون في الخطوط العالمية للموضة لانهم يروا فيها خروج عن عادات دينهم والعهد القديم.

«التربون».. موضة الخمسينات تعود .. وزي اليهود المتمردين”

13466205_10206888852006516_6268209741436685681_n 13509021_10206888856206621_7414781340617555643_n

أما عن حقيقة «التربون» وتناقله في مصر من اليهود، فهي ايضًا حقيقة خاطئة فالتربون لم يعترف به اليهود سوى مؤخرًا في الثمانيات، حينما ظهرت حركة “ناطورى كارتا”، إحدى الحركات المعارضة، لتأسيس الدولة الإسرائيلية والفكر الصهيوني، والتي قررت التمرد على المجتمع اليهودي بكل ما فيه، فأخترع نساء تلك الحركة التربون ليكون بديل على الاسبانش والحجاب التقليدي ليظهروا تميزهم.

وانتشار التربون في مصر في السنة الأخيرة على وجه التحديد، جاء بسبب اعلان لندن في يوم الأزياء العالمي لعام 2014 ان خطوط الأزياء الخاصة بالخمسينات لابد أن تعود من جديد إلى الزي الغربي والعربي، فبدأ المصممون في البحث عن ما يرتدنه النساء في ذلك الوقت وكان التربون بديل للقبعة التي من الممكن ان ترتديه المرأة المحجبة لأنه يغطي الشعر ومن الممكن ان ترتديه غير المحجبة بدلًا من القبعة.

شكرا للتعليق على الموضوع