فاو: جنوب السودان تنتظر “كارثة الجوع”

قالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، إن ملايين الأشخاص الذين يواجهون خطر الجوع في جنوب السودان سيواجهون كارثة في حال أدى تجدد أعمال العنف إلى توقف عملية السلام الهشة.

ودعت المنظمة إلى الهدوء وإحلال الاستقرار وحذرت من أنه إذا لم يتم الالتزام بالسلام فإن التكلفة البشرية للقتال في جوبا ستتفاقم بسبب زيادة الجوع في أنحاء البلاد.

وأظهرت آخر التقييمات التي نشرت الشهر الماضي أن جنوب السودان يعاني من صعوبات كبيرة، حيث أن أكثر من 4.8 مليون من سكانه يعانون من نقص حاد في الأمن الغذائي، كما أن معدلات سوء التغذية كبيرة. وتوقع التقييم حدوث نقص خطير في الغذاء خلال الأشهر المقبلة، وحذر من خطر حدوث أزمات جوع في أجزاء من البلاد.

وصرح ممثل منظمة الفاو في جنوب السودان سيرج تيسوت: “في جوبا التي لم تشهد مثل هذا المستوى من العنف منذ سنوات، يبدو أن الهدوء الهش يسود، ولكن حالة من الغموض تهيمن على المدينة، كما توقف وصول الامدادات إلى سوق الغذاء”.

وأضاف “رغم أننا نأمل في استمرار الهدوء، إلا أن العنف قد يندلع مرة أخرى. وفي حال تعثر عملية السلام الهشة، فإن عواقب ذلك ستعم البلاد، والوضع السيء حالياً الذي يعاني فيه أكثر من نصف السكان من انعدام الأمن الغذائي، قد يصبح أسوأ”.

بدوره أكد المدير العام لمنظمة الفاو جوزيه غرزايانو دا سيلفا، على أهمية “عودة الاستقرار واستمرار عملية السلام للسماح باستمرار الانتاج الزراعي وإعادة فتح الأسواق”.

وقال إن “سكان هذه الدولة الأصغر عمراً في العالم لا يمكنهم تحمل المزيد من الاضطرابات. وعلينا أن نتذكر أن السلام والأمن الغذائي هما وجهان لعملة واحدة، وهما العاملان اللذان يحركان التنمية والازدهار. ومستقبل البلاد يعتمد على التزام سكان جنوب السودان الأكيد والدائم بالسلام الآن”.

خلال أعمال العنف التي اندلعت الأسبوع الماضي، تعرضت مخازن منظمة (الفاو) في جوبا للنهب، وجرت سرقة مخزونات إمدادات رئيسية مثل الحبوب والأدوات التي كانت مخصصة لمساعدة من يعانون من انعدام الأمن الغذائي في أنحاء البلاد في إنقاذ سبل معيشتهم. وتعمل المنظمة حالياً على تقييم الحجم الكامل للخسائر.

وقال تيسوت “رغم أن مكاتب الفاو في جنوب السودان لا تزال تعمل، فإن مواصلة تقديمنا للدعم للأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدة يتطلب توفير المزيد من الموارد الإضافية للتعويض عن المخزونات التي نُهبت”.

وأضاف أنه “في الظروف المعتادة من المفترض البدء في الحصاد الرئيسي لمحاصيل الذرة الصفراء والسرغوم خلال أسابيع قليلة، كما من المفترض البدء بزرع الموسم الثاني خلال نفس الفترة. وستؤثر كيفية القيام بهاتين العمليتين بشكل كبير على الأمن الغذائي على المدى القصير والطويل”.

وتعتبر الاشتباكات التي وقعت مؤخرًا بين قوات المعارضة وقوات الحكومة الأعنف التي تشهدها جوبا منذ توقف الحرب الأهلية في البلاد في اغسطس 2015 بعد عامين من اندلاعها.

شكرا للتعليق على الموضوع