أشرف ابوعابدة يكتب :أمن إسرائيل في لقاء الحمائم

بقلم د. أشرف ابوعابدة

اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، جاء بعد انقطاع دام لأكثر من عام على أخر لقاء بينهما و أربع شهور على أخر إتصال بينهما، على اثر توقيع الاتفاق النووي مع ايران.
وجاء نتنياهو في بداية اللقاء ليقول انه لايزال ملتزما بحل الدولتين لشعبين، وأنه يؤكد على أن إسرائيل لم تتخلى عن أملها بالسلام. وهذا ما يظهر بوضوح مراوغة روؤساء حكومات الاحتلال المستمرة، فهم يقولون بأنهم مع عملية السلام ومشروع حل الدولتين في حين يتم التراجع عن ذلك وهذا ما اكدته التجربة السياسية مع قادة الاحتلال؛ فقد أكد نتنياهو سابقا في اكثر من تصريح ولقاء تلفزيوني انه لن يسمح بقيام دولة للفلسطينيين وبالإضافة إلى، إستمرار حكومته في فرض وقائع جديدة على الأرض من خلال الاستيطان وقتل وتهويد المقدسات الاسلامية والمسيحية، وكل ذلك يصب في تقويض مشروع حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967، وهو يتناقض مع ما تحدث به نتنياهو في لقائه.


فإسلوب خداع الإحتلال الإسرائيلي واضح لكل متابع ، وأن ما قاله نتنياهو ما هو إلا رسالة موجهة للرأي العام الامريكي وللجاليات اليهودية واللوبي الصهيوني في امريكا والدول الغربية، لإقاف موجة التعاطف مع الفلسطينيين في ظل الأحداث والمستجدات الجارية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ضد الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة، والاعدامات التي ينفذها جيش الإحتلال الإسرائيلي والمستوطنين من ناحية، وتحميل الفلسطينيين المسئولية الكاملة عن توقف العملية السلمية، من جانب آخر.
أما قول الرئيس الامريكي بحق وواجب إسرائيل الدفاع عن نفسها ضد الإرهاب الفلسطيني، وهو بذلك يوجه رسالة للفلسطينيين بأنه يقف الى جانب دولة الاحتلال وأنه لن يتخلى عنها، ويعلن تأييده المطلق لكل الاجراءات التي يقوم بها الاحتلال. والأهم من ذلك أن الشعب الفلسطيني إرهابي بكل مكوناته من مواطنين وفصائل، ويضع الشعب الفلسطيني في تصنيف الإرهاب.
والجدير ذكره هنا انه حتى هذه اللحظة لا يوجد مفهوم مجمع عليه بين علماء السياسة او القانونيين لتوصيف ظاهرة الارهاب وتاريخ ظهوره، وهناك خلط واضح بين مفهوم الارهاب وبين انشطة حركات التحرر وحق الشعوب في تقرير مصيرها واستقلالها، واحترم المجتمع الدولي حق المقاومة الشعبية للاحتلال وعدم السماح للدول والانظمة المستعمرة ان تتذرع بمواجهة الارهاب في القضاء على هذه الحركات وابادتها. واصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 2672 عام 1970 والذي يشجب انكار حق تقرير المصير .
ويقول أوباما أيضا إن الوضع الأمني في الشرق الأوسط يتدهور، وأمن إسرائيل هو على رأس سلم أولوياتي، ونريد أن نضمن أن تكون إسرائيل قادرة على الدفاع عن نفسها، وهنا يربط بين حالة العنف المتزايد في بعض الدول العربية وما يجري في الاراضي الفلسطينية من انتفاضة شعبية ضد جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين، وبأنها ارهاب يجب محاربته والقضاء عليه، وكأنه يقول بأن الفلسطينيين لا يملكون الحق في الدفاع عن انفسهم، ويتغافل ،بنفس الوقت، عن قول وزير الحرب الإسرائيلي موشية يعلون بأنه ليس لدينهم القدرة على محاسبة أو محاكمة قتلة عائلة الدوابشة من المستوطنين في نابلس والتي راح ضحيتها الاب والام والابن. وكأن أوباما يؤكد المقولة القائلة “بأن إسرائيل ولاية امريكية”
وأرى أن هذا القاء له عدة أهداف منها: الحفاظ على القاعدة الأمريكية -إسرائيل – في قلب الشرق الاوسط هي الأقوى في ظل الظروف الاقليمية المحيطة والتدخل الروسي القوي في المنطقة، وزيادة قدرتها العسكرية والمادية من خلال زيادة المساعدات الأمنية السنوية الأمريكية لإسرائيل، أولاً، وثانياً، بعث رسالة لليهود في أمريكا بأن حزب أوباما الديمقراطي هو الأجدر بالبقاء في الحكم لتقديمه المساعدات لإسرائيل ووقوفه الى جانبها في أزماتها وذلك مع اقتراب انتهاء فترة ولايته الثانية.
بالإضافة الى، إيصال رسالة الى دول الاتحاد الاوروبي وشعوبها بأن الإسرائيليين يرغبون في السلام لكن الجانب الفلسطيني يرفض، وذلك لتخفيف ضغط المقاطعة الاقتصادية لمنتجات المستوطنات في الاتحاد الاوروبي وبالذات بعد صدور قرار بوسم منتجات المستوطنات وتمييزها.

شكرا للتعليق على الموضوع

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *