محمد النقلى يكتب : إصطباحه ” هل ” الأحرار ” كانوا .. أحراراً ؟” إختزال الحُلم .. وتثبيت الأوتاد ( 4 )

 لم تلبث سنوات ” الحُلم ” أن تحولت إلى سنوات .. ” تثبيت الأوتاد ” حيثُ إنهار ” الحُلم “.. أمام ” الغوايه ” .. غواية شيطان السلطه .. ولم تصمُد لتحمي حُلمها المتمثل في جوهر وشرعية “يوليو1952 ” .. تنازل المصريون عن طيب خاطر ، وبإختيارهم عن حُلم ” دولة المصريين ” .. في مقابل “مشروع سلطة يوليو ” .. ذلك المشروع الذي تمحور حول سلطة الفرد .. القائد .. المُلهِم .. وما الناس إلا .. رعايا تلك السلطه .. لا شركاء حكم .. ولكن .. كيف تم .. تثبيت الأوتاد ؟ .. و كيف .. و لماذا إختّزّل المصريون حلمهم  في مشروع حُلم وسلطة ” الفرد ” .. ؟

  تخلصت ” الحركه المباركه ”  كما سبق وأشرنا .. من ” رفقاء ” الحركه الذين نادوا بعودة ” الأحرار ” إلى ثكناتهم ، وتسليم السلطه إلى المدنيين .. كما تم القضاء على جميع الأحزاب .. وتم إيقاف العمل بدستور 1923 ، كما تم حظر جماعة ” الإخوان “ – الذين أُكلوا يوم أُكل الثور الأبيض – حيث كانوا أول من هلَّل للحركه في إنهائها لعمل تلك الأحزاب ..       

ولنذهب إلى أحد ” الأحرار ” وهو السيد/ حسين الشافعي .. لنرى ماذا يقول في ذلك .. من خلال حواره في إحدى حلقات برنامج “شاهد على العصر” (الحلقه 6 بتاريخ 30/10/1999) 

 عندما واجهه الإعلامي / احمد منصور .. بأن الثوره قضت على مناهضيها ، ومخالفيها .. واحداً تلو الآخر ..

ماذا قال السيد/ حسين الشافعي ؟ قال .. “هذه الثورة فلك ، فعندما تظهر الشمس لا يظهر شيء آخر في الأفق ، وهذه ظاهرة ، كل من يريد السير في العمل السياسي  لابد أن يدرك أن هناك فلك ، إمّا أن يتوافق معه أو يصطدم به..  

 وفي موضع آخر من نفس البرنامج ( الحلقه 7 بتاريخ 6/11/1999 ) قال .. نحن لا نتخلص من أحد ، نحن نثبت الثورة التي قمنا بها ، وعندما قاطعه المحاور .. قائلاً .. أنتم ثبتموها بالتخلص من الآخرين ؟ ..  رد سيادته قائلاً .. إذا كان الآخرون معارضين ، ويُعتَبرون عقبة ، لابد أن نتخلص منهم ، وإلا لماذا قمت بثورة ؟ ..   رد عليه الرجل قائلاً .. كي تحافظ على الناس ، وليس إبادتهم ! .. والعجب .. كل العجب كان في الرد .. قال سيادته .. عندما تقوم بثورة ، إفعل ما تريد !!  .. إنتهى .

  هكذا .. كان نهج .. ومنهج  ” الأحرار ” .. في ” تثبيت الأوتاد ” – كما عبر عنه  السيد/ حسين الشافعى – متخذين من  ” الميكيافيلليه ” في ذلك .. نبراساً و سبيلا .. معتبرين ” الحركه ” .. فلك .. لابد للكل من الدوران فيه .. وفقاً لقوانينه .. وإلا .. سيكون الإصطدام .. ومن ثم .. الهلاك !!

  وهكذا .. تم التأسيس لسلطة وحكم ” الفرد “.. لأمةٍ ..  إختَزَلت حلمها بيدها .. لشعبٍ غَيَب نفسه .. بنفسهِ .. ذلك الشعب الذى لطالما أعلن بتظاهراته .. مراراً وتكراراً عن حنقه وغضبه من إساءة إستخدام التعدديه السياسيه في العهد الملكي .. يقدم إستقالته من ممارسة السياسه والحكم على طبقٍ من ذهب ” للأحرار ” !! .. ويقوم بتجفيف و تجريف كامل للعمليه السياسيه برُمتِها .. ويسعى برغبته إلى قبول الصوت الواحد !!

 ما أروعك أيها ” الكواكبى “.. كم كنت حصيفاً .. حينما قُلت ..

 ” خلق الله الإنسان حراً .. قائده العقل ..  فأبى إلا أن يكون عبداً..  قائده الجهل ” .. وكإنك كنت هناك .. ترصد حال تلك السنوات .. وتصف أصحابها .

” والحديث موصول .. مالم يُكتب للعمر إفول “

” إستقيموا يرحمكم الله “

بقلم / محمدعلي النقلي

Elnokaly61@gmail.com

الجزء الاول من المقال

 الجزء الثانى من المقال

الجزء الثالث من المقال

شكرا للتعليق على الموضوع