3 أسباب وراء انتشار رحلات رصد «الشهب» في وادي حيتان والريان
سيكون أمرًا ساحرًا إن توفرت لك الفرصة لأن تقضي ليلة مظلمة دون إضاءة وبعيدًا عن تلوث المدن، وأن تشاهد عرضًا سماويًا تتساقط فيه زخات الشهب كأنما هي عرض ألعاب نارية أو نبوءات لونية جميلة، فأن ترفع بصرك للسماء في ليلة صافية من ليالي أغسطس وسبتمبر لترى شهب تسبح في السماء هو أمر جنوني ورائع.
لذلك نظمت الجمعية المصرية لعلوم الفلك وغيرها من الشباب المعني بشئون الفلكية، عدة رحلات خلال الشهر الجاري وأخرى ستنظم في مطلع سبتمبر إلى الصحراء البيضاء بالواحات، ووادي الحيتان ووادي الريان بالفيوم؛ لرصد سقوط شهب البرشاويات، التي يبلغ معدل سقوطها 50 شهابا في الساعة الواحدة تقريبًا، ويمكن ملاحظتها بالعين المجردة بعد منتصف الليل حتى بزوغ الفجر.
ويتابع هواة الفلك في أماكن عدة حول العالم ما يسمى بمهرجان الألعاب النارية السماوية أو “الزخات الشهابية” خلال أغسطس وسبتمبر، حيث شهدت مصر ذروة الزخات الشهابية في الأيام الماضية، ليظل التساؤل لماذا تكثر الشهب في الوقت الحالي ولم يكن موجود خلال السنوات الماضية.
وإليك الأسباب العلمية الحقيقية وراء ذلك:
أولًا: هناك مذنب يدعى “Swift-Tuttle” والمعروف عربيا بمذنب “سويفت تتل” وذلك المذنب يدور حول الشمس مرة كل 133سنة، ويحتوي ذلك المذنب على ديل يتكون من المواد التي يتركها المذنب وراءه بسبب سرعته وهي مواد معدنية زي الماغنيسيوم والصوديوم، وغبار وثلج، وحقيقة الأمر أن ذلك المذنب يتقاطع مع مدار الأرض في نهاية شهر اغسطس وبداية سبتمبر بعد كل 133 عام.
ثانيًا: تحاول الكرة الأرضية جذب الحطام الصغير الذي تركة المذنب والتي تكون عبارة عن قطع صغيرة في حجم الحصى، وحين دخولها إلى الغلاف الجوي تتعرض لاحتكاك شديد بالهواء وبالتالي ترتفع درجة حرارتها وتصل إلى 1600 درجة مئوية وهو ما يجعلها تحترق في السماء وعلى بعد قريب يجعل المشاهدين يروها.
ثالثًا: يعتبر لون الشهاب مؤشراً لمكوناته فذرات الصوديوم تعطي للشهاب لوناً برتقالياً أو أصفراً، والحديد يعطي اللون الأصفر، الأزرق المخضر من الماغنيسيوم، الأحمر من السيليكون، ويضفي الكالسيوم لوناً بنفسجيًا بعض الشيء، ولكثرة الكالسيوم في الغلاف الجوي تلك الأيام فتكون باللون البنفجسي.