صور “استفزازية” لميليشيات إيران وسط الدمار بداريا السورية
أثارت صور لـ”صلاة جماعية”، وسط الأنقاض في داريا، لميليشيات أجنبية موالية للقوات الحكومية السورية غضب ناشطين، اعتبروا أن الخطوة تأتي في سياق مخطط التغيير الديمغرافي للمدينة، الذي بدأ بـ”تهجير” سكانها بعد أكثر من 4 سنوات من الحصار والقصف والغارات.
وتظهر الصور مقاتلي إحدى الميليشيات، وهم يؤدون الصلاة على أطراف الجهة الجنوبية للمدينة وتحديدا قرب ما قالوا إنه “مقام السيدة سكينة”، ومن حولهم الدمار الناجم عن القصف والغارات.
وقال الناشط الإعلامي مصطفى الداراني لـ”سكاي نيوز عربية”: إن صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي موالية للميليشيات التي تقاتل في سوريا نشرت هذه الصور، مؤكدًا صحتها “بنسبة 90 في المئة”.
ودلل الداراني على صحة الصور بقوله إن الميليشيات التي تقاتل في سوريا، ومعظمها إيرانية أو مرتبطة بطهران، كانت تتذرع بحماية مقامات لتبرير تدخلها في النزاع السوري ضد المعارضة واستقطاب المقاتلين من خلال العصبية المذهبية.
ووصف الصور، التي لم يتسن لـ”سكاي نيوز عربية” التأكد من صحتها من مصدر مستقل، بـ”الاستفزازية والطائفية”، قائلا إنها تنقل رسالة من الميليشيات مفادها أنها “انتصرت وعادت لتسكن داريا، وذلك في إطار تغيير ديموغرافي لأوضاع المدن السورية”.
وظهرت هذه الصور بعد أكثر من أسبوع على “إفراغ” داريا، وهي واحدة من أوائل المدن السورية التي شهدت مظاهرات مناهضة للرئيس السوري، بشار الأسد، عام 2011.
وبعد تحول المظاهرات السلمية إلى نزاع مسلح بسبب لجوء القوات السورية للعنف لقمعها، تعرضت المدينة الواقعة على مسافة بضعة كيلومترات جنوب غربي دمشق، لحصار خانق وقصف استمر لـ4 سنوات.
وأواخر الشهر الماضي، توصلت الحكومة السورية مع المعارضين في داريا، وبدون رعاية من الأمم المتحدة، إلى اتفاق على ثلاث مراحل، تم بموجبه إخلاء المدينة بالكامل من المدنيين والمقاتلين.
ووصفت دمشق اتفاق داريا بأنه “عفو” ضمن جهودها لإجبار جيوب المعارضة حول المدن الكبيرة على الاستسلام، فيما وصفته الجامعة العربية بـ”التغيير الديموغرافي” الذي سيرتب أوضاعا يصعب محوها على مستقبل سوريا وشعبها كبلد موحد.
ولم تعلن الحكومة السورية عن خططها تجاه المدن الخالية، فبينما ادعت أنها ستبدأ عملية لإعادة إعمارها، انهالت الصور على مواقع التواصل الاجتماعي لتظهر مقاتلي الميليشيات الموالية لها وهم يجوبون في شوارع داريا حول الأنقاض.