محمد النقلى يكتب : إصطباحه” 1977 ” (1)
مقدمة التلغراف
كثر الحديث هذه الايام وبعد المبالغة فى ارتفاع الاسعار ، عن حال مصر ابان رفع الاسعار فى يناير 1977م ، وماحدث من ثورة عارمة من الشعب المصرى ، قال عنها الرئيس انور السادات حينها انها ” انتفاضة حرامية ” ، مما اثار عليه الكثير من المفكريين والسياسيين وغالبية افراد الشعب المصرى ، وربما كانت هى ” قشه البعير ” التى اودت بحياته فيما بعد ، ويعاود المسئولين الان الحديث عن ” 1977″ كعام فيصلي فى حياة المصريين .
الكاتب الاستاذ محمد النقلى تناول بالشرح والتحليل – قبل حديث المسئولين – الاحداث التى ادت الى الوصول لما حدث العام ” 1977 ” ، ومابعدها من احداث .
نشرت ” التلغراف ” للكاتب سلسلة من المقالات تناولت احداث ” 1977 ” بداءها بمقاله الذى نشر فى 23 يونيو 2016 م .
واليوم ومع تسلسل الاحداث ، وبناء على طلب العديد من قراء ” التلغراف ” نعيد نشر سلسلة مقالات الكاتب عن احداث ” 1977 ” .
المقال الاول فى سلسلة ” 1977 “
إذا كنت من الذين يصعُب تغيير وجهة نظرهم في أمرٍ ما ، ويعتقدون إن وجهة النظر تلك .. أقرب إلى العقيده ، فلا تقرأ هذا المقال .. وقبل أن تتهمني “بالخطأ”.. تذكر أن “صوابك” ليس إلا مجرد وجهة نظر .. ولنبدأ ..
أحس بآلامٍ في أنحاءٍ متفرقه من جسده ، وكعادته .. لم يبالي بها في بادئ الأمر .. معتقداً بأنه سيتعافى منها سريعاً كعهدهِ بها في المراتِ السابقه ، مبرراً ذلك بما قام به من أعمال أرهقته كثيراً في الأونه الأخيره ، ولكن .. لم تلبث أن عاودته تلك الألام .. ولم تبارحه هذه المره .. فقرر أن يواجه الأمر ويتصل بصديقه الطبيب ليحدد موعداً و .. يطمئن .
” لا تقلق .. الألام التي تعاني منها منذ فترة ، ماهى إلا “عرضٌ” .. “لمرضٍ” ليس بالخطير .. ولكن يجب الحذر التام .. ” هكذا طمأنه صديقه الطبيب بعد أن إطلع على نتيجة التحاليل والأشعات التي سبق وأن طلبها منه ، وأوصاه بإتخاذ بعض “التدابير” و “الإجراءات” والتي من شأنها أن “تخفف “من آلامهِ ، وحتماً .. سيحتاج يوماً إلى إجراء “عمليه جراحيه” للتحلص تماماً من مصدر وسبب الألام ..
مضى الرجل إلى حال سبيله ، وللحق .. حاول أن يتخذ “بعض” التدابير والإجراءات والتي أوصاه بها صديقه الطبيب .. ولكن لم يلبث أن تراجع عنها بعد فترةٍ قصيره ، متعايشاً مع آلامهِ .. والتي بمرور الزمن ، لم تصبح مجرد آلاماً .. ولكنها أصبحت .. أزمه .
تلك المقدمه تتشابه إلى حدٍ ما مع ما حدث في النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضى ، وتحديداً في مطلع عام 1977 ..
كانت مصر قد خرجت لتوِها من معركتين في 6 سنوات 1967 و 1973 وكان إقتصادها في تلك الفتره .. “إقتصاد حرب” ، ولم يكن هناك أى فرصه لتحقيق أى تنميه ، وقد سبق تلك الفتره حصار إقتصادي دولي طويل قادته الولايات المتحده الأمريكيه على النظام السياسي بمصر وقتها ، لإسبابٍ لسنا بصددِها الأن ، بإختصار .. خرجت مصر من تلك الفترة والحال كالتالي .. أرض لم تحرر بالكامل ، إقتصاد مهترئ تماماً ، خطط تنميه توقفت تماماً منذ أواخر الخمسينيات والوحده مع سوريا .. ناهيك عن عملية خروج ، أو على الأصح ” هروب” رؤوس الأموال منذ قيام ثورة يوليو 1952 ، وتكفل النظام السياسي بتأميم المتبقي منها .
هكذا كان حال مصر في أعقاب حرب إكتوبر 1973 .. وبناءاً على ذلك كان في إنتظار النظام السياسي وقتها معارك أخرى لاتقل أهميه عن تلك التي خاضها عام 1973 ، أولاها .. تلك المتعلقة بإستكمال تحرير الأرض ، وثاني تلك التحديات هى معركة البناء والتنميه ..
فماذا فعل الرئيس الراحل ” أنور السادات ” لمواجهة تلك التحديات .. ؟ هذا ما سنتناوله في مقالنا القادم بإذن الله .
” والحديث موصول .. مالم يُكتب للعمر أفول “
” إستقيموا يرحمكم الله “
بقلم .. محمد علي النقلي
تابعونا : الجزء الثانى