المكانة الدينية والتاريخية لمكة المكرمة

لعل ما يؤكد فضل مكة المكرمة، وفضائلها ومميزاتها، وفضل الصلاة فيها، ما ورد عن الرسول صلي الله عليه وسلم من أحاديث شريفة، تؤكد المكانة العالية لها، ومنها ما ثبت عن النبي صلي الله عليه وسلم، قوله :”صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من صلاة في مسجدي هذا بمائة مرة”، رواه أحمد وابن حبان بإسناد صحيح.

ومن فضائل مكة، أنه يحرم استقبالها واستدبارها عند قضاء الحاجة، دون سائر البقاع، لقوله صلى الله عليه وسلم :” لا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول ولا تستدبروها ولكن شرقوا أو غربوا”، متفق عليه،  ومن فضائلها أن الله أخبر أنها أم القرى، فالقرى كلها تتبع لها، ومن فضائلها أنها قبلة لأهل الأرض كلهم، فليس على وجه الأرض قبلة غيرها.

وشد الرحال إليها، بالحج فرضاً على كل مسلم، بخلاف غيرها من البقاع، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :” والله إنك لخير أرض وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني خرجت منك ما خرجت”. رواه أحمد والترمذي.

واختار الله البلد الحرام لنبيه، صلى الله عليه وسلم، وجعله مناسك لعباده وجعله حرماً آمناً، لا يسفك فيه دم، ولا تعضد به شجرة ولا ينفر صيده، ولا يختلى خلاه، وجعل قصده مكفرا لما سلف من ذنوب في حق من لم يرفث ولم يفسق.

فلو لم تكن مكة خير البلاد وأحبها إليه أن جعل منها مناسك لعباده فرض عليهم قصدها، وأقسم بها في كتابه في موضعين.

وورد في حرمة مكة المكرمة أدلة كثيرة، منها ما ثبت عن الرسول، صلى الله عليه وسلم، أنه قال : “إن مكة حرمها الله تعالى ولم يحرمها الناس ولا يحل لأمريء يؤمن بالله واليوم الآخر، أن يسفك بها دماً أو أن يعضد بها شجرة، فإن أحد ترخص لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقولوا له : ” إن الله أذن لرسوله صلى الله عليه وسلم، ولم يأذن لك وإنما أذن لي فيها ساعة من نهار، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس وليبلغ الشاهد الغائب”. متفق عليه.

وكالات

شكرا للتعليق على الموضوع