تشويه «قبة جامعة القاهرة» ما بين تهويل «فيس بوك» وحقيقة التهالك

عرفت بقبة الزعماء والرؤساء، فهي المنبر الذي لجأ إليه رؤساء دول وزعماء لإلقاء كلمتهم التي يبتغون توصيلها لشعوب العالم، بدأها عبدالناصر مرورا بالسادات ومرسي والسيسي، ومن زعماء العالم الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك، والأمريكي الحالي باراك أوباما، والملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين والتركي رجب طيب أردوغان.

ويعود تاريخ قبة جامعة القاهرة إلى عصر الملك فؤاد في 7 فبراير 1928، حيث تم وضع حجر أساس مبنى إدارة الجامعة، وبعد الانتهاء من بناء حجرات الطابق الأرضي في يناير 1934، بدأ بناء القبة، والانتهاء منها في العام 1935 حيث شيدت على مساحة 3160 مترا، وهي مغطاة بالنحاس، لذلك سميت بالقبة النحاسية، ويصل قطرها لـ46 مترًا، وارتفاعها 75 مترا، ووزنها 2000 طن.

ومؤخرًا تداول الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، صور ترصد مدى التدهور الذي لحق بقبة الجامعة الشهيرة، وذلك من خلال الحاق مواسير التكيفات العملاقة التي سدت نوافذ القبة وشوهت شكلها الخارجي بصورة كاملة، كما رصد بعض الطلاب صور ترصد كثرة المخلفات على السطح الخارجي للقبة مما يجعلها أقرب إلى «مقلب القمامة».

وقد أحدث تلك الصور جدل في كافة المواقع الاجتماعية، بعد انتقاد الكثيرون لما يحدث في القبة وبخاصة انها رمز تاريخيا لعصر التنوير والتعليم في مصر، كما خصص البرلمان المصري احدى جلساته لمناقشة ما حدث، في الوقت الذي طالب فيه بعض البرلمانيين من رئيس الجامعة أن يوضح حقيقة الأمر وإلا سيتم استجوابه.

ولم يقف رئيس جامعة القاهرة جابر جاد نصار، أمام ما يحدث صامتًا، فقد كتب عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، أن ما يتم تداوله على المواقع فيه معلومات مغلوطة عن عملية تغيير وحدات تكييف القبة، ويروج البعض أن ثمة إضافات أو تغييرات لمجاري مواسير التكيفات المركزية بالقبة وهو أمر غير صحيح على الإطلاق”.

وتابع رئيس جامعة القاهرة: هذا التغيير اقتصر على ذات المسارات والمواسير ومسارات ومسالك التكييف المركزي المحددة منذ ستينيات القرن الماضي دون زيادة سنتيمتر واحد، وهذه المسارات الموجودة سلفا كانت مغطاه بنفس لون حجر القبة ولذلك لم يلاحظها أحد، وهو الأمر الذي سيتم في خلال الأيام القادمة.

وأكد نصار أن عملية الاحلال كانت مقررة منذ أكثر من عشر سنوات،  نظرًا لتهالك أجهزة التكييف وخطورة الاعتماد في تكييف القاعة على الوحدات المنفصلة حيث لم تكن فاعلة وتتعرض للانفجار نظرا لاتساع القاعة وهو ما يعرضها لخطر الحريق.

وفي تصريح خاص لـ«تلغراف»، قال دكتور محمود سلمان، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن تغيير المسارات الخاصة بالتكيفات في القبة أمر لم يحدث من قبل، ولكن رئيس الجامعة دكتور جابر نصار قد أكد ان تلك المسارات كانت موجودة سابقًا ولكنها كانت ملونة بنفس دهان القبة فلم يلاحظها احد، مشيرًا إلى أن الأيام المقبلة سوف تظهر حقيقة الأمر من عدمه.

وتابع سلمان، إذا تأكد حقيقة الأمر وكانت هناك تشويه للقبة فلابد أن يتم وقف الأمر وعودة الأمر كما كانت من خلال ترميم مكان تلك الفتحات والبحث عن طرق اخرى تمكن من تغيير نظام التكييف الخاص بالقبة بما يتناسب مع ما موجود حاليًا من خلال عدم تشويه القبة لأنها رمز تاريخي لمصر بأكملها بل والعالم العربي.

تشويه قبة جامعة القاهرة
تشويه قبة جامعة القاهرة

شكرا للتعليق على الموضوع