زغلول وهبة صائد الطائرات بحرب أكتوبر: ميدالية الفانتوم أغلى المقتنيات في حياتي

“ممسكا بين يديه ميدالية لقوات الدفاع الجوي.. السلاح الذى كان يخدم به خلال حرب أكتوبر 1973.. تظنها للوهلة الأولى ميدالية عادية.. ولكنه يعتبرها من أغلى المقتنيات التي حصل عليها في حياته.. والسبب يمكن في المادة المستخدمة في صناعة تلك الميدالية.. فهي مصنوعة من حطام طائرة الفانتوم التي قامت القوات المصرية بإسقاطها خلال حرب أكتوبر 1973″.. أنه الجندي المقاتل زغلول وهبة أحد أبطال حرب أكتوبر 1973 رامي صواريخ الكتف الاستريلا”.

بدأ الجندي المقاتل زغلول وهبة حديثه بمقتطفات من خطاب النصر الذى ألقاه الرئيس الراحل محمد أنور السادات بعد الانتصار في حرب أكتوبر 1973، حيث قال “سوف يجيئ اليوم الذى نجلس فيه لنقص ونروي فيه ماذا فعل كل واحد منا في موقعه وكيف حمل كل منا أمانته وأدى دوره وكيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأمة في فتره حالكة يحملون مشاعر النور لتضيء الطريق حتى تستطيع أمتهم أن تعبر الجسربن اليأس والرجاء”.

ويقول الجندي المقاتل ان مؤهلاتة إنه كان رامي صواريخ الكتف، موضحا أنه كان مكلفًا كحكمدار موقع رقم 3 من الفصيلة رقم 39 ومن السرية الثالثة من الكتيبة 523 دفاع جوى، ونجح في إسقاط طائرتين للعدو الإسرائيلي من طراز “سكاي هووك” الأولى بمنطقه الجفرة بالسويس يوم 30 يونيو 1970، والثانية يوم 10 أكتوبر 1973 بمنطقه أبو حماد بجوار مطار ابو حماد بقرية ” الأسدية”، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الشرق الأوسط.

ويروى الجندي المقاتل الحاصل على شهادة شكر وتقدير لاشتراكه في حرب أكتوبر 1973، وكان من ضمن الطلائع الأولى التي عبرت القناة، حاملا شعار النصر لمصر أو الشهادة في سبيل الله والحق والوطن، ليستحق أن يكون بطلا من أبطال العاشر من رمضان سنة 1393 هجرية، إسقاطه للطائرة الأولى “سكاي هوك” في 30 يونيو 1973، موضحا أنه في ذلك اليوم قام الطيران المعادي بغارة مكثفة من 8 طائرات “فانتوم” و”سكاى هوك” على مستودعات الجيش الثالث ومخازن الذخيرة والتعيينات بمنطقة الروبيكي، موضحًا أنه بعد انتهاء الغارة انتشرت الطائرات على ارتفاع منخفض، وخلال عودتها شاهد طائرة “سكاي هوك” وهى في اتجاهها للسويس، وهنا قام بتجهيز نفسه معنويا للاشتباك مع هذا المعتدى للانتقام منه، وقام بإطلاق أول صاروخ له في حياته العسكرية ليسقط بها إحدى طائرات العدو، وقيام اللواء السادس بأسر الطيار الإسرائيلي بعد هبوطه بالبراشوت.

ويقول: ” فوجئت بزملائي بالموقع يقفزون فوقي ويباركون لي على إسقاط الطائرة، حيث شاهدوا الصاروخ وهو يدخل في فتحة العادم للطائرة “سكاي هوك” وتسقط على مسافة 4 كيلو مترات”.

ويضيف..” في صباح اليوم التالي من الهجوم واسقاط الطائرة “سكاي هوك” وبعد وصولنا للموقع وفى نحو الساعة العاشرة صباحا فوجئنا بقدوم عدد من سيارات الجيب للموقع.. وكان اللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث ومعه مجموعة من قادة الجيش الثالث لمقابلتي ويباركون لي على ما قمت به من عمل جيد بإسقاط طائرة للعدو”.

وأوضح “قام اللواء عبد المنعم واصل باحتضاني كوالدي ويشجعني بكلمات لن أنساها على مر السنين وإعجابه بشجاعتي وقوة رد فعلى لهجوم العدو”.

وأضاف أن يوم 30 يونيو 1970 يعتبر أجمل واغلي أيام حياتي ولم ولن ينساه بكل لحظاته، حيث تمت ترقيته بعد ذلك للرتبة الأعلى وهى رتبه “عريف مقاتل”.

وأكد أنه من “أصعب الذكريات التي لن ينساها هي لحظة سماع نبأ رحيل الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، حيث كان في منطقة أبو سلطان ومطار فايد، موضحًا أن لحظة معرفة خبر الوفاة كانت بمثابة الصاعقة على جميع الجنود.. قائلا: “بعد عودتنا من المواقع إلى المبيت بمطار فايد شاهدت حالة من التوتر الشديد فخرجت من “هنجر المبيت” فعرفنا بخبر وفاة القائد العظيم جمال عبدالناصر فساد المطار حزنا شديدا وإحساسًا بالضياع وفقدان الأمل.. وأحسسنا بأن البلد ضاعت ومن سيستطيع أن يحل محله وإحنا في حالة حرب وأرضنا محتلة”.

وحول يوم السادس من أكتوبر 1973.. يقول الجندي المقاتل زغلول وهبة: “في منتصف يوم السبت السادس من أكتوبر.. تم الاستعداد للمواجهات في حال حدوث هجوم من الطيران المعادي ونحن كجنود علينا استقبال الأمر وتنفيذه مباشرة.. وفى لحظات لن تنسى فوجئنا بأعداد رهيبة من الطائرات المصرية من كل الطرازات الميج 21 والسوخوى والميج 19 والميراج وكل أنواع الطائرات في قواتنا الجوية تشن هجومًا مكثفًا على العدو وقامت حرب أكتوبر والجميع لا يحمل سوى هدف واحد وهو استعادة أرض سيناء الغالية”.

ويضيف “في يوم الأربعاء 10 أكتوبر ذهبنا للموقع قبل أول ضوء وجهزنا المعدات وانتظرنا أي هجوم وفي منتصف اليوم تم إبلاغنا بأن الطيران المعادي قادم من اتجاه الشمال أي البحر المتوسط.. وبعد قليل فوجئنا بسرب معادٍ من طائرات “الفانتوم” و”سكاى هوك” يقوم بالهجوم على المنطقة.. وكنت مستعدًا للهجوم وكان في مرمى الموقع طائرة “سكاي هوك” تحوم للهجوم على المطار وفى أثناء الهجوم اشتبكت معها وسقطت.. وهذه كانت الطائرة الثانية التي أقوم بإسقاطها”.

وأوضح أنه نظراً لشدة الدفاع الجوي حول دائرة مطار أبو حماد من كل الاتجاهات لم يستطع الطيران المعادي أن يصيب المطار بل أفرغ قنابله وصواريخه على قرى “الشوامين” و”كفر حافظ” و”عرب سرحان” وأصاب الكثير من الأهالي والمدنيين؛ حيث دمروا منازل الفلاحين”.

ويختتم حديثه بالقول: “سنوات غالية من عمر الإنسان قضاها في خدمة الوطن الغالي بكل حب وتفان في سبيل تحرير أرض سيناء الغالية بعد أن احتلها عدو لدود لمدة 6 سنوات من 1967 حتى أكتوبر 1973 بالنصر الكبير والعبور الرائع واسترجاع قطعة غالية على كل أبناء الوطن الواحد مسيحيين ومسلمين لا فرق بين هذا وذاك فالجميع قام بالواجب المكلف به والحمد لله تم النصر الغالي”.

اقرأ ايضاً

جاسوس أنقذ العالم من حرب عالمية ثالثة

شكرا للتعليق على الموضوع