ناصر اللحام يكتب :الجميع يريد السلطة وإسرائيل تريد الضفة
سيناريوهات كثيرة، قد يكون لبعضها أثر التضليل ونشر الضبابية لحجب الرؤية الحقيقية، ولكنها سيناريوهات يتم البحث فيها ومناقشتها، حتى أن المواطن الفلسطيني لم يشعر بفرحة إنجاز قرار اليونسكو بشأن المسجد الاقصى، لأن الماكينات الإعلامية الممولة من الغرب تظهر لنا كل يوم مدى حجم الخلاف الفلسطيني الفلسطيني وصعوبة تخيل ما سيحدث في المستقبل القريب.
السيناريو الاسرائيلي يزحف في المرحلة الأولى لقضم الضفة وضم مناطق جيم، وتعزيز قطاع غزة كدولة محاصرة تحت حكم سيطرة حماس، وفي وقت متقدم- والقول لوزراء اليمين الاسرائيلي على رأسهم نفتالي بينيت وأوري ارئيل وايلات شكيد وزئيف ايلكين- يطمح افيغدور ليبرمان أن يتم طرد سكان المثلث إلى شمال الضفة عشرات السنين، لحين إنهاك الضفة بالكامل، وبالتأكيد تبحث الوكالة اليهودية طوال الوقت عن خزانات ديموغرافية إضافية لتهجير أجناس مختلفة من شعوب الأرض إلى هنا، بحجة الترغيب والتسهيلات المالية الاستعمارية في عالم يضيع رشده.
ما تخطط له اسرائيل يمكن إفشاله بسهولة، ولكن الأزمة الحقيقية هي في برامجنا نحن العرب، فقد باتت الحكومات العربية أكثر “قناعة” بأن العلاقة الطيبة مع إسرائيل هي التي يمكن أن توفر لهم الرضى الامريكي وعدم انقلاب الحكم وعدم وصول الربيع العربي إلى عواصمهم، إلى جانب صفقات السلاح وتواصل الذبح والإفلاس لخزائن هذه الحكومات، ومن ينجو من هذه النظرية سيجد نفسه في تحالفات اقليمية أخرى لا تقل خطرا عن الأولى.
الوضع الفلسطيني الداخلي من سيء إلى أسوأ، سياسيا واقتصاديا وديموغرافيا وجغرافيا، وإسرائيل تحبط أية محاولات لتحسين الأوضاع وتزيد من شروطها التعجيزية، والقوى عاجزة عن تقديم برنامج موحد أمام الجماهير.
وهكذا يكون عام 2017 من الأعوام الحاسمة على صعيد الموقف الجماهيري من القضايا الراهنة، وربما أن المؤتمر السابع لحركة فتح في أول كانون الثاني واجتماع المجلس الوطني، يقدمان لنا إجابات على أسئلة البعد الرابع في السياسة الإقليمية الراهنة، لأن ما يحدث اشبه بحرب عالمية ثالثة، وقد يستمر لعشر سنوات أخرى.
اقرأ للكاتب :
الفرق بين الغضب الشعبي وبين تهييج العوام