عائشة سلطان تكتب :المرشحان هيلاري وترامب.. لا فرق!
الانتخابات، مفتاح وكلمة سر الأنظمة الديمقراطية،والتي تحرك مشاعر وطموحات الناس، الذين يصدقون دائماً أن المتنافسين فيها يتسابقون لكسب أصواتهم، للوصول للسلطة من أجل تحقيق مصالحهم وطموحاتهم، والحقيقة أن سيرك الانتخابات هو فعلاً لكسب الأصوات للوصول للسلطة، لكن ليس لتحقيق مصالح الناس، الذين أعطوا المرشحين أصواتهم، ولكن لتحقيق مصالح قوى وتنظيمات أكبر وأهم!
لن تسعى هيلاري كلينتون إلى تحقيق وعودها للناخبين بخصوص إحداث التغيير للمواطن الأميركي في مجالات: التأمين الصحي، وتغيير قوانين الرعاية الاجتماعية أو تحسين المستوى المعيشي للفرد، وتقليل مستوى الضرائب، فقد سمع الأميركيون هذه التأكيدات من جورج بوش الأب، ومن باراك أوباما- ومن غيرهم- جمهوريين وديمقراطيين، لكن ما كان يحدث دائماً أن الأحوال تبقى على ما هي عليه إن لم تزد سوءاً في ما يتعلق بالرعاية وقوانين الاقتراض والتأمينات وقروض الدراسة الجامعية، وإصلاح أحوال العمال وغيرهم!
الذين يفاضلون بين هيلاري وترامب متصورون أنهما مرشحان مختلفان، يحتاجون للنظر جيداً في تاريخ الشخصين، وفي نمط تعاطيهما مع القيم والأخلاق والسلوك العام والمجتمع، خلال سير الحملات الانتخابية. أين كانت منظومة القيم الغربية، التي صدّعوا بها رؤوسنا، والمرشحان يتبادلان الاتهامات، ويسربان، لبعضهما بعضاً، معلومات وصوراً ومقاطع مصورة ومخجلة ومقززة وأمام العالم؟ وأين كانت القيم الانتخابية حين أصدر أوباما قرار رفع الضرائب بعد أن كان وعد الناس بتخفيضها؟
أين قيم الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان واحترام الاختلاف و.. إلخ من كل ما أدلى به دونالد ترامب حول المسلمين؟ وأين هي هذه القيم وكلينتون مستعده لإحراق العالم من أجل حماية أميركا، إن دونالد اليميني المتطرف لا يقل تطرفاً عن السيدة كلينتون المتطرفة هي الأخرى.
هناك منظومة مصالح قومية داخلية وخارجية ستراعَى جيداً، وهناك مصالح لقوى اقتصادية ضاربة في جذور الاقتصاد ستراعى أيضاً، وهناك اتفاقات وتحالفات في أقاليم مختلفة حول العالم ستراعى حتى ولو على حساب الناخبين البسطاء، فيكفي هؤلاء أنهم مواطنو الدولة العظمى أما المصالح فهي الثابتة، التي لا يمكن اللعب بها، فلا علاقات، ولا صداقات، بل مصالح دائمة، هذا ما لم يتعلمه العرب بعد!
البيان – الامارات
اقرأ للكاتبة :