اختيار كاكاو مفوضًا للاندماج “ضربة حظ” للكرة الألمانية

شدد الاتحاد الألماني لكرة القدم، كثيرًا، على أن الاندماج من أكبر أولوياته، بدليل أن له مفوضًا خاصًا لشؤون الاندماج.

الخيار هذه المرة وقع على مهاجم شتوتجارت السابق الألماني البرازيلي كاكاو الذي أعلن اعتزاله الملاعب مؤخرًا.

وحسب الاتحاد الألماني لكرة القدم، لا أحد يصلح لتولى مهمة مفوض شؤون الاندماج أفضل من اللاعب الدولي كاكاو، واسمه الحقيقي كلودمير جيرونيمو باريتو.

وانتظر الاتحاد حتى إعلان لاعب خط الوسط البالغ من العمر 35 عامًا اعتزاله اللعب رسميًا كما جاء على حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، الشهر الماضي، ليكشف قبل يومين (الثلاثاء 22 نوفمبر 2016) عن تعيين اللاعب مفوضًا جديدًا لشؤون الاندماج.

ورأى رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم اينهارد جريندل في هذا الاختيار “ضربة حظ بالنسبة للاتحاد وللكرة الألمانية”، ولأن كاكاو مثال جيد عن الاندماج “الناجح”، مشددًا: “عليه أن يترجم خبراته في هذا المجال على أرض الواقع، ولن يكون أبدًا وجهًا تسويقيًا فحسب”.

“لحظة” كان عنوان أول كتاب لتعلم الألمانية أخذه لاعب خط الوسط البرازيلي في يده، وكان ذلك في خريف فبراير 2009 تاريخ انتقاله إلى ألمانيا. ثم حصل على الجنسية الألمانية، ثم بعد ذلك بثلاثة أشهر استدعاه المدرب يواخيم لوف لمرافقة المنتخب الألماني في رحلته المبرمجة آنذاك إلى شنغهاي. وفي المباراة الوديّة أمام الصين لعب كاكاو لأول مرة بقميص المنتخب الألماني، لكن مسيرته الحقيقية مع المانشافت كانت خلال مباراة التعادل أمام فنلندا (1-1) ضمن التصفيات المؤهلة لمونديال جنوب إفريقيا 2010، وحينها دخل كاكاو أساسيا ولعب تسعين دقيقة كاملة.

طالما حلم كاكاو الطفل بالالتحاق بناد لكرة القدم في بلاده الأم، ففن اللعبة لم يتقنه، حاله في ذلك حال الآلاف من الأطفال في بلاد السامبا، إلا في شوارع المدن والقرى. غير أن كاكاو فشل في إيجاد نادٍ يتبناه، لكنه في نهاية المطاف حصل على دعم قريبه المقيم في ألمانيا، الموسيقي أوسمار أوليفيرا، الذي عمل أيضا مدربا في أندية الناشئين لكرة القدم.

وبفضل هذا الرجل استطاع كاكاو بعمر الثمانية عشر إبرام عقد في ألمانيا، لتبدأ مسيرة امتدت 15 عاما، لأحرز فيها ستة أهداف من مجموع 23 مباراة لصالح المنتخب الألماني لكرة القدم، و86 هدفا من 281 مباراة على مستوى الدوري المحلي – بوندسليجا، النصيب الأكبر منها بقميص شتوتجارت.

أما البداية فكانت متواضعة، فبعد أن باءت جميع محاولات قريبه في الحصول على عقد لكاكاو مع نادي بايرن ميونيخ، وافق على عرض نادي تورك جوتشو ميونيخ، وهو نادٍ تركي يلعب ضمن منافسات أندية الولايات الألمانية. والطريف في الأمر أن الحديث بين كاكاو وبين المدرب خلال الموسمين اللذين قضاهما مع هذا النادي قبل التحاقه بنادي نورمبرج من دوري الدرجة الثانية آنذاك، كان يمر عبر مترجم من اللغة التركية إلى اللغة الألمانية. بيد أن كاكاو وكما يقول “لم يكن يفقه أيّا منهما”، عندها وصل إلى قناعة أن اللغة هي المفتاح، أي أن عملية الاندماج “يجب ن تبدأ مني شخصيا”.

“الاندماج ليس بالوصفة السحرية لجميع المعضلات، ولكن إذا ما أدرك الوافد الجديد أن عليه القيام بالخطوة الأولى، فهذا سيساعدنا كثيرا”، يقول كاكاو في المؤتمر الصحفي للاتحاد الألماني لكرة القدم بمناسبة تعيينه في منصبه الجديد. ويضيف كاكاو: “نحن في الاتحاد لا نعرف كل شيء، لكن في ما يتعلق موضوع الاندماج بإمكاننا الاستماع والتعلم (من الآخرين)”.

DW

شكرا للتعليق على الموضوع