وسقطت في قوقعة الصمت ” قصة حقيقية ” ( الجزء الخامس – الاخير )

تأليف : نادية حلمى

ملخص الجزء الرابع :

نِهال وجدت فى عالمها الجديد ما قد أراح النفس ، وما قد أخافنا عليها من العُزلة، وَجدت فى هَسِيس الشجر والهوى والطير والزهر مَعزوفتها المُتناغمة مع طبيعتها بعيداً عن صوت طَلق النار والدماء وإِستشهاد أَخواتنا من الجيش والشرطة والمواطنون ، ودمع الزوجات والامهات ما قد دفعنا للاِصرار بها للنزول للتعايش مع الواقع ، وإن كان مُراً قبلما تقودها العُزلة للإكتئاب ، وقد إستجابت لِصُحبة صديقتها هايدى الثائرة الثورية ذات الصوت التحريضى ضد الإرهاب ، واعتادت نِهال النزول ، ولكن بصوت بلا صدى … صورة باهتة حتى أن وقعت حادثة الإغتِصاب على هَايدى… وكانت اللحظات الفارقة فى حياة نِهال تبدلت من سلبية إلى إيجابية … من صَامتة إلى ثورية ثائرة إنتقاما لشرف صديقتها ، وبالتكاتف واسع الأطراف عملت الكثير ليتقلد الحكم من يستحقه بطل المرحلة عبد الفتاح السيسى وقد حدث وعاد الخونة للمحاكمات.

الجزء الجزء الخامس – الاخير  :

يطلب مني أن أفضفض لأتجرع الراحة.. يمسح دمعي الذي بلل وجهي ولمس العنق.. يسأل مجدداً.. ما بكى يا ابنتي.. إحساسي يا أبي أني بت غريبة عن نفسي.. وأحاول التعرف عليها.. طبع ليس من طبعي.. أساس مخالف لإحساسي.. الأب:- الأحداث ستزول يا صغيرتي.. فقط إياكي والانهيار.. كوني قوية.. القوة تيقظ وقت الأزمات.. أبي ما يتحدث الآن هو منطق الحكمة وأنا بعد ربيع في زمن بات يتحكم فيه الشيطان وأنت لتثلج قلبي تظهر خلاف ما تبطن..

  أبي ما هو حادث زوبعة ترابية لن تجرفنا دوامتها وإذا بدمعة تغالب هدبه تسقط قبل ما يبعثرها الهدب وخفقات قلبه المتلاحق بنا حباً تفصلني عن الواقع الأسود وأتصور شروق الشمس في فجرها.

أتصور ذهبيتها وحنين بالأجداد يعتريني فا أشتم فيه عطر مصر ويستشعر رجفات جسدي ويقول لي أبي.. لا تخافيها الدنيا يا نهال حتى لا تخيفك.. لا تجعليها صعبة حتى لا تعاندك.. وبجواره أجلس.. أبي.. تعتقد المشير السيسي سيستجيب لرغبة الشعب.. أعتقد ذلك.. بركان الغضب الذي انفجر في 30 يونيه سيجبره على ذلك.. أمي.. تريد حداً للمهزلة.. التي تعيشها مصر.. تعتقدي أنه سيحين الوقت ونعيش في أمان.. إن شاء الله وستضج الأرض فرحاً كنسور الفضاء بالانتصار وسنغلق الأبواب في وجوه الآملين في العودة للحكم..

   البطل الذي بحكمة مدروسة وبصبر محسوب والذي خلصنا من الأفاعي وأحكم عليهم أغلال الجحور سيستجيب لرغبة الشعب.. قادر أثار اهتمام الكل وأعلق أنا.. نعم.. أثرت يا سيسي اهتمام الكل.. أحببناك واخترناك يا بطل الزمن الصعب.. يا قادر على إحلال السلام.. بركان الغضب الذي انفجر في 30 يونيه.. انتصار جديد سجل على جبينك يا مصر..

   تكمل أمي كفانا شهداء.. أمهات وزوجات بالسواد يتسربلن وأطفال يتموا وأقاطعها.. وليل كنت أبكيهما.. على مخدعي.. أتقرفص والأحداث تمر كشريط سينمائي أمامي.. مع كل حدث تختنق كانت أنفاسي في صدري.

   وفجأة يحضرني مشهد الاغتصاب فأنهار وأرتجف ارتجاف شجر الوعر.. وتدور بي الحجرة وظلام يهوي بي إلى مغاليق الهاوية فأخرج للشرفة حتى يغالبني النوم وتتكرر المشاهد.. أرى البنيان ينهار فوق رأسي والأرض تصبح رخوة تحتي يوم الاعتداء عليها صرخت صرخات هزت الآكام وتاه الصوت وسط الازدحام بل اختنق بين جوانحي..

  أختنق فلم أسمع نفسي.. ما حدث يا أبي لها كابوس.. للآن في صحوي ومنامي يلاحقني… حدث هايدي بدلني.. ازدريت الناس والحياة.. بِتُّ مغلولة انتقامية وضعت نفسي مكانها.. قهر وإذلال يا أبي.. سلب الشرف إكراهاً طعنة موت تحت تهديد السلاح.. حساس قاتل.. تأرجحت وأغمي علىّ سامحاني.. حجبت عنكما تفاصيل ما وقع خوفاً عليكما..

  أثرت.. فضلت.. عزلة النفس عن آلامكما منذها وفي نظري الكل واحداً.. جمعت المعطوب مع الطيب في سلة واحدة.. ما حدث زرع الشك في نفسي وشوش الفكر وإن كان هناك شباب شرفاء وليس الكل فاسداً وعيون أمي تزرف دموعاً كغيوث المطر.. لقد رأت عيني لحظات كشفها تجريدها من ملابسها وهي تصرخ.. اقتلوني.. ولا تجردوني من ملابسي.

  شعرت بزلزلة الجبال احتجاجاً.. رأيت مغاليق القبور تتفتح غضباً بالفاسدين ما حدث روعني وأظلم في عيني الدنيا.. أمي.. تصيح.. كفى يا نهال حديث في هذا الموضوع وبانفعال.. أمي.. لو ما أصابها أصابني وشقيقتي سنقول كفى.. جمرة نار في صدري.. أبي.. اتركيها يا عزة.. أبي.. أتعذب وأريد النسيان ولكن كيف؟ والمشهد لا يفارق عيني.. حضرت لحظات موتها وعجزت عن إنقاذها من الوحوش.. السمع يا أمي غير الرؤية مجرد من بعض المشاعر.. هايدي اليوم جسد بلا حياة.. تائهة منطوية على ذاتها.. لحظة سقوطها بين أيدي الشياطين لاشت أنفاسها..

   أفقدتها التنفس.. سجن صوتها.. أمي كفى يا نهال.. اتركيني.. قد أرتاح.. يطرق أبي رأسه ولا أدري ألماً بها أم خجلاً لها مما حدث..

  وأكمل وعليه قد قررت بأن أعمل بكل طاقة أملكها للانتقام من خونة الوطن.. يتأملني أبي عند عبارة انتقام.. لا يا أبي.. نحن لسنا إرهابيون.. سنكتفي بكشف مكنوناتهم الإجرامية والوقوف في وجوههم بالرفض والتحريض السلمي خاصةً أن هناك مؤامرة وأنتم تعلمون مؤامرة إخوانية أمريكية لتحويل مصر إلى بركة من الدماء عن طريق القتل والخراب وانتهاك الأعراض..

  أصمت وأعود لأمي.. يا ترى يا أمي.. على من الدور القادم أنا أم أنتي أم أبي أم أختي.. ما يحدث يحدث في غفلة زمن..

  للإرهاب أساليب.. أبي مرار الموت يلاحقني يتناهى صوته إلى أسماعي متى سيتوقف.. نزيف الدم.. متى سيتوقف؟

 أبطال من الجيش والشرطة يتساقطون غدراً كحب اللألئ من على صدر مصر.. ما قد حمس المرأة بكل أطيافها.. أم وزوجة وأخت بتحدٍ وإصرار على إنجاح 30 يونيه.. 33 مليون خرجوا رغبة منهم ليتقلد بطل المرحلة صاحب بيان خارطة الطريق حكم مصر.. لقد حلفت المرأة بأن لا تقيد بالصمت صوتها..

   ما قد حصل شدد من عزيمتها.. لن تنكمش داخل نفسها ولن تقوقع خلف حوائط حجراتها.. لن يحدث مجدداً.. المرأة لا ناقصة عقل ولا ناقصة دين كما يدعي الداعون لذلك لإفساح طريق الخراب أمامهم..

من أثبتوا وجودهم من خلال أكاذيب لتظهر المرأة ضعيفة..

أمي ترمقني بنظرة تأييد وأبي تنم نظرته عن الفخر بها ويعود وينظرني وكلام على طرف اللسان يسجنه.. لما تراجعت الكلامات يا أبي..

يجيب ولأول مرة ينبثها.. خائف عليكما من غد.. خائف على الأجيال الصاعدة من التيار المفسد للعقول والنفوس.. قد يؤثر ويتأثرون.

ويؤثرون بالفكر المدمر والإسلام بريئاً من أفعالهم.. أما أنتي اليوم يا صغيرتي فخوراً بك.. حماسك الوطني طمأنني عليكي.. أقاطعه إمرأة اليوم يجب أن تكون يقظة وقوية حتى لا تكون فريسة سهلة المنال ويشرد أبي شروداً طويلاً.. واسأل نفسي هل أسهبت أنا أو سرحت واسترسلت في الكلام فطاله بالمخاوف..

ربما لأنني بالغضب ثائرة.. فأصمت ندماً وعند صمتي بشغف ماذا يا طفلتي؟ بما تفكرين.. في القيم والمبادئ التي تلاشت…

من يا أبي شطب الآخر من قاموسه.. القيم إستياءاً بفساد الناس… أم الناس لتفسح للفساد طريقاً..

أبي.. بالطبع الإنسان بغايات ورغبات شيطانية تحرر من قيودها ليعيش فساداً على الأرض.. هؤلاء الفاسدون مرض وقد تفشى الفساد في مجمله وبكل مفرداته مرض نفسي والخوف على الأجيال الصاعدة ليصيبها ذات المرض..

إذاً يا أبي المشوار طويل.. بعدد سنين الفساد.. وما من حل.. التوبة للغفران تعتقد ما عليه العالم جزاء من الله.. حروب وأوبئة وفساد.. لا اعتراض على كلمته.. أم هي نهاية العالم.. لا يعلمها إلا هو.. وتمر أيام ويقترب اليوم الموعود الذي ينتظره الشعب.. بل العالم.. تقترب ساعات التحدي الكبرى.. ونتوجه لصناديق الاقتراع حسب الاتفاق ليتقلد البطل مقاليد الحكم وليبتلع الشعب أنفاسه.. كان عهداً بيننا نحن مجموعة من الشباب من الطرف الذي سيرشق الآخر بسيف الموت.. الإرهاب أم السلام.. ونتابع النتائج دقيقة بدقيقة.. انتصاراً أم سقوط..

للانتصار فرح وللسقوط حزن.. ويفجر البركان الساكن بصوته.. نجاح ساحق.. 24 مليون ناخب وناخبة تقريباً أذهلوا العالم.. نجاح راقص الفارحين وأبكى الغادرين.. انتصار بكل المقاييس أغلق الجحور خلف الأفاعي والثعابين.. تحقق الأمل يا أبي وتنهدنا الراحة يا أمي وها اليوم تحتفل مصر رقصاً.. عادت حياتي من جديد.. استعدتها.. مَنْ مَنْ سرقوها.. طالما هناك شرفاء..

لن يموت أمل ولن يموت حلم ولن يموت غد.. أحببناك واخترناك.. يا صاحب الجملة الجميلة “لن نقبل بالنجاح بديلاً” ويا صاحب الجملة الشهيرة التي انبثقت من القلب بصدق فاعل وسكنت القلوب راسخة “ أنتو متعرفوش أنكم نور عينينا ولا إيه“.

لا عرفناك ومن أول وهلة أحببناك لأننا صدقناك.. احترمناك واخترناك.. أنت من حماك الله من كارثة مؤكدة منذ 15 عاماً لتحكم مصر في حب مصر.. نفذت رغبة شعب عظيم.. يا بطل.. ما أجملك في إصرارك وعزيمتك وحكمتك.. عن حق أجبناك يا فريد في عصرك.

ساندك الله من أجل الشعب.. كلام كثير يعجز عن قوله اللسان لأنك أكبر بكثير بأفعالك من الكلام.. بك تهللت مصر قناة جديدة يا سيسي.. حياة جديدة معك يا سيسي..

تسربلي يا مصرنا بالثوب الأبيض.. ارتدي ثوب العرس وعنقود الياقوت والمرجان والزبرجد.

وتد من أوتادك أعاد للحياة آمالها

ونهضت الأوتار من القوقعة لتتغنى بك

وبمصر يا رئيس مصر الحديثة ….

أنتهــت

اقرأ للكاتبة :

الجزء الرابع

شكرا للتعليق على الموضوع