‏‫ رمضان ابو جزر يكتب : نقل السفارة الامريكية بين التهديد و التنفيذ …

ليست المرة الاولى التي يعد فيها احد مرشحي الرئاسة الامريكية بنقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس اثناء حملته تملقا للحصول لدعم اللوبي اليهودي و راس المال الصهيوني او تفاديا من هذا اللوبي دعما للمرشح الخصم …

و لكن بعد الوصول الى البيت الأبيض تدخل حسابات السياسة و ترجيح المصالح السياسية الامريكية مع دول المنطقة و العالم الاسلامي على حساب تنفيذ وعد انتخابي صغير الحجم بمقابل حجم الصدام السياسي الذي يمكن ان يسفر عن هذا الإجراء ..

الامر الان مختلف تماما حيث ان الأمة العربية اضعف من اي وقت مضى لممارسة ضغط خفي او علني على ادارة تخيف حتى حلفائها في الغرب و لا يمكن التخمين بتوجهاتها في مواضيع اكثر أهمية و اكبر حجما من موضوع نقل السفارة ….

المهم في الموضوع انني أودّ ان أشير الى نقطة هامة و لوجستية و لكنها مركزية اذا ما ابتعدنا عن البعد السياسي لموضوع نقل السفارة حيث ان بناء السفارات الامريكية في العالم له مقاييس خاصة و مختلفة من حيث المكان و المساحة و اليات البناء و مواده و حتى البنى التحتية لتلك السفارات .. و هذا من وجهة نظري معقد و صعب توفره في القدس حيث ان دولة الاحتلال وتوغلها في نشر المستوطنات و ملأ الفراغات في كل جغرافية القدس لطمس هويتها العربية لم تترك مكانا فارغا يصلح لبناء السفارة المزعومة بالمواصفات التي تتوافق مع شروط بناء السفارات الامريكية  من حيث توفر المساحات اللازمة على اقل تقدير …

اذا اذا ما استمر ترامب في توجه فعلي لنقل السفارة فانه سوف تنقضي سنواته الأربعة و الثمانية ان استمرت رئاسته لفترة ثانية قبل ان تنجز اللجان الخاصة ببناء السفارة دراستها او تهييئة الإمكانية الحقيقية لإنجاز الصرح الامريكي في القدس ..

و يأتي رئيس اخر يمكن ان يوقف المشروع برمته او يكمل ما بدأه ترامب في هذا السياق .. و لكن من الممكن او المرجح ان تستأجر او تشتري الولايات المتحدة مقرا مؤقتا لهذا الغرض و يحمل دوما شكل مؤقت له دلالات سياسية و لا يكون سفارة بالشكل الذي نعرفه عن تلك السفارات .

 و خلال المدة اللازمة لإنجاز بناء هذه السفارة يمكن ان تحدث تغيرات كثيرة في السياسية الامريكية و الدولية تجعل من هذا الحدث لا قيمة  له . فعلينا ان نعمل على إنهاء الاحتلال و لا يكون حدث نقل السفارة اقل من انه تجاوز للمعاهدات الدولية و قرارات الامم المتحدة و اقل ما يمكن القيام به للرد على هذا التجاوز السافر هو سحب سفيرنا من واشنطن و إغلاق سفارتنا لديهم .

رمضان ابو جزر

بروكسل – بلجيكا

رئيس مركز بروكسل الدولي

اقرأ للكاتب :

بالتصفيق …ميسي رئيس …عباس رئيس

شكرا للتعليق على الموضوع